+ A
A -
حوار كرم الحليويقال سعادة السيد تشانغ مو كيم، سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الدوحة، إن دولة قطر وجمهورية كوريا تشتركان في الكثير من المبادئ والقيم في عرض مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، كما أن كلا البلدين يساهمان بشكل كبير في السلام الإقليمي والتعاون الدولي. وأكد خلال حواره مع الوطن أن قطر تواصل سياستها الدبلوماسية المتوازنة والحكيمة وتلعب أدوارًا فاعلة في مختلف المجالات حتى في ظل الحصار، موضحا أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يتركز بشكل أساسي على صناعات الطاقة والبناء، حيث يوجد العديد من الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين في مجالات مختلفة.
وكشف السفير تشانغ مو كيم عن أن اتفاقية الإعفاء من التأشيرة الثنائية، والتي هي في المرحلة النهائية للاعتماد ستسهل بشكل كبير السفر بين قطر وكوريا..
.. مزيد من التفاصيل في حوار السفير تشانغ مو كيم مع الوطن :
} ما هي طبيعة العلاقات بين دولة قطر وجمهورية كوريا ؟
- لقد طور بلدانا علاقات وثيقة وودية منذ أن أبرمنا العلاقات الدبلوماسية في عام 1974، حيث إنه على مدار السنوات العديدة الماضية، كانت قطر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال وثامن أكبر سوق بناء خارجي لكوريا، كما أن كوريا هي شريك تجاري كبير لقطر أيضًا. إلى جانب ذلك، يشترك بلدانا في العديد من الأشياء منها على سبيل المثال لا الحصر، دولة شبه الجزيرة، صغيرة نسبيًا من حيث المساحة الإقليمية، تؤكد على التعليم والدبلوماسية كاستراتيجية للبقاء، والرائد الأول في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والقيادة الحكيمة، وأمور عديدة تتشابهان فيها، ولذلك يمكن لبلدينا بطبيعة الحال أن يكونا شريكين استراتيجيين جيدين في التعاون.
وقد عززت الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى كوريا، في يناير 2019، وزيارة رئيس الوزراء الكوري لقطر بعد 6 أشهر، من علاقاتنا الثنائية. ووقع قادتنا 9 مذكرات تفاهم ثنائية تغطي مجالات مختلفة من التعاون، مثل الزراعة الذكية، وتربية الأحياء المائية، والنقل، والأمن، والتعليم، وما إلى ذلك. كما يُظهر توقيع اتفاقيات ناقلات الغاز الطبيعي المسال بين قطر للبترول والشركات الكورية في يونيو 2020 ثقتنا الطويلة الأمد، وتراكمت تلك الثقة في بعضنا البعض على مدار العشرين عامًا الماضية في قطاع الغاز الطبيعي المسال.
} هل يمكن أن نقول إن هناك توافقا في الآراء بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية؟
- تقوم السياسة الخارجية لبلدينا على أساس احترام القانون الدولي والتفاني في حل النزاعات بالوسائل السلمية، ورغم صغر حجمهما نسبيًا، فإن كلا البلدين يساهمان بشكل كبير في السلام الإقليمي والتعاون الدولي بشأن القضايا العالمية الرئيسية مثل حماية البيئة ومحاربة الإرهاب والقضاء على الفقر. وفي الوقت نفسه، فإن بلدينا من المؤيدين الحقيقيين للتجارة الحرة والنظام متعدد الأطراف القائم على القواعد. بطبيعة الحال، حيث يشترك بلدانا في الكثير من المبادئ والقيم في عرض مختلف القضايا الإقليمية والعالمية.
