+ A
A -
الدوحة- قنا- بات المركز الوطني لعلاج السمنة التابع لمؤسسة حمد الطبية أحد أكبر مراكز علاج السمنة في العالم بعد أن واصل التوسع في خدماته العلاجية منذ افتتاحه عام 2017.
ويعمل المركز الوطني لعلاج السمنة على دعم أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة في دولة قطر ودعم التزام الدولة بتوفير حلول فعالة ومبنية على الأدلة العلمية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة حيث يقدم رعاية صحية شاملة ومتعددة التخصصات للمرضى الذين يحتاجون متابعة طبية وتعديلات في نمط الحياة وعلاجات إنقاص الوزن والتنظير الداخلي.
وقال البروفيسور شاهراد طاهري رئيس لجنة الأبحاث بالمعهد الوطني للسكري وأمراض الأيض واستشاري أول بالمركز الوطني لعلاج السمنة ان المركز زاد خدمات الرعاية المقدمة للمرضى عاما بعد عام، في حين بلغ عدد الزيارات العلاجية للمركز في العام الماضي ما يقرب من 12 ألف زيارة، وهو ما يجعل المركز الوطني لعلاج السمنة أحد أكبر المراكز من هذا النوع في العالم.
كما أطلق المركز الوطني خدمة مخصصة للمراهقين الذين تبلغ أعمارهم 14 عاما فما فوق، وخدمة لرعاية المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح البروفيسور طاهري أن خطر السمنة بين فئة المراهقين لا يقتصر فقط على إمكانية التسبب في مشكلات صحية خطيرة، بل قد تتسبب السمنة في مشكلات اجتماعية ونفسية لهم، مشيرا إلى أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة يرجح عادة أن يظلوا مصابين بالسمنة كأشخاص بالغين، ولذلك فإنهم يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالوزن التي تصيب البالغين مثل أمراض القلب، وداء السكري من النوع الثاني، والجلطة الدماغية، وأنواع عديدة من السرطان، والالتهاب المفصلي العظمي، وهو ما يزيد من أهمية الخدمة المقدمة للمراهقين.
ومن المعروف طبيا أن الأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 30 وهو ما يقارب 30 رطلا من الوزن الزائد، معرضون لخطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، وبعد أن يدرك الشخص العوامل التي تساهم في زيادة الوزن يصبح بمقدور اختصاصي الرعاية الصحية المساعدة في تحديد أهداف إنقاص الوزن المناسبة له حيث تعتبر الخدمة التي يوفرها المركز الوطني لعلاج السمنة للمراهقين هي برنامج إدارة الوزن الوحيد الذي يخضع للإشراف الطبي في دولة قطر والذي يلبي احتياجات هذه الفئة العمرية.
وقال البروفيسور طاهري إن هناك أسباب متعددة للسمنة، من بينها عوامل مترابطة مثل العامل الوراثي، ونمط الحياة، والنظام الغذائي، والظروف الصحية للشخص مثل الإصابة بأمراض مزمنة، وكيفية استخدام جسم كل فرد للطاقة حيث لا يكون من السهل دائما إدراك أهمية إجراء تغييرات على نمط الحياة اليومي والقيام بتنفيذ هذه التغييرات، إلا أن أعضاء فريق المركز الوطني لعلاج السمنة يتمتعون بخبرات كبيرة في مجالات إنقاص وإدارة الوزن، كما أن البرامج قد تم تصميمها لتلبية الاحتياجات الفردية لكل مريض.
وأشار إلى أن المركز أنشأ أيضا عيادة جديدة متخصصة لعلاج داء السكري من النوع الثاني عن طريق تغيير نمط الحياة، وتعتمد هذه العيادة على نتائج دراسة علمية تم نشرها مؤخرا في مجلة «ذي لانسيت» المتخصصة في مجال السكري والغدد الصماء وهي مجلة طبية عالمية مرموقة.
وخلصت الدراسة التي أجرتها فرق من المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والجمعية القطرية للسكري، وكلية طب وايل كورنيل في قطر، وموّلها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي إلى أنه من الممكن عكس مسار الإصابة بسكري النوع الثاني لدى أكثر من 60 بالمائة من المشاركين في الدراسة من خلال تغيير نظامهم الغذائي، وممارسة الرياضة والنشاط البدني، وتغيير عاداتهم السلوكية، دون اللجوء لاستخدام الأدوية أو لجراحات إنقاص الوزن.
وأثبتت هذه الدراسة البحثية أنه من الممكن عكس مسار الإصابة بداء السكري من خلال إدخال تعديلات على نمط الحياة، وأن هذا المسار العلاجي يؤدي إلى نتائج أفضل من أدوية علاج السكري وجراحات إنقاص الوزن.
وقال البروفيسور طاهري ان إنشاء هذه العيادات الجديدة المتخصصة لعلاج داء السكري من النوع الثاني، عن طريق تغيير نمط الحياة يعتبر إنجازا في حد ذاته، حيث إنها تعد الأولى من نوعها في المنطقة.
وأكد أن الهدف من علاج السمنة هو الوصول إلى وزن صحي والمحافظة عليه، الأمر الذي يحسن الحالة الصحية العامة للفرد ويقلل من خطر إصابته بالمضاعفات المرتبطة بالسمنة.
copy short url   نسخ
22/11/2020
1501