+ A
A -
الدوحة - الوطن
يرتبط سوء التغذية بمشاكل صحية كثيرة وهي دائما ما تبدأ بصعوبات صحية نوعاً ما إلى أن تصل لمشاكل صحية حقيقية وخطيرة مثل بعض أنواع السرطان، ومن الأمراض الأكثر شيوعاً لدى من يعاني من زيادة الوزن أو السمنة مرض الكولسترول، فقد تكون هناك مسببات أخرى للإصابة بارتفاع كولسترول الدم مثل التاريخ الصحي الأُسري وقلة الحركة والإفراط في استهلاك الدهون الضارة الموجودة في الزبدة والسمن وزيت النخيل وزيت جوز الهند، وغيرها من مسببات ارتفاع الكولسترول.
وفي هذا الخصوص، تقول أخصائية التغذية غادة الموسوي، من مركز الثمامة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: ينقسم الكولسترول بشكل عام إلى كولسترول نافع وكولسترول ضار، ويمكننا تعريف الكولسترول النافع بأنه يساعد على تنظيف الشرايين من الكولسترول الضار لكي لا يتراكم ويسبب مشاكل في القلب، لهذا من المهم التركيز على مصادر غذائية تساهم في رفع الكولسترول النافع مثل الأسماك الدهنية والمكسرات وغيرهم.
وعند الإصابة بهذه المشكلة، يترتب علينا إرشاد المرضى لاتباع نظام صحي قليل بالدهون الضارة، كما ننصحهم بالإكثار من استهلاك الخضراوات لزيادة استهلاكهم من الألياف لما للألياف من دور صحي هام، كما ننصحهم باختيار أجزاء اللحوم الأقل بالدهون الضارة مثل صدر الدجاج وقطع اللحم التي تحتوي على أجزاء بيضاء أقل، حيث إن اللون الأبيض في اللحم هو ما يرمز للدهون الضارة، والاعتماد على الأسماك بشكل أكبر وتحديداً الأسماك الدهنية منها، حيث تعتبر الأسماك الدهنية غنية بالدهون النافعة التي تساعد على رفع مستوى الكولسترول النافع.
وأضافت: إننا دائما ننصح المريض بممارسة الرياضة بجانب الغذاء الصحي لما لها من دور هام في زيادة نسبة الكولسترول النافع، كما أن الرياضة تعتبر عاملا أساسيا في الوقاية من أمراض عديدة أهمها مرض السرطان، وقد يتبع مريض الكولسترول نظاما غذائيا يفاقم من مشكلته الصحية وهو النظام «الكيتوني» الرائج حالياً والذي ينصح به كثير من الأشخاص غير المؤهلين علمياً في التغذية، ويعتبر هذا النظام مليئا بالدهون وغالباً ما يفرط متبعوه في استهلاك الدهون الضارة على وجه الخصوص، مما يتسبب برفع نسبة كولسترول الدم لديهم.
السمنة والسرطانات
وعند الحديث عن أمراض السمنة، تقول أخصائية التغذية غادة: من المهم أيضاً الذكر أن السمنة قد تتسبب في رفع احتمالية الإصابة بأنواع كثيرة من السرطان منها سرطان الثدي، لهذا من المهم مراعاة النظام الغذائي الصحي والحفاظ على وزن طبيعي وممارسة الرياضة 30 دقيقة يومياً على الأقل، ومن المهم أخذ المعلومة من صاحب الاختصاص، فقد شهدنا في عيادات التغذية الكثير من الحالات التي تعاني من مشاكل صحية بسبب أخذهم لمعلومة خاطئة من شخص غير مختص علمياً في مجال التغذية، ومن الحالات التي نواجهها أحياناً هم أشخاص يعانون من مرض السرطان ويتعالجون منه، ولكن نصحهم شخص غير مختص بأمور كثيرة قد تفاقم حالتهم المرضية بدلاً من تخفيفها.
إشاعات حول السرطان
تقول إخصائية التغذية غادة الموسوي: من الإشاعات التي يتم نشرها أن الورم السرطاني يتغذى على السكر، وهذه تعتبر إشاعة فالدراسات من الجهات المختصة لأبحاث السرطان أثبتت أن الورم السرطاني يحتاج لطاقة كبيرة لكي ينقسم ويتكاثر ولا يمكن تخصيص نوع مغذ معين كالسكر على أنه سبب في نمو الورم السرطاني، ويُقال للمرضى أيضاً إنه يجب عليهم استئصال مجموعة الحليب من نظامهم الغذائي أو مجموعة البروتين، وكل هذه النصائح غير صحيحة فعند استئصال أي مجموعة غذائية من النظام ترتفع احتمالية سوء التغذية عن طريق عدم الحصول على الفيتامينات والمعادن والطاقة الضرورية للصحة مما قد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة.
والنصيحة الحقيقية العلمية لمريض السرطان أن يكون نظامه الغذائي صحيا ومتوازنا ويحتوي على جميع المجموعات الغذائية بالنسب الصحيحة، ويطلب منه الإكثار من استهلاك الخضراوات والفواكه وممارسة الرياضة وفق حالته الصحية إن كانت تسمح له بذلك بعد استشارة الطبيب.
وننصح مريض السرطان بالابتعاد عن أكل المطاعم والأكل غير المطبوخ، حيث إن مناعة مريض السرطان تنخفض عند تلقي العلاج، وأبسط تسمم غذائي قد يتسبب له بمشكلة صحية كبيرة بسبب ضعف مناعة جسمه، وننصحه أيضاً بغسل الوريقات الخضراء جيداً قبل استهلاكها لإمكانية وجود بيوض حشرات عليها مما قد يتسبب في تسمم غذائي، كما ننصحه أيضاً بتعقيم الأواني التي يستخدمها عند الأكل ليخفض احتمالية الإصابة بأي مشكلة صحية نتيجة لاستهلاك الطعام.
copy short url   نسخ
30/10/2020
721