+ A
A -
كتب كرم الحليوي
قال سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة إن قطر وتركيا شريكان استراتيجيان يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية منذ سنوات، حيث شهدت علاقاتنا الثنائية تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في جميع المجالات.
جاء ذلك خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـسابعة والتسعين لتأسيس الجمهورية والذي يوافق 29 أكتوبر من كل عام، وهو ذكرى إعلان الجمهورية التركية على يد مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك، عام 1923. حيث قام «مجلس الأمة التركي» بإرساء أسس الدولة التركية الديمقراطية الحديثة في هذا التاريخ تحديداً، وذلك بعد الانتصار في حرب الاستقلال الوطنية.
وأكد السفير التركي أن العلاقات التركية -القطرية ليست وليدة اليوم، بل هي متجذرة في التاريخ منذ نهاية القرن التاسع عشر، وظلت تتطور حتى بعد تأسيس الجمهورية التركية لتشهد تطورا ملحوظا في تسعينيات القرن الماضي، ثم شهدت تلك العلاقات قفزة نوعية حاليا، بسبب العلاقات الأخوية التاريخية والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين، حيث تتشارك السياسات الخارجية لتركيا وقطر نفس المبادئ من حيث تفعيل جهود الوساطة والدبلوماسية والحوار كأساس لحل النزاعات.
وتصطف كل من تركيا وقطر مع الحق والعدل الذي يحقق مصالح الشعوب، وتطلعها للحرية والعيش الكريم، وهو العامل المشترك في الآراء والمواقف القطرية والتركية.
دعم متبادل
وقال سعادة السفير التركي أنه ليس مستغربا أن تدعم تركيا وقطر بعضهما البعض في مواجهة التحديات الكبرى، ولن ينسى الشعب التركي دعم قطر أميرا وحكومة وشعبا خلال وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، وأيضا وبالمثل فقد بادرت تركيا إلى الوقوف إلى جوار قطر عندما واجهت حصارا غير عادل في يونيو عام 2017.
فلا يمكن أن تنسى تركيا وشعبها موقف قطر وتضامنها ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو عام 2016، وكما هو معلوم فقد كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله أول زعيم يتصل بفخامة رئيس الجمهورية‏ رجب طيب أردوغان، ليعرب عن دعمه لبلادنا، ونحن نقدر جزيل التقدير تضامن حكومة قطر وشعبها معنا.
وأضاف سعادة السفير الدكتور مصطفى كوكصو خلال كلمته: يسعدني أن أكون معكم اليوم في أول لقاء بيننا منذ استلامي مهامي كسفير للجمهورية التركية في الدوحة، وأعتبر هذا اللقاء بمثابة لقاء تعارف معكم، ونحن حريصون على التواصل الدائم مع الصحافة المحلية والعالمية في قطر.
كما تعلمون فإنه وبسبب ظروف تفشي وباء كورونا (كوفيد -19) لم نتمكن من استضافة حفل استقبال كبير هذا العام. لذا والتزاما منا بالإجراءات الوقائية في دولة قطر، سنقوم بتنظيم العديد من الفعاليات المصغرة خلال هذا الأسبوع، لمشاركة الفرحة بمناسبتنا الوطنية مع أشقائنا القطريين والمقيمين.
وبعد مرور ما يقرب قرنا من الزمان، مرت فيه تركيا بتحولات هائلة تمكنت خلالها من احتلال مكانتها، عن جدارة، بين الدول المتقدمة في العالم.
وقال: لقد واجهت دولتنا العديد من التحديات التي تستهدف أمنها واستقرارها كما رأينا ذلك في محاولة الانقلاب 15 يوليو 2016، وتمكنا من تجاوزه بفضل إرادة ووعي شعبنا.
وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم حاليا جراء انتشار وباء كورونا، لعبت تركيا دورا كبيرا في المنظومة الدولية، فإضافة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المعدات والمستلزمات الطبية لشعبنا، قدمنا مساعدات طبية لـ 125 دولة حول العالم في هذه الأزمة، مؤكدا أن تركيا تقف بجانب الشعوب المظلومة وتعمل على إحلال السلام في العالم.
