+ A
A -
يتواصل مسلسل الصراع الذي تقوده السلطة الفلسطينية ضد التيار الذي يترأسه محمد دحلان النائب المفصول عن حركة فتح، داخل الضفة الغربية، وقد بات هذا الصراع يشكل تهديداً على كرسي الرئاسة الفلسطينية، بانتقاله من التجاذب السياسي إلى الضغط الأمني.
ويمثل دحلان خطراً حقيقياً على رئيس السلطة الفلسطينية بعدما ظهرت إشارات عربية وأميركية تتحدث عن أن دحلان يمثل بديلاً مناسباً لأبومازن، خصوصاً من أجل تمرير صفقة القرن.
مصادر فلسطينية ذكرت أن قوات كبيرة من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية نفذت ليلة الأربعاء/الخميس، حملة أمنية واسعة النطاق داخل مخيم الأمعري وسط مدينة رام الله، لاعتقال عدد من كوادر وقيادات تيار دحلان، وإغلاق المؤسسات والجمعيات الرياضية التي يشرف عليها في المخيم.
سارع التيار الذي يقوده دحلان لإصدار بيان أدان فيه حملة الاعتقالات التي طالت أنصاره داخل المخيم، حربي وأحمد طميله وعلي إدريس ومنذر عباس وأحمد العناني.
وتخلل الحملة اقتحام نادي شباب الأمعري، وجمعية المعاقين، وجمعية الطفل الفلسطيني، وتحطيم محتوياتها، كما اقتحمت الأجهزة الأمنية منزل النائب في المجلس التشريعي الموالي لدحلان جهاد طميله، وصادرت معدات إلكترونية منه.
عماد محسن، المتحدث باسم تيار دحلان، قال لـ «عربي بوست» إن ما جرى في مخيم الأمعري استكمال لما تقوم به الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية منذ سنوات بمحاولة استئصال كل ما يمسّ بالتيار، سواء باعتقال الكوادر والمناصرين، والتضييق عليهم، ومنع انتقالهم بين المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتجفيف مصادر تمويل بعض النشاطات الخيرية التي يقودها التيار داخل مخيمات الضفة الغربية.
وأوضح: «لم نستغرب من وحشية التعامل التي قامت به الأجهزة الأمنية داخل مخيم الأمعري»، على حد تعبيره، مضيفاً أنهم يدينون هذا الفعل ويحذرون من أن السلطة تدفع الأمور لمواجهة لا أحد يتمناها بين الشارع الفلسطيني وأجهزتها الأمنية، إن لم تتوقف الملاحقات بحق كوادر التيار.
تنذر حادثة الأمعري بإمكانية دخول الضفة الغربية في منعطف المواجهة المباشرة بين تيار دحلان والسلطة الفلسطينية؛ لأن المشاهد المسربة من اقتحام المخيم بعشرات العساكر، وعدد كبير من المدرعات التي أمنت تغطية الاقتحام، جاءت بعد تصدي عشرات الفلسطينيين للاقتحام بإغلاق منافذ المخيم، ومحاولة تأمين طريق لهروب المطلوبين.
شاهد عيان من داخل المخيم أخفى هويته، قال لـ «عربي بوست» إن اقتحام الأجهزة الأمنية للمخيم جاء بعد تسريب عن عقد قيادة التيار بمحافظة رام الله والبيرة اجتماعاً سرياً للتحضير لإجراء انتخابات داخلية.
يأتي هذا في إطار التحضير للمرحلة القادمة التي ستشهد نشاطاً مضاعفاً للتيار داخل المخيمات الفلسطينية، لإقرار ميزانيات أنشطة اجتماعية وخيرية كجزء من الدعاية الانتخابية التي يقودها التيار تحضيراً لانتخابات تشريعية فلسطينية، إن أصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً بها.
وترى السلطة الفلسطينية أن علاقات الإمارات مع إسرائيل هي مقدمة لإحداث تغييرات على مستوى وضع السلطة الداخلي، بطرح اسم محمد دحلان كأحد الشخصيات البديلة لعباس في حال لم يستطع الاستمرار بأداء مهامه الرئاسية، لأنه تجاوزه 85 عاماً، أو تم تغييبه عن المشهد السياسي بضغوط خارجية عربية أميركية إسرائيلية.
زادت مخاوف السلطة من هذا السيناريو بعد تصريحات السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، لصحيفة «إسرائيل» أن «الإدارة الأميركية ترى في دحلان شخصية يمكن التعويل عليها لقيادة المرحلة القادمة بعد عباس».
عبدالله عبدالله، الرئيس السابق للدائرة السياسية بالمجلس التشريعي عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قال لـ «عربي بوست» إن مشروع دحلان في المنطقة، واستخدامه من بعض الدول كأداة لتنفيذ أجندة سياسية «مشبوهة»، يحتم على السلطة التعامل معه بكافة الوسائل الممكنة لقطع الطريق أمامه؛ لأنه يحاول بعلاقاته مع إسرائيل والبيت الأبيض فرض نفسه في المشهد الفلسطيني، وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يمكن القبول به.
وأضاف أنه في الوقت الذي تقود فيه السلطة معركتين مزدوجتين: الأولى لترتيب البيت الداخلي، ومد جسور التواصل مع حماس، والثانية وقف مخططات الضم الإسرائيلية الأميركية، «يسعى دحلان لخلق حالة فوضى في الشارع الفلسطيني عبر تمويل من مصادر مشبوهة لتجميل صورته أمام الشارع، لتشكيل رأي عام ضاغط للعودة إلى أحضان حركة فتح، وهو أمر مكشوف لدينا، ولن نقبل به تحت أي ظرف كان»، على حد تعبيره.
copy short url   نسخ
31/10/2020
1466