+ A
A -
سما حسن كاتبة فلسطينية
لماذا كلُّ هذه الضجَّة بسبب المدعو محمد رمضان، وما قام به من فعل قبيح؟ لماذا قامت الدنيا عليه أكثر من كل مرة، منذ أن أصبح «نمبر وان»، ويراه كثيرون من الشباب في مصر أنه يمثلهم؛ لأنه فهم منطق الحياة، بصورة صحيحة، وتحوَّل إلى «بلطجي». وقد نعِم بالثراء، وهو ينتقل من قاع المجتمع، حيث الفقر والتهميش؛ ليصبح في مصافِّ النجوم. وفيما أصبح يعيث في الأرض فسادًا؛ بجهله وقلَّة درايته وقلبه موازين القيم، كان ملايين الشباب؛ ممَّن يحبُّونه، يحاولون احتذاءه، والتعلُّم من مفردات لغته التي تمثِّل معاني القوة النَّزِقة، والذراع، متغاضين عن تكبُّره عليهم، وتعاليه، وهو يخرج على قومه، في زينته، متباهيًا بسيَّاراته الفارهة، أمام جوعهم وبطالتهم.
ما المطلوب، أو المنتظَر من محمد رمضان؟ وفيم أنتم تتوقَّعون منه ما هو فوق طاقته، هل تنتظرون منه أن يخرج هاتفًا باسم العروبة وفلسطين والمسجد الأقصى؟ وأن ينادي بعدم تهويد القدس وتقسيمها؟ هل تنتظرون ذلك من هذا الشاب الذي امتلأ غرورًا، ولفَّته بطانةُ سوء، وأصبح يتحرَّك بالتحكُّم عن بُعْد؛ لكي يداري غباءه وجهله الذي لم يستطع المال أن يخفيه، أو يحسِّنه، أو يلطِّفه.
ما المتوقَّع من محمد رمضان الذي قُدِّم لمغنٍ إسرائيلي واجهةَ بلده، وفي يوم كانت أم كلثوم واجهة مصر، وشتَّان بين هذا وذاك، ولسنا في حاجة لسرد قائمة أسماء لفنَّانين ومغنين عرب ومصريين، مثل أم كلثوم؛ لكي نستذكر مواقفهم الوطنية، إزاء بلادهم، أو إزاء القضية الفلسطينية. ولكن رمضان أساء لبلده ولشعبه، في البداية، فأيُّ خيرٍ يُتوَسَّم فيه، وهو يقدّم واجهة لمصر. لذلك كان من الأجدر أن يُسحَب البساط من تحت قدميه، منذ زمن، وليس اليوم، بعد خطأ متوقَّع من شخصٍ جاهل لا يهمُّه سوى المال؛ لأنه على يقين أن نجمه سوف يذوي، في سنوات قليلة، ولن يأتي أحد على ذكره.
شكرًا، محمد رمضان؛ لأنك أكَّدت عمق الهُوَّة بين الإجماع الشعبي والقرار السياسي؛ لأنك أظهرت حقيقة أن الشعب لم يعد يملك أكثر من المقاطعة الثقافية بكل صورها، وهي الإعلان الحقيقي للموقف العربي من القضية الفلسطينية، ومن حقِّ الشعب الفلسطيني في أرضه المسلوبة.
copy short url   نسخ
05/12/2020
351