+ A
A -
في أول مقابلة له منذ اقتحام مثيري الشغب المؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب مبنى الكابيتول الأسبوع الماضي، اتهم رئيس شرطة الكونغرس الأميركي المستقيل ستيفن سوند، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، الأحد 10 يناير 2021، مسؤولي الأمن في مجلس النواب ومجلس الشيوخ بعرقلة جهوده لاستدعاء الحرس الوطني، عندما قام آلاف المتظاهرين باقتحام الكونغرس.
تأتي تصريحات سوند في وقت أثيرت فيه تساؤلات حول مدى استعداد شرطة الكونغرس للتظاهرات التي كانت تلوح بشكل صريح لاقتحام الكونغرس، فكيف يكون رمز الديمقراطية الأميركية بهذه الهشاشة الأمنية، ويستطيع متظاهرون اقتحامه بهذه البساطة والعبث بمحتوياته؟ في مشهد صدم العالم، وأثار غضب مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين.
القلق من الحشود كان موجوداً قبل بدء المظاهرات
كشف سوند عن أن قلقه كان يتزايد بشأن حجم الحشود المؤيدة لترامب، والتي كان من المتوقع تدفقها إلى العاصمة واشنطن، لذلك قام سوند بالتعبير عن قلقه للمشرفين عليه، لكنهم ترددوا في اتخاذ أي خطوات رسمية، على الرغم من إبلاغه لهم بأن الحشود ستكون أكبر بكثير من المظاهرات السابقة، على حد قوله.
قال سنود: «لكي أكون في الجانب الآمن، طلبت من مسؤولي الأمن في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الإذن بوضع الحرس الوطني في العاصمة في حالة تأهب، في حال احتاجت شرطة الكابيتول إلى دعم سريع».
لكن سوند قال: لقد رفضوا هذا الطلب.
تباينت ردود فعل المسؤولين بمجلس النواب حول طلب سوند، فالرقيب في مجلس النواب، بول إيرفينغ، رأى أن «الإعلانات والصور» لا تدعو للقلق، ولا تدفع لإعلان حالة الطوارئ قبل المظاهرات، أما الرقيب في مجلس الشيوخ في آرمز، مايكل ستينجر، فنصح سوند بأن يتواصل بشكل غير رسمي مع الحرس الوطني، ويطلب منهم «الميل إلى الأمام» وأن يكونوا في حالة تأهب في حال احتاجت شرطة الكابيتول إلى مساعدتهم.
في الوقت الذي لم يتسنّ للصحيفة الوصول إلى إيرفينغ للتعليق. رفض ستينجر التعليق قائلاً: «أنا حقاً لا أريد التحدث عن ذلك».
شرطة الكونغرس طلبت الدعم 11 مرة
أشار سوند إلى أن تلك المرة كانت الأولى من ست مرات طلب فيها المساعدة، غير أن جميعها قوبلت بالرفض أو التأجيل.
بعدها بيومين، وتحديداً في ظهر يوم الأربعاء 6 يناير، قال سوند إن قواته وقعت في خضم أزمة بالفعل، وحينها طلب المساعدة 5 مرات أخرى، لأن مشهداً أشد خطورة مما كان قد تصوَّر في أي وقت مضى كان حاضراً أمامه في ساحة الكابيتول التاريخية.
فقد تدفق «جيش» من المتظاهرين مكون من 8000 شخص مؤيد لترامب في شارع بنسلفانيا، وذلك بعد سماع ترامب يتحدث بالقرب من البيت الأبيض.
بدأ اختراق الخط الأول الخارجي لشرطة الكابيتول في الجانب الغربي من الكونغرس بغضون 15 دقيقة، وذلك على الرغم من وجود 1400 من ضباط شرطة الكابيتول في الخدمة، فقد تم اجتياح قواته بسرعة.
سوند قال: «لو كان لدينا الحرس الوطني، لكنا احتجزناهم لفترة أطول، حتى يصل المزيد من الضباط من الوكالات الشريكة لنا».
وقبل الساعة الثانية مساءً بقليل، دخلت العصابات المؤيدة لترامب مبنى الكابيتول، مما دفع المشرعين والموظفين إلى البحث عن الأمان. أرسلت شرطة العاصمة بسرعة مئات الضباط إلى مكان الحادث، لكن هذا لم يكن كافياً، قال سوند إنه في الساعة 2:26 مساءً، انضم إلى مؤتمر عبر الهاتف مع البنتاغون للمطالبة بتقديم دعم إضافي.
حتى بعد اقتحام الكونغرس البنتاغون يرفض تقديم الدعم!
يتذكر سوند قوله: «إنني أتقدم بطلب عاجل وعاجل لمساعدة الحرس الوطني، يجب أن أحصل على دعم على الأرض».
حضر المكالمة العديد من المسؤولين من حكومة واشنطن، بالإضافة إلى مسؤولين من البنتاغون، بمن فيهم اللفتنانت جنرال والتر إي بيات، مدير أركان الجيش.
يقول سوند: «شعرت فرقة العاصمة بالذهول لسماع بيات يقول إنه لا يستطيع أن يوصي بموافقة رئيسه، وزير الجيش رايان مكارثي، على الطلب»، مضيفاً: «قال بيات: لا أحب منظر الحرس الوطني وهو يقف في صف للشرطة ومبنى الكابيتول في الخلفية».
كما يتذكر جون فالسيكيو، رئيس أركان عمدة العاصمة موريل إي. باوزر، فقد أعاد سوند مراراً وتكراراً: «إن الوضع مروع»، «حرفياً، هذا الرجل على الهاتف، أعني، يصرخ طلباً للمساعدة، لقد احترقت في ذكرياتي».
من جانبه، قال المتحدث باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: «نعتمد على شرطة الكابيتول وسلطات إنفاذ القانون الفيدرالية لتقديم تقييم للوضع»، «واستناداً إلى هذا التقييم الذي أجروه، اعتقدوا أن لديهم عدداً كافياً من الموظفين ولم يتقدموا بطلب».
وعلى الرغم من توسلات سوند، لم يصل أفراد الحرس الوطني الأوائل إلى مبنى الكابيتول حتى الساعة 5:40 مساءً، كانت المواجهات والحشود أدت إلى وفاة أربعة أشخاص، وانتهى الأسوأ لفترة طويلة.
copy short url   نسخ
13/01/2021
372