+ A
A -
عبد اللطيف السعدون
كاتب عراقيأثارت تغريدة أطلقها السياسي العراقي، عزت الشابندر، على «تويتر» عن خيارات قد يواجهها العراق قريبا، جدلا كثيرا على مواقع التواصل، وقد عرف الشابندر بقربه من مراكز القرار، بحكم انتقالاته الزئبقية بين الكتل السياسية. وضع العراقيين أمام ثلاثة خيارات أحلاها مر: التجويع والتطبيع والتقسيم، أتبعها بسؤال من بيدهم القرار: «ماذا أعددتم لمواجهة هذه التحديات القادمة حكما»؟
لم تأت خيارات الشابندر بجديد، فهي ماثلة في أذهان السياسيين والمواطنين العاديين على حد سواء منذ أكثر من عقدين، لكن إطلاقها في الظروف الراهنة يكشف أن هناك سعيا محموما إلى إرساء وضع هجين للعراق، يقتل أية إمكانية لاستعادة دوره الإقليمي المفقود الذي كان عليه، قبل أن تطيحه جائحة الاحتلال الأميركي، ومن ثم الهيمنة الإيرانية، وذلك عبر سلسلة من الإغراءات والضغوط والإملاءات الشريرة.
ما يجري في الساحة الإقليمية من تحركات يفضح ما هو مستور، ويؤسّس لمرحلة جديدة، لنقل إنها مرحلة «ما بعد فيروس كورونا»، أو ربما بالتزامن معها، خصوصا وقد قيل لنا إن هذا الفيروس اللعين قد يستوطن عندنا كما استوطنت قبله فيروسات من نوع آخر أشدّ فتكا، أقلها أنها قتلت طيلة سبعة عشر عاما أضعاف ما قتل، ودمرت بنى وشواهد، وأشاعت الدمار والخراب في كل مرفق وناحية.
هنا يرصد المرء غليانا يستدعي تفكيرا وتأملا كثيريْن، ويتناغم مع تغريدة الشابندر المثيرة، ويتوافق معها. بعض هذا الغليان كشفت عنه سفرات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى أكثر من عاصمة، بخاصة العواصم التي تمتلك حصة في تقرير مصير العراق ومستقبله.
كل هذه الوقائع خيبت آمال الكاظمي الذي كان يطمع في مكاسب عاجلة تسهل عمل حكومته في الداخل، بعد أن أحاط به خصومه الذين أحكموا الطوق من حوله، وأخذوا يتحيّنون الفرص للإيقاع به، وإزاحته عن طريقهم، وقد ينجحون في ذلك، خصوصا وأن آمال العراقيين فيه قد خابت، بعد تردّده في الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وإصراره على مسك العصا من الوسط، والمراهنة على الزمن، لعل «غودو» يجيء فينقذه من ورطته.العربي الجديد
copy short url   نسخ
30/10/2020
208