} كيف تصفون السياسة الخارجية لدولة قطر؟ ودور الدبلوماسية القطرية في حل بعض الخلافات بين الدول؟
من المثير للإعجاب أن قطر تواصل سياستها الدبلوماسية المتوازنة والحكيمة وتلعب أدوارًا فاعلة في مختلف المجالات حتى في ظل الحصار. وعلى وجه الخصوص، فإن دور قطر كوسيط في حل النزاعات الدولية العميقة يمثل نموذجًا جيدًا ويمنح الإلهام للعديد من البلدان. وكوريا باعتبارها دولة مكرسة لنزع السلاح النووي والسلام في شبه الجزيرة الكورية تقدر تمامًا أهمية جهود الوساطة التي تبذلها الحكومة القطرية في إحلال السلام في المناطق التي تعاني من النزاعات في العالم. إن مساهمة قطر وتفانيها في اتفاق السلام التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في وقت مبكر من هذا العام والحوار التالي بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة أمر لافت للنظر، حيث واصلت الحكومة القطرية جهودها في خضم أزمة وبائية غير مسبوقة.
} ماذا عن مجالات التعاون الاقتصادي بين دولة قطر وكوريا في الوقت الحاضر؟
- يتركز تعاوننا الاقتصادي بشكل أساسي على صناعات الطاقة والبناء، وقد شاركت العديد من الشركات الكورية في مشاريع تطوير البنية التحتية استعدادًا لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022، مثل الطرق السريعة ومترو الدوحة وملاعب كأس العالم. إنهم فخورون بأدوارهم. حاليا، حيث تشارك شركة كورية في مشروع برج لوسيل بلازا، والذي سيصبح بالتأكيد علامة بارزة خلال كأس العالم.
} هل هناك مشاريع تعاون مستقبلية لتعزيز العلاقات بين البلدين؟
- أعتقد أن علاقاتنا الاقتصادية الثنائية في مجالات الطاقة والبناء ستبقى نابضة بالحياة في المستقبل؛ نظرًا لأن محفظة الطاقة الكورية طويلة الأجل تفضل مصادر الطاقة منخفضة الكربون مثل الغاز الطبيعي المسال، فمن المحتمل جدًا أن يتطور تعاوننا الثنائي في مجال الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، عقب توقيع الاتفاقيات الثلاث بين قطر للبترول والشركات الكورية لبناء أكثر من 100 ناقلة غاز طبيعي مسال بقيمة إجمالية قدرها 19.2 مليار دولار، من المتوقع أن يزداد حجم الصادرات من كوريا إلى قطر في المجالات المتعلقة ببناء السفن.
واستنادًا إلى مذكرات التفاهم التسع التي تم تبنيها في العام الماضي، سيتوسع تعاوننا الثنائي والتبادلات لتشمل مجالات الزراعة، ومصايد الأسماك، والأمن، والتعليم، وعلى وجه الخصوص، أجد أن بلدينا يشتركان في إمكانات هائلة للتعاون في المجالات الثقافية والإنسانية، كما أنه من الملاحظ أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالثقافة الكورية، خاصة بين جيل الشباب، بسبب الشعبية المتزايدة لموسيقى البوب الكورية في قطر، كما أنه من المتوقع أن اتفاقية الإعفاء من التأشيرة الثنائية، والتي هي في المرحلة النهائية للاعتماد، ستسهل بشكل كبير السفر بين بلدينا.
} ما القطاعات التي من الممكن أن يزداد تعاون البلدين فيها مستقبلا ؟
- يعمل بلدانا بشكل وثيق لتنويع مجالات التعاون الاقتصادي في المدن الذكية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية وغيرها. وفي الوقت نفسه، فإن تعزيز التعاون الثنائي في مجالات جديدة سيسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصادها.
وكما ذكرنا أعلاه، فإن الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى كوريا في يناير 2019 وزيارة رئيس الوزراء الكوري إلى قطر بعد 6 أشهر أضافت زخما للجهود المبذولة لتوسيع تعاوننا الاقتصادي. وقد تم اعتماد العديد من مذكرات التفاهم للتعاون في مجالات الشبكة الذكية والزراعة الذكية وتربية الأحياء المائية والنقل وغيرها بمناسبة تلك الزيارات رفيعة المستوى. وفي هذا الصدد، فإن مستقبل تعاوننا في هذه المجالات مشرق.
