+ A
A -
{ تصوير - أسامة الروسان كتب - كرم الحليوي
احتفلت سفارة الجزائر في الدوحة، باليوم الوطني للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، وهي الذكرى السادسة والستون لاندلاع ثورة أول نوفمبر والتي استعادت فيها الجزائر كامل سيادتها بالتخلص من الاستعمار الفرنسي الذي ظل محتلا للأرضي الجزائرية طيلة 132 عاما متواصلة، وذلك بحضور سعادة السيد عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية والبيئة، سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية، سعادة السفير ابراهيم يوسف عبد الله فخرو، مدير إدارة المراسم، سعادة السيد علي ابراهيم أحمد، سفيردولة إريتريا وعميد السلك الدبلوماسي.
وخلال كلمته في الحفل قال سعادة السفير الدكتور مصطفى بوطورة، سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لدى قطر «أرحب بكم وأسدي لكم من الشكر أجزله ومن الامتنان أفضله على تكرمكم بتلبية دعوتنا ومشاركتنا احتفالنا بالذكرى السادسة والستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر الخالدة التي استعادت سيادة الدولة الجزائرية التي غيبت قسرا من طرف الاستعمار الفرنسي طيلة 132 عاما متواصلة والادعاء بأنها مقاطعة فرنسية، بعد أن كانت سيدة البحر الأبيض المتوسط، كما هو معروف».
وأضاف: لقد عرفت الجزائر مع نهاية العام الماضي (2019) تنظيم انتخابات رئاسية في ظرف استثنائي بكل المقاييس أفضت كما هو معلوم إلى انتخاب السيد: عبد المجيد تبون، رئيسًا للجمهورية، ووفقًا لتعهداته خلال الحملة الانتخابية تمّ تنظيم استفتاء لتعديل الدستور، وذلك يوم 1 نوفمبر 2020 لما له من رمزية مهمة وذلك تحت شعار «نوفمبر 1954 التحرير – نوفمبر 2020 التغيير»، وتم هذا الحدث في ظرف ليس سهلاً جراء مكافحة انتشار وباء كورونا (كوفيد - 19) على غرار دول العالم وانعكاساته الأخرى السلبية على كل المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، والدولة عازمة، في جزائر جديدة يسودها العدل والقانون والمؤسسات الراسخة وتعزيز الفصل بين السلطات وفقًا لمضمون الدستور الجديد، على مواصلة المشوار وبرمجة انتخابات تشريعية ومحلية في أقرب فرصة ممكنة، تزامنًا مع مواصلة تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية وغيرها التّي زادت في أعبائها تداعيات وباء كورونا (كوفيد - 19).
السياسة الخارجية
وقال السفير الجزائري في كلمته: إنّ سياسة الدولة الجزائرية على المستوى الخارجي، تحكمها عدة مبادئ تعود إلى أدبيات الحركة الوطنية وبيان أول نوفمبر 1954، وسلوكات دبلوماسية جزائر الثورة، ومن أهم هذه المبادئ مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واعتماد الحلول السياسية لمعالجة النزاعات الدولية، ومبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، استنادا إلى تجربة كفاحها الطويل، ومن هنا فهي سياسة مبنية على الدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. سياسة تتبنى الحوار كسبيل وحيد لتسوية الأزمات الدولية وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتدافع عن مبادئ احترام سيادتها وسلامة أراضيها.
وأشار إلى أنه في محيطها المباشر، لم تدخر الجزائر أي جهد للمساعدة في إيجاد حل للأزمات التي تمر بها كل من مالي وليبيا بما يمهد الطريق لاستعادة سلطة الدولة والحفاظ على وحدة الشعب والتراب، والذي لا يمكن تصوره، بالنسبة للجزائر، خارج إطار حوار شامل يجمع كل الأطراف الوطنية الفاعلة دون أي إقصاء، باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة كذلك من طرف الأمم المتحدة، بعيدا عن أي تدخل أجنبي، وفقا لمبادئ السياسة الخارجية للجزائر مثل مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومبدأ حق الشعوب في تقرير المصير كما ذكرت، وكذلك التحكم في ثرواتها الوطنية، واعتماد الحلول السياسية للخلافات والنزاعات الدولية، ومن هذا المنطلق كان انسجام الدبلوماسية الجزائرية سواء بالنسبة للأزمات في جوارها كليبيا ومالي، والموقف ذاته بالنسبة لما يجري في اليمن وسوريا، والدعوة إلى حل شامل بين الفرقاء من منطلق وحدة الشعب وسلامة الإقليم، ورفض أي تدخل خارجي تحت أي ذريعة أو أي غطاء، وبالنسبة للأزمة الخليجية دعت الجزائر منذ الوهلة الأولى إلى تغليب الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات والحفاظ تحت كل الظروف على مبادئ الأخوة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها وتدعيم كل المبادرات الخيرة والمساعي الرامية لحل الخلافات في إطار مجلس التعاون الخليجي. وعلى مستوى حق الشعوب في تقرير المصير، يظل موقف الجزائر من قضية فلسطين موقفا ثابتا، والوضع ذاته بالنسبة لقضية الصحراء الغربية.
