+ A
A -
كتب - فــهـد العمـــــادي
مع بدء العد التنازلي لمونديال 2022 والمنتظر أن تستضيفه بلادنا بعد أقل من عامين، بدأت كل الانظار تتجه إلى دولة قطر من أجل رصد كل ما يدور من استعدادات لاستقبال الحدث العالمي الأكبر والأضخم على مستوى كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة. ويأتي على رأس المهتمين باستعدادات بلادنا لاستضافة الحدث الكبير، المسؤول الأول عن كرة القدم في العالم، وهو جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي حرص على زيارة دولة قطر في الساعات الاخيرة، مثلما يحرص دائماً على زيارتها بين الحين والآخر من أجل الاطمئنان على كافة الاستعدادات الخاصة بتنظيم المونديال.
وحرص رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم على عقد جلسة مع قيادات الصحف المحلية، وذلك للرد على كافة استفساراتهم وتساؤلاتهم حول كأس العالم 2022، وهي الجلسة التي عبر خلالها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن ارتياحه التام وسعادته لسير العمل والتحضيرات لمونديال قطر 2022، وذلك قبل عامين من إقامة البطولة في قطر للمرة الأولى في تاريخ المنطقة والشرق الأوسط.
وشدد انفانتينو على ثقته في قدرة قطر على تنظيم نسخة رائعة من المونديال، وبدأ حديثه قائلا «ان قطر لديها قدرات هائلة على تنظيم البطولات بصورة مميزة، ويمكن ان تستفيد من ارث كأس العالم بتنظيم بطولات على أعلى المستويات بصورة سنوية».
وأضاف «ما اشاهده من قطر كدولة مستضيفة أمر فاق التوقعات، فالبنية التحتية المميزة وهي جزء بالفعل من استدامة كأس العالم، كما أن الملاعب على أحدث طراز، وهذه سمة فريدة من نوعها لكأس العالم، ليس فقط بسبب التميز، بل أيضا التبرع بأجزاء من الملاعب بعد كأس العالم، ولكن بصورة عامة فان الملاعب والبنية التحتية العامة للبلد والخبرة في التنظيم والتنفيذ تساهم في جعل كأس العالم استثنائيا، وعلينا الا ننسى انه خلال الشهر الذي سيقام فيه المونديال سيزور قطر ما بين مليون و2 مليون شخص، وربما قد يتضاعف حجمهم تقريبًا، أو يزيد بنسبة 50 ? وبالتالي نحن أمام تجربة فريدة من نوعها، وانا كرئيس للفيفا أشعر بالفعل بالراحة الكبيرة نظراً لتواجد شريك مثل قطر في استضافة كأس العالم».
وأضاف «الاتحاد الدولي لكرة القدم لا ينظم كل البطولات، بل هناك بطولات أخرى عديدة بمقدور قطر استضافتها بناء على ما لديها من بنى تحتية وملاعب وخبرات، وسنرى ما يمكن ان يحدث في المستقبل».
وشدد على أهمية الدور الإعلامي خلال كأس العالم 2022، حيث قال «الأشخاص الذين سيأتون إلى قطر سيحاولون استكشاف البلد والتعرف عليه وهنا يبرز دور الإعلام في تقديم صورة للبلد المستضيف، والحقيقة أن هناك للأسف من يصدر أحكاما مسبقة، ويجب هنا أن نجعلهم ينظرون من زاوية أخرى، فقطر دولة مضيافة ودولة منفتحة وتتمتع بكرم كبير كما ان عنصر الأمن هنا مميز للغاية، فقطر دولة آمنة».
وتابع «الإعلام عليه أن يفتح أعين الناس على الجوانب الإيجابية المساعدة في تعزيز قطر، بل سأقول المنطقة بأكملها، وأنا أعلم أن هناك قضايا عالقة في المنطقة لكني آمل أن تختفي عاجلاً وليس آجلاً، فنحن هنا من أجل الرياضة وليس السياسة، واعتقد ان كأس العالم ستسلط الضوء على قطر، ويعتبر المونديال وسيلة للترويج للجوانب الإيجابية، وبالتالي يجب ان يتم التركيز على الجوانب الإيجابية هنا والعالم سوف يستمع ويشاهد ذلك».