وعلى وجه الخصوص، فإن خطة قطر لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 64 % بحلول عام 2027، وهو أكبر مشروع لتوسيع مرافق الغاز الطبيعي المسال في التاريخ، ستتيح فرصة جديدة للشركات الكورية. حيث أعطى التوقيع الأخير للاتفاقيات الثلاث بين قطر للبترول والشركات الكورية في الأول من يونيو لبناء أكثر من 100 ناقلة للغاز الطبيعي المسال آمالًا لصناعة بناء السفن الكورية التي تعاني من الأضرار الاقتصادية التي أحدثها الوباء. بقيمة إجمالية تبلغ 19.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن يزداد حجم الصادرات من كوريا إلى قطر في المجالات ذات الصلة.
} هل تعتمد السفارة الكورية على المعاملات الإلكترونية ؟
- تماشياً مع جهود الحكومة القطرية لمنع انتشار Covid 19، بدأنا نظام حجز الخدمات القنصلية الكترونيا لتقليل الزيارات غير الضرورية إلى سفارتنا. يمكن للزوار إجراء الحجز عبر موقع الويب أو تطبيق الهاتف المحمول. وقد وجدنا أن عددًا متزايدًا من الأشخاص يستخدمون هذه الخدمة قبل زيارة السفارة.
} ما موقف جمهورية كوريا من أزمة الخليج وكيف ترون السبيل إلى الحل ؟
- من المؤسف أن هناك انفصالا بين دول مجلس التعاون الخليجي بسبب الحصار المؤسف الذي لا يزال مستمراً بعد ثلاث سنوات. واستنادًا إلى تاريخهم وثقافتهم، يمكنهم الاستجابة بفعالية للقضايا الإقليمية معًا، وسوف يفيد التبادل الاقتصادي والبشري بينهم بشكل كبير المواطنين في كل بلد. ومن الواضح أنه لا يوجد فائز من الوضع الحالي. وتأمل الحكومة الكورية بصدق أن تثمر الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة الخليجية وإحياء العلاقات الودية بين دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الحوار في المستقبل القريب. ونأمل أيضًا أن نرى اليوم الذي يستطيع فيه مواطني دول مجلس التعاون الخليجي زيارة بعضهم البعض بحرية.
} تواصل قطر استعداداتها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. كيف ترون تلك الاستعدادات؟
- اكتملت معظم ملاعب كأس العالم، كما أن شبكة النقل بين الملاعب في المرحلة النهائية من البناء. ويتميز كل ملعب بتصميم فريد يعكس ثقافة قطر وتاريخها. ومن المهم بشكل خاص أن قطر ملتزمة بتقديم أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم محايدة الكربون والتأكيد أن جميع مشاريع البنية التحتية بما في ذلك ثمانية ملاعب تلبي أهداف الاستدامة الصارمة، حيث أظهرت قطر بالفعل للعالم قدرتها على تنظيم الأحداث الرياضية الدولية الكبرى بنجاح مثل دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة 2006 وبطولة العالم لألعاب القوى 2019.
وقد سارعت هذه الأحداث في النمو الاقتصادي لدولة قطر وساهمت في تنمية قطر بصفة عامة لتصبح واحدة من الدول المتقدمة.
والشعب الكوري متحمس أيضًا لكأس العالم في قطر. وعلى وجه الخصوص، فإنهم مهتمون للغاية بحقيقة أن ملاعب كأس العالم مجهزة بأحدث أنظمة التبريد، ويبدو لي أن هذه الفرصة التاريخية ستكون بمثابة زخم مهم آخر لتنمية قطر وإفادة العالم العربي بأسره، كما أنني متأكد من أن هذا سيكون نجاحًا آخر لدولة قطر.