دورنا الجديد
وأضاف الدكتور مصطفى كوكصو: كما تعلمون، لقد توليت مهامي سفيرا للجمهورية التركية بتاريخ 12 أغسطس الماضي، بعد تقديم أوراق اعتمادي إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانـي أمير البلاد المفدى، وإنه لشرف حقيقي لي أن أخدم في هذا البلد الشقيق، الذي تجمعه مع تركيا علاقة فريدة من نوعها.
أدرك تماما بأن العلاقة التي تربط بلدينا وطيدة واستراتيجية، ولا بدّ من تطوير استراتيجيات مبتكرة لتعزيز هذه الشراكة الرائعة في ضوء التطوّر الملحوظ الذي شهدته العلاقات الثنائية القطرية التركية خلال الأعوام الأخيرة.
وأنا ملتزم تماما ببذل قصارى جهدي لتطوير تلك العلاقة تحت قيادة كل من فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ونحن حريصون على تعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين، فقطر لها محبة كبيرة في قلب الشعب التركي، كما أن المحبة والود متواصلان بفضل قيادة البلدين وصداقة الشعبين العزيزين.
وقال: أتمنى لشعبنا وأمتنا التركية بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية السابع والتسعين، استمرار مسيرة التقدم وتحقيق المزيد من الإنجازات في ظل قيادة فخامة الرئيس‏‏ رجب طيب أردوغان، كما أتمنى لقطر شعبا وحكومة المزيد من الازدهار تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظهما الله.
الوساطة القطرية
وقال سعادة السفير التركي إن دولة قطر استطاعت أن تكسب احترام العالم بعملها على تحقيق السلام في مناطق النزاعات، وتتميز بحرصها على رأب الصدع، وحل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية وتبقى على مسافة واحدة من كافة الأطراف في وساطة نزيهة تحظى بموثوقية كبيرة.
وإننا نقدر عاليا هذه الجهود التي تؤكد أن قطر صاحبة ثقل كبير دبلوماسيا واقتصاديا وإنسانيا.
كما نتطرق أيضا هنا إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين فبعد سنوات من التوافق والتناغم أسّست «اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين تركيا وقطر في عام 2014، وانعكس التقارب السياسي والأمني بين قطر وتركيا على اقتصاديْهما، وعزّز ذلك اجتماعات القمة بين الرئيس التركي وأمير قطر، والتي تجاوزت 28 قمة منذ عام 2014.
وأشار إلى أنه قد بلغ عدد الاجتماعات التي عقدتها اللجنة العليا الاستراتيجية القطرية التركية 5 اجتماعات حيث أبرمت أكثر من 50 اتفاقية، كما أنها ستعقد اجتماعها القادم قبل حلول نهاية هذا العام في نوفمبر المقبل وسيتم توقيع اتفاقيات جديدة.
التعاون الاقتصادي
وأضاف الدكتور كوكصو: لقد زاد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين حيث ارتفع حجم التبادل التجاري الثنائي من 340 مليون دولار أميركي في عام 2010 إلى أكثر من 2 مليار دولار أميركي في عام 2019 ولم يكن لتفشي وباء كورونا سوى أثر محدود على التجارة الثنائية بين البلدين.
وإنني أنتهز هذه الفرصة لأبارك للشعب القطري اكتمال عدد كبير من منشآت كأس العالم قبل موعدها. ومن دواعي سرورنا مساهمة شركات الإنشاء التركية في مشاريع البنية التحتية في قطر والتي بلغت قيمتها منذ عام 2002 أكثر من 18 مليار دولار أميركي، حيث تعمل 535 شركة تركية في قطر في مختلف المجالات.
وتعد بلادنا بمثابة الملاذ الآمن للاستثمارات القطرية والتي بلغت أكثرمن 22 مليار دولار وتعمل ما يزيد على 179 شركة قطرية في تركيا.
copy short url   نسخ
29/10/2020
1618