+ A
A -
أكدت روسيا الثلاثاء أن لقاحها «سبوتنيك-في» ضد فيروس كورونا المستجدّ الذي طوّره مركز أبحاث غاماليا في موسكو فعّال بنسبة 95 %. وأشار بيان صادر عن المركز ووزارة الصحة الروسية والصندوق السيادي الروسي المشاركين في تطوير اللقاح إلى أن هذه نتائج أولية لتجارب على متطوّعين بعد 42 يوماً من حقن الجرعة الأولى، إلا أنه لم يُذكر عدد الحالات المستخدمة لاحتساب نسبة الفعالية.
ووسط أنباء نجاح تجارب أكثر من لقاء، يظل السؤال: أي من هذه اللقاحات يُرجح أن يكون أكثر فعالية؟ وكيف تعمل هذه اللقاحات؟ لماذا نحتاج إلى لقاح؟ لا تزال غالبية الناس عرضة للإصابة بفيروس كورونا. والقيود المفروضة حالياً هي فقط ما يحول دون حدوث المزيد من الوفيات.
ومن شأن اللقاح أن يُعلم أجسامنا مقاومة العدوى عن طريق منعنا من الإصابة بفيروس كورونا، أو على الأقل من خلال جعل «كوفيد - 19» أقل فتكا، وبالتالي فإن الحصول على لقاح إلى جانب توفر علاجات أفضل هو «استراتيجية الخروج» من أزمة تفشي الوباء.
لقاح جامعة أوكسفورد- ‏أسترا زينيكا
تظهر تجارب لقاح أوكسفورد قدرته على حماية 70 % من الناس من الإصابة بأعراض «كوفيد - 19»، كما أظهرت البيانات استجابة مناعية قوية للقاح لدى كبار السن.
وقد أشادت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، سمية سواميناثان، «بالتقدم اللوجستي الهائل» من خلال لقاح أسترازينيكا.
وأشارت سواميناثان إلى أن اللقاح الذي نشرت أسترازينيكا عنه نتائج أولية، الاثنين، يمكن أن يخزن في «ثلاجة عادية» كما يظل مستقرا في درجات حرارة 2 إلى 8 درجات مئوية.
وسيعزز هذا إمكانية الحصول على لقاحات فيروس كورونا بالنسبة للعديد من الدول، التي يصعب ضمان وجود السلاسل الباردة فيها، وهي المطلوبة للقاحات طورتها شركتا مودريرنا وفايزر.
وأخبرت مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية المسؤولة عن الوصول للقاحات والمنتجات الصحية، ماريانغيلا سيماو، مؤتمرا صحفيا إلى جوار سواميناثان، بأن مسؤولين بارزين بالمنظمة يتطلعون إلى الحصول على مزيد من البيانات من أسترازينيكا في الأيام المقبلة.
وأضافت سيماو أن منظمة الصحة العالمية تتوقع الانتهاء من تقييم لقاحها «في بداية العام المقبل» وهو ما قد يؤدي إلى نشر اللقاح.
لقاح أكسفورد المضاد لكورونا يظهر فعالية كبيرة •ثمة بيانات مثيرة للاهتمام تُرجح أن جرعة اللقاح قد تزيد الحماية من الفيروس إلى نسبة 90 %.
• المملكة المتحدة طلبت 100 مليون جرعة.
• التجارب التي تشمل أكثر من 20 ألف متطوع لا تزال مستمرة.
وهو ربما يكون واحداً من أسهل اللقاحات توزيعاً، لأنه لا يحتاج لتخزينه في درجات حرارة شديدة البرودة.
وهو مستخلص من نسخة ضعيفة من أحد فيروسات البرد الشائعة لدى الشمبانزي، وتم تعديله بحيث لا ينمو لدى البشر.
لقاح فايزر- بيونتيك
كان إعلان شركتي فايزر وبيونتيك عن النتائج الأولية إنجازاً كبيرا.
• أعلنت الشركتان أن اللقاح يوفر الحماية لـ 90 % من الناس من أعراض «كوفيد - 19».
• المملكة المتحدة ينبغي أن تحصل على 10 ملايين جرعة بحلول نهاية العام الجاري، مع طلب 30 مليون جرعة أخرى.
• يتم إعطاء اللقاح على جرعتين يفصل بينها 3 أسابيع.
• حصل نحو 43 ألف شخص على اللقاح، ولا توجد مخاوف بشأن سلامته.
ينبغي تخزين اللقاح في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر وسيتم نقله في صندوق خاص مبطن بثلج جاف (ثاني أكسيد الكربون في صورة صلبة) ومثبت به جهاز تعقب جي بي إس.
فايزر تقدم طلبا للحصول على ترخيص طارئ للقاح كورونا لقاح «كوفيد - 19» قد يُستخدم في الولايات المتحدة الشهر القادم ويعد هذا اللقاح نوعا جديدا من اللقاحات يسمي RNA ( أي يعتمد الحمض النووي الريبوزي للفيروس) ويستخدم جزءاً صغيراً من الشفرة الجينية للفيروس. وبذلك يبدأ تكوين جزء من الفيروس داخل الجسم، ثم يقوم جهاز المناعة بالتعرف عليه باعتباره جسماً غريبا ومهاجمته. ولم تتم من قبل الموافقة على استخدام لقاح RNA لتلقيح البشر، رغم أن متطوعين حصلوا عليه في تجارب سريرية تخص أمراضاً أخرى.