} هل هناك تعاون بين قطر وكوريا في التحضير لكأس العالم؟
- تساهم الشركات الكورية في تطوير البنية التحتية المختلفة لكأس العالم 2022. حيث إنها شاركت في بناء شبكة المواصلات مثل الطريق السريع بين الملاعب والمترو، ويشاركون كذلك في تصميم بعض الملاعب
وسيكون كأس العالم 2022 في قطر ثاني نهائيات لكأس العالم تقام في آسيا بعد كأس العالم 2002 التي أقيمت بالتعاون بين كوريا واليابان. نظرًا لأن كوريا شاركت تجربتها في دورة ألعاب بوسان الآسيوية لعام 2002 مع قطر في تنظيم دورة الألعاب الآسيوية بالدوحة لعام 2006، فإن إمكانات التعاون الثنائي في التحضير لكأس العالم قطر 2022 كبيرة. استنادًا إلى خبراتنا في إقامة الأحداث الرياضية الدولية مثل دورة الألعاب الأولمبية في سيول عام 1988، والألعاب الآسيوية في بوسان عام 2002، وكأس العالم 2002، والألعاب الأولمبية الشتوية 2018، فإن كوريا مستعدة لتقديم المساعدة وتبادل الخبرات في تنظيم الألعاب وضمان الأمن خلال كأس العالم مع قطر.
} ما أكثر شيء أعجبك في الدوحة أثناء إقامتك هنا كسفير لجمهورية كوريا ؟
- قطر هي الدولة الأكثر أمانًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقًا لمؤشر السلام العالمي، مما يجعل الإقامة هنا تشعرك بالراحة والمتعة، كما أنني استمتعت بالعديد من الرياضات مثل الجولف وتنس الطاولة وصيد الأسماك.
لكن الجزء الأكثر تميزًا في إقامتي هنا هو الأشخاص الذين تعرفت عليهم والأصدقاء الذين شاركت معهم ذكريات رائعة. الناس هنا طيبون للغاية ومرحبون، حيث التقيت بالعديد من المواطنين القطريين الذين يرحبون بي دائما كما أنني أقمت العديد من العلاقات الوطيدة مع سفراء الدول الصديقة الذين أصبحوا أصدقاء أعزاء لي خلال السنوات الماضية في قطر.
ناهيك عن الدور الكبير والفعال لوزارة الخارجية القطرية، وخاصة إدارة المراسم تحت إدارة سعادة السفير إبراهيم فخرو الذي دائمًا ما يساعدنا ويستجيب لطلباتنا، ولم نواجه مشكلات في الوصول إلى الحكومة القطرية في ترتيب أية اجتماعات مع أية جهة حكومية كلما دعت الحاجة. وهنا أود أن أعبر عن خالص امتناني لتعاون الحكومة القطرية معنا وللمساعدة القيمة التي قدمتها لنا في الحالات الطارئة.
وكشف السفير تشانغ مو كيم عن أن اتفاقية الإعفاء من التأشيرة الثنائية، والتي هي في المرحلة النهائية للاعتماد ستسهل بشكل كبير السفر بين قطر وكوريا..
.. مزيد من التفاصيل في حوار السفير تشانغ مو كيم مع الوطن :
} ما هي طبيعة العلاقات بين دولة قطر وجمهورية كوريا ؟
- لقد طور بلدانا علاقات وثيقة وودية منذ أن أبرمنا العلاقات الدبلوماسية في عام 1974، حيث إنه على مدار السنوات العديدة الماضية، كانت قطر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال وثامن أكبر سوق بناء خارجي لكوريا، كما أن كوريا هي شريك تجاري كبير لقطر أيضًا. إلى جانب ذلك، يشترك بلدانا في العديد من الأشياء منها على سبيل المثال لا الحصر، دولة شبه الجزيرة، صغيرة نسبيًا من حيث المساحة الإقليمية، تؤكد على التعليم والدبلوماسية كاستراتيجية للبقاء، والرائد الأول في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والقيادة الحكيمة، وأمور عديدة تتشابهان فيها، ولذلك يمكن لبلدينا بطبيعة الحال أن يكونا شريكين استراتيجيين جيدين في التعاون.