وأشار إلى ان قطر تمتلك بنية تحتية رائعة للغاية، وقال «انا سعيد للغاية بما تم القيام به على مستوى البنى التحتية وهذه النسخة ستكون مختلفة ومتميزة، لأنه يمكنك مشاهدة أربع مباريات في اليوم تقريبًا ويمكنك القيام بذلك ربما بالذهاب حتى بالدراجة أو باستخدام المترو الجميل الموجود هنا، فالامر مختلف بشكل كامل، مقارنة ببطولات أخرى مثل التي أقيمت في إيطاليا وكانت بها صعوبات كبيرة، لكن اعتقد ان قطر لديها ملاعب مميزة وبنى تحتية رائعة، كما انه يجري التخطيط بشكل جيد على جميع المستويات، بدءا من شركة الطيران في الخطوط الجوية القطرية، ثم الفنادق والتأمين وغيرها، الأمر الذي يؤكد ان هناك استعدادا كاملا على جميع المستويات، والحقيقة أنني جئت هنا قبل شهر وشاهدت سير العمل رغم جائحة كورونا، وانا دائما ما أعود إلى قطر بل اعتبر وكأنني في بلدي، وسأتواجد هنا كثيرا في المرحلة القادمة من أجل الاستعداد بشكل مثالي لكأس العالم، فكأس العالم تحتاج ضبط كل التفاصيل والحقيقة ان قطر مستعدة بشكل تام، وأؤكد انني عملت في تنظيم البطولات على مدار سنوات طويلة تتجاوز 16 عاماً في أوروبا تم خلالها تنظيم بطولات عديدة، لكني لم أشاهد جاهزية بتلك الصورة التي أشاهدها في قطر من أجل كأس العالم 2022» واستادات هي الاجمل حيث كل استاد اجمل من الآخر.
وعن قدرة المسافرين على الحضور إلى قطر، ليس فقط من جميع أنحاء العالم بل من المنطقة الخليجية أيضا، قال «يجب ان يتمكن جميع الأشخاص من الحضور والتواجد والاحتفال بأكبر حدث كروي في العالم، وان يتمكن كل شخص من مشاركة تجربته والاستمتاع بها، ودعنا نؤكد على ضرورة ان تبقى السياسة كما هي سياسة بعيدة عن الرياضة، وانا أتمنى ان تحل المشاكل العالقة في المنطقة، ويجب إعطاء الناس الفرصة للاستمتاع بكأس العالم في المنطقة وأنا على ثقة أن الجميع في المنطقة الخليجية سيحتفلون بكأس العالم 2022 في قطر».
وتطرق للحديث عن بطولة المنتخبات العربية التي ستقام في قطر، حيث قال «قبل عام من مونديال 2022 ستكون هناك بطولة مستحدثة تقام للمرة الأولى، وتعتبر مختلفة عن كأس القارات، وأود هنا أن أشكر جميع البلدان العربية الاثنين والعشرين، وستقام قبل كأس العالم بعام واحد، وستقام في ملاعب المونديال، وستجمع العرب من اليمن إلى المغرب. ستأتي المنتخبات الوطنية إلى هنا وسيتم توزيع المنتخبات وفق تصنيف الأفضل في الفيفا، وسيلعب 12 فريقًا في الدور التمهيدي ثم يعقبه الدور الرئيسي بمشاركة 16 فريقا، وستقام 32 مباراة في البطولة التي سيشاهدها ما يقرب من 450 مليوناً من الجمهور العربي، الذي سيتابع من هو الفريق الأفضل عربياً، فالجميع سيشارك، وأتمنى ان يظهروا أفضل ما لديهم في الملاعب المونديالية وان يتمكن الجمهور العربي من مختلف الارجاء من الحضور إلى قطر والاستمتاع بالبطولة والاحتفال هنا في قطر».
وقال «انا كرئيس للاتحاد الدولي اشعر بالفخر والحماس الشديد بالجهود القائمة لتنظيم مختلف البطولات وليس فقط تنظيم بطولة المنتخبات العربية، وكذلك الاستعدادات الجارية على جميع المستويات لكأس العالم 2022، وأكرر الشكر لقطر على ذلك» مؤكدا انه سعيد بما تقوم به من جهود لتسهيل عملية دخول الجمهور وتسهيل عملية التأشيرات خاصة لشعوب افريقيا..