لقاح موديرنا
يعتمد موديرنا نفس نهج لقاح فايزر •تقول الشركة إنه يوفر الحماية لـ 94.5 % من الناس.
• ستحصل المملكة المتحدة على خمسة ملايين جرعة بحلول الربيع.
• يتم الحصول عليه في جرعتين تفصل بينهما مدة أربعة أسابيع.
• يشارك في التجارب 30 ألف شخص، حصل نصفهم على اللقاح، بينما تلقى النصف الآخر لقاحاً وهميا.
ويعد تخزينه أسهل من لقاح فايزر، إذ يبقى مستقراً عند درجة حرارة مئوية 20 تحت الصفر لمدة تصل إلى 6 أشهر.
ما اللقاحات الأخرى التي يجرى تطويرها؟
لقاح شركة سينوفاك (Sinovac) الصينية
أطلقت الشركة الصينية تجارب المرحلة الثالثة من لقاحها «كورونا فاك» (CoronaVac) على آلاف المتطوعين، لا سيما في البرازيل.
ويعتمد لقاح «كورونا فاك» على تكنولوجيا اللقاح الخامل (Inactivated vaccine)، التي تقضي بمعالجة العوامل المعدية من فيروس كورونا المستجد -واسمه العلمي سارس كوف 2- كيميائيا أو عبر الحرارة- لإفقادها خطورتها، لكن مع الحفاظ على قدرتها في إنتاج رد مناعي، وهذا أكثر أشكال التلقيح تقليدية.
لقاح شركة سينوفارم (Sinopharm) الصينية
قامت الشركة بإطلاق مشروعي لقاح مع معاهد أبحاث صينية. وتتوقع الصين أنها ستتمكن بحلول نهاية العام من إنتاج 610 ملايين جرعة من عدة لقاحات مضادة لـ «كوفيد - 19»، وسبق أن أعطت الضوء الأخضر للاستخدام الطارئ لبعضها، ويعتمد لقاحها على تكنولوجيا اللقاح الخامل.
لقاح شركة بهارات بيوتيك (Bharat Biotech) الهندية
أطلقت الشركة في نوفمبر الجاري عملية تجنيد لـ 26 ألف شخص للخضوع لتجارب على لقاحها «كوفاكسين» (Covaxin)، الذي يجري تطويره بدعم من الحكومة الهندية، وتتوقع أن يصبح متوفرا في الربع الأول من عام 2021، ويعتمد لقاحها على تكنولوجيا اللقاح الخامل أيضا.
لقاح شركة جونسون أند جونسون (Johnson & Johnson) الأميركية
أطلقت الشركة تجربتين سريريتين للقاحها المكون من فيروس غداني معدل بالاعتماد على تقنية النواقل الفيروسية؛ الأولى تقوم على إعطاء جرعة واحدة للمشاركين، والثانية تعتمد على جرعتين. وحول العالم، سيتلقى هذا اللقاح 90 ألف مشارك بالإجمال. وينتظر إصدار النتائج في الفصل الأول من عام 2021.
لقاح شركة كانسينو بايولوجيكال (CanSino Biologics) الصينية
طورت الشركة لقاح «أد5 أن كوف» (Ad5-nCoV)، بالتعاون مع الجيش، وهو لقاح يستند إلى فيروس غداني بالاعتماد على تقنية النواقل الفيروسية، وأطلقت تجارب المرحلة الثالثة في المكسيك وروسيا وباكستان.
لقاح شركة نوفافاكس (Novavax) الأميركية
تطور الشركة الأميركية لقاحا يعتمد على بروتين معاد التركيب، ويملك فيروس كورونا المستجد على سطحه نقاطا (هي بروتينات فيروسية) تتصل بالخلايا التي تنال العدوى، ويمكن إعادة إنتاج هذه البروتينات وإدخالها من جديد عن النظام المناعي لدفعه إلى الاستجابة. وأطلقت نوفافاكس في سبتمبر الماضي المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في المملكة المتحدة، ويفترض أن تطلق أواخر نوفمبر الجاري تجارب في الولايات المتحدة، والمعطيات الأولية يفترض أن تصدر في الفصل الأول من عام 2021.
من الذي سيحصل على اللقاح أولا؟
يعتمد ذلك على مكان انتشار كوفيد في الوقت الذي يكون فيه اللقاح متاحا، وأي الفئات العمرية يكون أكثر فعالية لديها.
ويتصدر سكان دور رعاية المسنين والعاملين فيها قائمة الأولوية المبدئية في المملكة المتحدة، يليهم موظفو القطاع الصحي، ومن تزيد أعمارهم على 80 عاما، إذ يعد السن أكثر عوامل الخطورة المرتبطة بـ «كوفيد 19».
ما الذي يتعين القيام به؟
• يجب أن تبثت التجارب أن اللقاح آمن.
•ينبغي تطوير اللقاح على مستوى ضخم من أجل إنتاج مليارات الجرعات.
• يتعين على الجهات المسؤولة الموافقة على اللقاح قبل السماح باستخدامه.
• يتعين على الباحثين تحديد مدة الحماية التي يوفرها اللقاح.
يُعتقد أنه يجب تحصين 60-70 % من سكان العالم (أي مليارات الأشخاص) لمنع انتشار الفيروس بسهولة (مناعة القطيع)، حتى لو كان اللقاح يعمل بشكل مثالي.
copy short url   نسخ
25/11/2020
2199