+ A
A -
الدوحة- قنا- تظهر التشكيلة الحكومية التي كشف عنها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عزمه الوفاء بوعوده الانتخابية، من خلال تشكيل فريق حكومي متنوع يضم عددا من الخبراء الديمقراطيين المتمرسين بالسياسة العامة، ويتمتعون بخبرة عميقة بمجال الأمن القومي والعلاقات الدولية، وستشمل مهام فريق بايدن، تجديد القيادة الأميركية وإعادة تصورها للحفاظ على سلامة الأميركيين بالداخل والخارج، ومعالجة التحديات الراهنة بدءا من جائحة كورونا إلى الإرهاب والانتشار النووي والمناخ والتهديدات السيبرانية.
وكان لافتا أن بايدن يسعى من خلال تشكيلته إلى كسر حواجز تاريخية بوضع سيدات في مناصب قيادية بقيت حكرا على الرجال لعقود طويلة، كما عمد بايدن إلى اختيار سياسيين متمرسين على عكس النهج الذي اعتمده الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي اختار غالبا شخصيات غير متمرسة بالسياسة تبين لاحقا أنها غير مناسبة للمنصب وخرجت فجأة من الإدارة.
وقال الرئيس المنتخب إن الفريق سيساعد في وضع أجندة تعكس أن «أميركا عادت ومستعدة لقيادة العالم»، وهو ما يشير إلى الابتعاد عن شعار «أميركا أولا» الذي رفعه الرئيس ترامب.
ولعل أبرز وأشهر أعضاء فريق بايدن هو جون كيري البالغ من العمر ستة وسبعين عاما، وهو مرشح سابق لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2004، وقد اختاره بايدن ممثلا خاصا لشؤون المناخ، ويعد كيري بطل اتفاقية باريس للمناخ، التي انسحب منها الرئيس ترامب، ويعتبر كيري أزمة التغير المناخي قضية أمن عالمية، وقال إنه سيكون لأميركا قريبا حكومة تتعامل مع أزمة المناخ على أنها تهديد ملح للأمن القومي.
ومن أهم الأسماء في فريق الرئيس بايدن أنتوني بلينكن، الذي عين وزيرا للخارجية، ويبلغ من العمر ثمانية وخمسين عاما وكان أحد مستشاري بايدن الرئيسيين بمجال السياسة الخارجية، والمسؤول الثاني بالخارجية الأميركية خلال عهد الرئيس السابق أوباما، وتقلد بلينكن العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية، وهو من مؤيدي أوروبا، ونظام العمل متعدد الأطراف على الصعيد الدولي، ويحمل بلينكن درجة الدكتوراة بالقانون، وسيكون بحال إقرار وتأكيد تعيينه، قوة رائدة ضمن محاولة الإدارة المقبلة لإعادة صياغة علاقة الولايات المتحدة مع بقية العالم، بعد أربع سنوات شكك فيها الرئيس دونالد ترامب بالتحالفات القديمة، وقد يساهم تعيين بلينكن بطمأنة حلفاء الولايات المتحدة الذين تعرضوا للتهميش أو حتى للإهانة أثناء ولاية ترامب، ويوصف بلينكن بأنه «مؤيد للدبلوماسية مع إيران» و«داعم قوي لإسرائيل»، وستكون على عاتقه مسؤولية التعاطي مع مشهد جيوسياسي معقد بشكل متزايد بالشرق الأوسط.
وضم فريق بايدن تعيين أليخاندرو مايوركاس، وزيرا للأمن الداخلي، وهو أميركي من أصول إسبانية ومولود بالعاصمة الكوبية هافانا ويبلغ من العمر ستين عاما وسيشرف خصوصا على قضايا الهجرة، مناهض للعنصرية، وفي حال تسلمه هذه الوزارة سيكلف بإعادة بناء وزارة نفذت بعض الإجراءات الأكثر قسوة المرتبطة بسياسة الهجرة المتشددة للرئيس ترامب، بما في ذلك الانفصال الأسري على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
ومن المقرر وفق تقارير أميركية أن يعين بايدن، جانيت يلين البالغة من العمر أربعة وسبعين عاما وزيرة للخزانة الأميركية، وقد عملت سابقا رئيسة لمجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي، وفي حال صحة هذه التقارير، ستصبح يلين أول امرأة تتولى وزارة الخزانة الأميركية، إذ كانت أول امرأة تتولى مجلس المستشارين الاقتصاديين التابع للبيت الأبيض. ويلين التي كانت أول امرأة تتولى رئاسة البنك المركزي الأميركي بين 2014 و2018 هي أيضا خبيرة اقتصادية مرموقة.
ويعتبر وزير الخزانة أهم مسؤول بالإدارة الأميركية بعد وزير الخارجية، ويكتسب هذا المنصب أهمية استثنائية خلال الظرف الراهن لأن القوة الاقتصادية الأكبر في العالم تعاني للنهوض من تداعيات جائحة كوفيد 19، بينما ينضم ملايين الأميركيين إلى سوق البطالة بسبب الجائحة.
وعينت أفريل هاينز رئيسة للاستخبارات الوطنية لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب بالولايات المتحدة، وكانت قد تسلمت منصب نائب مدير وكالة المخابرات المركزية بعهد أوباما، حاصلة على شهادات علمية، الأولى كانت بمجال الفيزياء، والثانية بمجال القانون. كما عملت مستشارة لمجلس الأمن القومي للمساعدة في القضايا القانونية المتعلقة بعمليات مكافحة الإرهاب خلال إدارة أوباما، وتسلمت منصب نائبة لمدير وكالة المخابرات المركزية.
كما عين الرئيس المنتخب، الأميركية من أصل أفريقي ليندا توماس غرينفيلد سفيرة لبلاده بالأمم المتحدة، وقادت غرينفيلد البالغة من العمر ثمانية وستين عاما، السياسة الأميركية تجاه إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء خلال أحداث عصيبة، مثل تفشي فيروس إيبولا على نطاق واسع بغرب إفريقيا.
وعين بايدن، جيك سوليفان البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عاما، مستشارا للأمن القومي، وقد عمل سابقا مستشارا للأمن القومي لبايدن خلال إدارة أوباما، وكان يتولى منصب رئيس التخطيط السياسي بالخارجية الأميركية عندما تسلمتها هيلاري كيلنتون، وكان له دور بارز خلال عمله بالخارجية الأميركية خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.
كما ضم فريق جو بايدن، ريما دودين، التي عينت نائبة مدير مكتب الشؤون التشريعية بالبيت الأبيض ودودين أميركية من أصل فلسطيني، تعمل حاليا مديرة لمكتب السيناتور الديمقراطي عن ولاية إلينوي، ديك دوربين، وستعمل دودين مع فريق بالبيت الأبيض يقوم على صياغة الوعود التي أطلقها بايدن أثناء حملته الانتخابية إلى مسودات قانونية وتقديمهما إلى مجلسي النواب والشيوخ.
وتتطلب العديد من التعيينات الوزارية الأكثر أهمية لبايدن موافقة وتأكيدا من مجلس الشيوخ الأميركي الجديد، ونادرا ما يتم رفضها، وحث بايدن مجلس الشيوخ، على تحديد جلسة استماع عاجلة لمرشحيه الذين يحتاجون إلى تصديق من المجلس وعبر عن أمله بأن يتمكن من العمل مع الجمهوريين بحسن نية، للمضي قدما ورأب الصدع وتوحيد أميركا والعالم أيضا.
copy short url   نسخ
26/11/2020
147