وقد عززت الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى كوريا، في يناير 2019، وزيارة رئيس الوزراء الكوري لقطر بعد 6 أشهر، من علاقاتنا الثنائية. ووقع قادتنا 9 مذكرات تفاهم ثنائية تغطي مجالات مختلفة من التعاون، مثل الزراعة الذكية، وتربية الأحياء المائية، والنقل، والأمن، والتعليم، وما إلى ذلك. كما يُظهر توقيع اتفاقيات ناقلات الغاز الطبيعي المسال بين قطر للبترول والشركات الكورية في يونيو 2020 ثقتنا الطويلة الأمد، وتراكمت تلك الثقة في بعضنا البعض على مدار العشرين عامًا الماضية في قطاع الغاز الطبيعي المسال.
} هل يمكن أن نقول إن هناك توافقا في الآراء بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية؟
- تقوم السياسة الخارجية لبلدينا على أساس احترام القانون الدولي والتفاني في حل النزاعات بالوسائل السلمية، ورغم صغر حجمهما نسبيًا، فإن كلا البلدين يساهمان بشكل كبير في السلام الإقليمي والتعاون الدولي بشأن القضايا العالمية الرئيسية مثل حماية البيئة ومحاربة الإرهاب والقضاء على الفقر. وفي الوقت نفسه، فإن بلدينا من المؤيدين الحقيقيين للتجارة الحرة والنظام متعدد الأطراف القائم على القواعد. بطبيعة الحال، حيث يشترك بلدانا في الكثير من المبادئ والقيم في عرض مختلف القضايا الإقليمية والعالمية.
} كيف تصفون السياسة الخارجية لدولة قطر؟ ودور الدبلوماسية القطرية في حل بعض الخلافات بين الدول؟
من المثير للإعجاب أن قطر تواصل سياستها الدبلوماسية المتوازنة والحكيمة وتلعب أدوارًا فاعلة في مختلف المجالات حتى في ظل الحصار. وعلى وجه الخصوص، فإن دور قطر كوسيط في حل النزاعات الدولية العميقة يمثل نموذجًا جيدًا ويمنح الإلهام للعديد من البلدان. وكوريا باعتبارها دولة مكرسة لنزع السلاح النووي والسلام في شبه الجزيرة الكورية تقدر تمامًا أهمية جهود الوساطة التي تبذلها الحكومة القطرية في إحلال السلام في المناطق التي تعاني من النزاعات في العالم. إن مساهمة قطر وتفانيها في اتفاق السلام التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في وقت مبكر من هذا العام والحوار التالي بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة أمر لافت للنظر، حيث واصلت الحكومة القطرية جهودها في خضم أزمة وبائية غير مسبوقة.
} ماذا عن مجالات التعاون الاقتصادي بين دولة قطر وكوريا في الوقت الحاضر؟
- يتركز تعاوننا الاقتصادي بشكل أساسي على صناعات الطاقة والبناء، وقد شاركت العديد من الشركات الكورية في مشاريع تطوير البنية التحتية استعدادًا لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022، مثل الطرق السريعة ومترو الدوحة وملاعب كأس العالم. إنهم فخورون بأدوارهم. حاليا، حيث تشارك شركة كورية في مشروع برج لوسيل بلازا، والذي سيصبح بالتأكيد علامة بارزة خلال كأس العالم.
} هل هناك مشاريع تعاون مستقبلية لتعزيز العلاقات بين البلدين؟
- أعتقد أن علاقاتنا الاقتصادية الثنائية في مجالات الطاقة والبناء ستبقى نابضة بالحياة في المستقبل؛ نظرًا لأن محفظة الطاقة الكورية طويلة الأجل تفضل مصادر الطاقة منخفضة الكربون مثل الغاز الطبيعي المسال، فمن المحتمل جدًا أن يتطور تعاوننا الثنائي في مجال الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، عقب توقيع الاتفاقيات الثلاث بين قطر للبترول والشركات الكورية لبناء أكثر من 100 ناقلة غاز طبيعي مسال بقيمة إجمالية قدرها 19.2 مليار دولار، من المتوقع أن يزداد حجم الصادرات من كوريا إلى قطر في المجالات المتعلقة ببناء السفن.