وقال «إنها بالفعل بروفة كبيرة لكأس العالم، لأننا نعرف الشغف والتنافس الموجود بين فرق المنطقة العربية، لذلك أنا سعيد جدًا لأن هذا الحدث سيقام كما قلت بمشاركة 22 منتخباً منهم 16 في المرحلة النهائية، لقد قال الجميع نعم، واعتقد انها خطوة كبيرة لعرضها على العالم»
وعن المشاركة بالمنتخبات الأولى، قال «سيكون من الجيد ان تشارك المنتخبات بنجومها وعناصرها المميزة، وبخصوص الروزنامة الدولية فهي محددة في وقت سابق واعتقد انه سيكون من المميز ان تتواجد المنتخبات بعناصرها الأساسية وان تعطي الأندية لاعبيها الفرصة للتواجد والمشاركة في بطولة من هذا المستوى، وسنرى ما يمكن ان نفعله بالحديث مع الاتحادات في هذا الشأن، وسنعمل على مناقشة كل الأمور خاصة ان هذه بطولة جديدة ومهمة وتعتبر خطوة نحو المستقبل».
وحول ربط السياسة بالرياضة، قال «لا ينبغي الخلط بين السياسة وكرة القدم، وسنفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على هذا التمييز جانبًا والسماح للناس بالاستمتاع بفرقهم وبطولاتهم».
وحول عائد الاستثمار والايرادات المتوقعة من كأس العالم، قال «الأمر سيكون أعلى قليلاً من كأس العالم الماضية في روسيا، ربما تصل إلى حوالي ستة ونصف مليار دولار أميركي». ورداً على تساؤل حول توقعه لشكل المنافسة في المونديال المقبل خاصة أن الفائز دائما من أوروبا وأميركا الجنوبية في النسخ الماضية، وهل يتوقع بطلا جديدا خاصة ان آسيا تتطور في الوقت الحالي قال «لاشك ان فوز المنتخبات الأوروبية بكأس العالم لم يكن مصادفة في السنوات العشرين الأخيرة، لقد عملوا بصورة كبيرة جداً ونجحوا في حصد البطولة خلال النسخ الأربع الأخيرة، وانا كرئيس للفيفا أتمنى ان يكون هناك تنوع عالمي بالنسبة للابطال».
وأضاف «ستكون كأس العالم 2022 امراً مختلفاً عن جميع البطولات السابقة، فالبطولة ستقام في شهر نوفمبر وهذا يعني بداية موسم بالنسبة للاعبين وليس نهايته وبالتالي ستكون هناك جاهزية كبيرة، فعندما يأتي اللاعبون بعد موسم شاق ومرهق تكون الأمور مختلفة مقارنة بالامر عندما يأتون في أفضل حالاتهم، وهذا قد يصنع الفارق».
وأثنى انفانتينو بصورة كبيرة على ما تقوم به قطر من تحضيرات لكأس العالم 2022، حيث قال «يمكن أن أذهب في إجازة قبل حدث كبير مثل كأس العالم، وهو ما لم أفعله في حياتي في آخر 25 عامًا، وذلك لان ما تقوم به رائع فالأمور يتم إعدادها بطريقة احترافية، واذا قررت قطر فعل شيء فانها تفعله بأفضل صورة».
وقال «انني اقدم شكري وامتناني نيابة عن اسرة كرة القدم إلى القيادة القطرية وفي مقدمتهم صاحب السمو أمير البلاد المفدى وجميع المسؤولين وكل من يعمل على التحضيرات لكأس العالم على جميع المستويات بما فيها حق العمال، وتلك كل الأشياء التي تم انتقادها ربما لسبب ما لكن تمت معالجة كل شيء، وهذا لم يكن ليحدث إذا لم تكن هناك إرادة قوية من قبل القيادة، والعالم بأكمله يرى ذلك التطور، وهذا يجعلني كرئيس للفيفا أنام "مرتاحا" في الليل، لأنني أعرف أن كأس العالم 2022 ستكون الأفضل، وأنا متأكد أن الكثير من الناس في جميع الدول العربية وفي العالم سيشعرون بالكثير خلال كأس العالم 2022 وهذا يدفعنا للعمل معاً لتحقيق ذلك النجاح».
copy short url   نسخ
25/11/2020
1396