العلاقات بين البلدين
وأكد سعادة الدكتور مصطفى بوطورة أنّ العلاقات بين الجزائر وقطر تشهد تطورا مستمرا، ولعل المشاورات السياسية المنتظمة على جميع المستويات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين خير شاهد على النوعية الاستثنائية لهذه العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وما زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر إلى الجزائر يوم 25 فبراير 2020 إلا دليل على ذلك، هذه الزيارة التي أعطت دفعًا مهما لمسار العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما أسفرت عنه من توجيهات وقرارات تمت أثناء جلسة العمل المهمة بين السيّد: عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر. وقال السفير الجزائري إن التعاون الاقتصادي شهد قفزة نوعية جسدها بشكل جيد إنشاء شركة «الجزائرية القطرية للصلب»، التي شيدت مجمعا ضخما للصلب في منطقة بلارة بولاية جيجل شرقي الجزائر العاصمة، بتكلفة استثمارية بلغت حوالي ملياري دولار، وبطاقة إنتاجية تفوق 400 مليون طن من الصلب للسوق المحلي، على أن تتجه في المرحلة الثانية، نحو التصدير، وكذلك مجموعة أوريدو الرائدة في قطاع الاتصالات التي حققت وتحقق نجاحا معتبرا في الجزائر، ومن المنتظر أن تتعزز هذه الشراكة، وتتوسع إلى مجالات الزراعة والسياحة والخدمات، مع الاجتماع المنتظر للجنة المشتركة للتعاون ومجلس رجال الأعمال.
وأضاف أنه في ضوء هذه العلاقات المتميزة بين البلدين وبتوجيهات من السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، فإنّ أولوية عمل السفارة هي العمل على مضاعفة الاستثمارات المشتركة في البلدين، وكذلك السعي لترقية الصادرات الجزائرية إلى السوق القطرية وهي كثيرة ومتنوعة، وبمواصفات جودة عالية، ولهذا الغرض هناك برمجة دراسة إمكانية فتح خط للخطوط الجوية الجزائرية، وكذلك خط ملاحي يربط بين ميناءي الجزائر وحمد، ثم العمل على إمكانية تجسيد فتح فرع لبنك قطر الوطني في الجزائر، وهذا ما سيساهم بإذن الله في تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، وترقية المبادلات بين المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين من البلدين.
الجالية الجزائرية
وقال السفير الجزائري ان الجالية الجزائرية في قطر والمتواجدة منذ وقت طويل في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي الاجتماعي والثقافي، لا سيما النفط والغاز، الطيران، الرياضة والإعلام، هي جالية نوعية تقدم مساهمة تحظى بالتقدير من الإخوة القطريين، في التطور الملحوظ الذي تشهده قطر في إطار رؤيتها الوطنية 2030 وتحضيراتها لكأس العالم 2022. هذا الحدث العالمي الرائع والكبير الذي سيكون فخرا لكل الشعوب العربية، وهنا أود الإعراب عن استعداد الجزائر للمساهمة بكل ما يمكن لإنجاح هذه التظاهرة الكروية الكبيرة التّي نتمنى أن تزداد فرحتنا خلالها بتأهل المنتخب الوطني الجزائري لها. وأغتنمها فرصة سانحة لأجدد التعبير عن الإعجاب الكبير بالإنجازات الرائعة التي تم تحقيقها في قطر في ظرف قياسي ووفقا للمقاييس العالمية بقيادة رائد النهضة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، ولا يفوتني ونحن على مقربة من احتفال دولة قطر بالعيد الوطني الذي يصادف يوم 18 ديسمبر المقبل، التقدم إلى هذا البلد العزيز قيادة رائدة وشعبا كريما بأخلص التهاني وأصدق الأماني بتحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
كما تقدم الدكتور مصطفى بوطورة بالشكر للشركة القطرية العامة للتأمين وإعادة التأمين، الراعي الرسمي للأمسية، والتي قال إن استثمارها في الجزائر يحقق نجاحا مهما.
copy short url   نسخ
24/11/2020
863