واستنادًا إلى مذكرات التفاهم التسع التي تم تبنيها في العام الماضي، سيتوسع تعاوننا الثنائي والتبادلات لتشمل مجالات الزراعة، ومصايد الأسماك، والأمن، والتعليم، وعلى وجه الخصوص، أجد أن بلدينا يشتركان في إمكانات هائلة للتعاون في المجالات الثقافية والإنسانية، كما أنه من الملاحظ أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالثقافة الكورية، خاصة بين جيل الشباب، بسبب الشعبية المتزايدة لموسيقى البوب الكورية في قطر، كما أنه من المتوقع أن اتفاقية الإعفاء من التأشيرة الثنائية، والتي هي في المرحلة النهائية للاعتماد، ستسهل بشكل كبير السفر بين بلدينا.
} ما القطاعات التي من الممكن أن يزداد تعاون البلدين فيها مستقبلا ؟
- يعمل بلدانا بشكل وثيق لتنويع مجالات التعاون الاقتصادي في المدن الذكية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية وغيرها. وفي الوقت نفسه، فإن تعزيز التعاون الثنائي في مجالات جديدة سيسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصادها.
وكما ذكرنا أعلاه، فإن الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى كوريا في يناير 2019 وزيارة رئيس الوزراء الكوري إلى قطر بعد 6 أشهر أضافت زخما للجهود المبذولة لتوسيع تعاوننا الاقتصادي. وقد تم اعتماد العديد من مذكرات التفاهم للتعاون في مجالات الشبكة الذكية والزراعة الذكية وتربية الأحياء المائية والنقل وغيرها بمناسبة تلك الزيارات رفيعة المستوى. وفي هذا الصدد، فإن مستقبل تعاوننا في هذه المجالات مشرق.
وعلى وجه الخصوص، فإن خطة قطر لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 64 % بحلول عام 2027، وهو أكبر مشروع لتوسيع مرافق الغاز الطبيعي المسال في التاريخ، ستتيح فرصة جديدة للشركات الكورية. حيث أعطى التوقيع الأخير للاتفاقيات الثلاث بين قطر للبترول والشركات الكورية في الأول من يونيو لبناء أكثر من 100 ناقلة للغاز الطبيعي المسال آمالًا لصناعة بناء السفن الكورية التي تعاني من الأضرار الاقتصادية التي أحدثها الوباء. بقيمة إجمالية تبلغ 19.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن يزداد حجم الصادرات من كوريا إلى قطر في المجالات ذات الصلة.
} هل تعتمد السفارة الكورية على المعاملات الإلكترونية ؟
- تماشياً مع جهود الحكومة القطرية لمنع انتشار Covid 19، بدأنا نظام حجز الخدمات القنصلية الكترونيا لتقليل الزيارات غير الضرورية إلى سفارتنا. يمكن للزوار إجراء الحجز عبر موقع الويب أو تطبيق الهاتف المحمول. وقد وجدنا أن عددًا متزايدًا من الأشخاص يستخدمون هذه الخدمة قبل زيارة السفارة.
} ما موقف جمهورية كوريا من أزمة الخليج وكيف ترون السبيل إلى الحل ؟
- من المؤسف أن هناك انفصالا بين دول مجلس التعاون الخليجي بسبب الحصار المؤسف الذي لا يزال مستمراً بعد ثلاث سنوات. واستنادًا إلى تاريخهم وثقافتهم، يمكنهم الاستجابة بفعالية للقضايا الإقليمية معًا، وسوف يفيد التبادل الاقتصادي والبشري بينهم بشكل كبير المواطنين في كل بلد. ومن الواضح أنه لا يوجد فائز من الوضع الحالي. وتأمل الحكومة الكورية بصدق أن تثمر الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة الخليجية وإحياء العلاقات الودية بين دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الحوار في المستقبل القريب. ونأمل أيضًا أن نرى اليوم الذي يستطيع فيه مواطني دول مجلس التعاون الخليجي زيارة بعضهم البعض بحرية.
