+ A
A -
جاسم الشمري كاتب عراقي
يذكر علماء الزواحف أن الثعابين من الحيوانات ذوات الدم البارد، وتتميز عن غيرها من الزواحف والحيوانات بعدم وجود أي أطراف لها، وعيونها مفتوحة دائما ولا تغطيها جفون، أما الأسنان فهي حادة الأطراف ومقوسة إلى الوراء، وتنتشر على الفكين، وأن الثعابين من الحيوانات الصيادة الماهرة، وتتمتع بحاسة بصرية حادة، وبحاسة شم عالية تتعرف بها على فريستها وتحديد نوعها.
وفي العراق بعد العام 2003، صارت مشاهد القتل والتخريب وبث السموم (المحلية والأجنبية) هي السمة الأبرز في حياة الوطن والمواطن. ومن خلال هذه المشاهد المليئة بالرعب والسموم والغدر، وجدنا أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي شَبه حالته في المشهد السياسي العراقي بأنه «رقص مع الثعابين»!
وفي يوم 23 أكتوبر 2020، حذر الكاظمي من إجباره على «تحقيق توازن مستحيل بين الولايات المتحدة وإيران في العراق»، قائلا، حسبما نقلت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية: «أنا على حبل بين بنايتين شاهقتين. لست مُطالبا بالسير على الحبل، بل أن أركب دراجة على الحبل. أرقص يوميا مع الثعابين، ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة على الثعابين»!
ومما لا شك فيه أن الكاظمي يقصد بكلامه الساسة الذين يتعامل معهم في المشهد السياسي، وغالبيتهم يمتلكون في ذات الوقت «فصائل مسلحة» تعبث بأمن الوطن والمواطن!
وأرى أن الكاظمي حاول القول بأنهم مثل «الثعابين» لا يمكن الإمساك بهم لنعومة جلودهم، أو أن لدغاتهم قاتلة، وأنهم مثل «الثعابين الضخمة» التي تأكل الحيوانات الكبيرة، وبأنه خلال فترة حكم بعضهم نهب من موازنات العراق أكثر من مليار دولار!
حكومة بغداد مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحزم والعمل بجدية كبيرة للقضاء على «الثعابين» المدنية والعسكرية، وإلا فإن تصريحاتها لا تكفي لعلاج الخلل المستفحل في عموم الدولة العراقية!
{ عربي 21
copy short url   نسخ
01/11/2020
284