} تواصل قطر استعداداتها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. كيف ترون تلك الاستعدادات؟
- اكتملت معظم ملاعب كأس العالم، كما أن شبكة النقل بين الملاعب في المرحلة النهائية من البناء. ويتميز كل ملعب بتصميم فريد يعكس ثقافة قطر وتاريخها. ومن المهم بشكل خاص أن قطر ملتزمة بتقديم أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم محايدة الكربون والتأكيد أن جميع مشاريع البنية التحتية بما في ذلك ثمانية ملاعب تلبي أهداف الاستدامة الصارمة، حيث أظهرت قطر بالفعل للعالم قدرتها على تنظيم الأحداث الرياضية الدولية الكبرى بنجاح مثل دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة 2006 وبطولة العالم لألعاب القوى 2019.
وقد سارعت هذه الأحداث في النمو الاقتصادي لدولة قطر وساهمت في تنمية قطر بصفة عامة لتصبح واحدة من الدول المتقدمة.
والشعب الكوري متحمس أيضًا لكأس العالم في قطر. وعلى وجه الخصوص، فإنهم مهتمون للغاية بحقيقة أن ملاعب كأس العالم مجهزة بأحدث أنظمة التبريد، ويبدو لي أن هذه الفرصة التاريخية ستكون بمثابة زخم مهم آخر لتنمية قطر وإفادة العالم العربي بأسره، كما أنني متأكد من أن هذا سيكون نجاحًا آخر لدولة قطر.
} هل هناك تعاون بين قطر وكوريا في التحضير لكأس العالم؟
- تساهم الشركات الكورية في تطوير البنية التحتية المختلفة لكأس العالم 2022. حيث إنها شاركت في بناء شبكة المواصلات مثل الطريق السريع بين الملاعب والمترو، ويشاركون كذلك في تصميم بعض الملاعب
وسيكون كأس العالم 2022 في قطر ثاني نهائيات لكأس العالم تقام في آسيا بعد كأس العالم 2002 التي أقيمت بالتعاون بين كوريا واليابان. نظرًا لأن كوريا شاركت تجربتها في دورة ألعاب بوسان الآسيوية لعام 2002 مع قطر في تنظيم دورة الألعاب الآسيوية بالدوحة لعام 2006، فإن إمكانات التعاون الثنائي في التحضير لكأس العالم قطر 2022 كبيرة. استنادًا إلى خبراتنا في إقامة الأحداث الرياضية الدولية مثل دورة الألعاب الأولمبية في سيول عام 1988، والألعاب الآسيوية في بوسان عام 2002، وكأس العالم 2002، والألعاب الأولمبية الشتوية 2018، فإن كوريا مستعدة لتقديم المساعدة وتبادل الخبرات في تنظيم الألعاب وضمان الأمن خلال كأس العالم مع قطر.
} ما أكثر شيء أعجبك في الدوحة أثناء إقامتك هنا كسفير لجمهورية كوريا ؟
- قطر هي الدولة الأكثر أمانًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقًا لمؤشر السلام العالمي، مما يجعل الإقامة هنا تشعرك بالراحة والمتعة، كما أنني استمتعت بالعديد من الرياضات مثل الجولف وتنس الطاولة وصيد الأسماك.
لكن الجزء الأكثر تميزًا في إقامتي هنا هو الأشخاص الذين تعرفت عليهم والأصدقاء الذين شاركت معهم ذكريات رائعة. الناس هنا طيبون للغاية ومرحبون، حيث التقيت بالعديد من المواطنين القطريين الذين يرحبون بي دائما كما أنني أقمت العديد من العلاقات الوطيدة مع سفراء الدول الصديقة الذين أصبحوا أصدقاء أعزاء لي خلال السنوات الماضية في قطر.
ناهيك عن الدور الكبير والفعال لوزارة الخارجية القطرية، وخاصة إدارة المراسم تحت إدارة سعادة السفير إبراهيم فخرو الذي دائمًا ما يساعدنا ويستجيب لطلباتنا، ولم نواجه مشكلات في الوصول إلى الحكومة القطرية في ترتيب أية اجتماعات مع أية جهة حكومية كلما دعت الحاجة. وهنا أود أن أعبر عن خالص امتناني لتعاون الحكومة القطرية معنا وللمساعدة القيمة التي قدمتها لنا في الحالات الطارئة.
