+ A
A -
اختتمت فعاليات المنتدى والمعرض البحثي السنوي لجامعة قطر 2020، الذي نظمه قطاع البحث والدراسات العليا في الجامعة، وذلك يوم أمس الأربعاء تحت شعار «جامعة المستقبل: إعادة تصور البحث والتعليم العالي». ويعدّ المنتدى والمعرض البحثي السنوي لجامعة قطر حدث هام يجتمع فيه الباحثون والأكاديميون والطلبة التابعون لكليات الجامعة العشر والمراكز البحثية والمعاهد والشركاء وأصحاب المصلحة. وامتثالًا للظروف الراهنة التي أنتجتها جائحة فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد- 19)، انطلقت فعاليات المنتدى عن بُعد، عبر المنصة الإلكترونية ويبكس Webex، التي شهدت حضورًا واسعًا من منتسبي جامعة قطر والجهات المشاركة.
تناول المنتدى لهذا العام موضوع «جامعة المستقبل» التي تؤدي دورها في التنمية المستدامة، وتسهم في بناء الاقتصاد المعرفي للدولة، وذلك على الرغم من التحديات الإقليمية والدولية الحالية، وتتمحور أهمية هذا المنتدى كونه فرصة لالتقاء نخبة متميزة من الباحثين والأكاديميين من جامعة قطر وخارجها، لمناقشة المشاريع البحثية الحالية ومعالجة القضايا والتحديات، وتطبيق البرامج الجديدة، كما أن المنتدى يتيح الفرص للتعاون والابتكارات ومشاريع أخرى ذات صلة بخارطة طريق البحث العلمي لجامعة قطر 2018-2020، واستراتيجية قطر الوطنية ورؤية قطر 2030. وقد تمّ عرض أكثر من 300 ملصق بحثي في مجالات مختلفة بالتعاون مع الشركاء المحليين والعالميين.
بدأ برنامج المنتدى والمعرض البحثي لهذا العام بكلمة ترحيبية لسعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، الذي رحَّب خلالها بالضيوف والمشاركين، وقال في كلمة لهُ: «تُسعدنا إقامة هذا المنتدى في رحاب جامعة قطر، بالرغم من الظروف الطارئة، ونفتخر بمشاركة نخبةٍ من المفكرين والباحثين الذين يتبادلون في جلساتِ نقاشٍ معمّقة؛ الآراءَ والأفكار حول آفاق التحولات المقبلة، والمهام المستقبلية المنتظرة من جامعاتنا، مع التأكيد على الأهمية القصوى لتطوير التعاون العالمي في مجال البحوث، كي تكون قادرةً على إنجاز التحوّل الناجح والتصدّي بفاعليّة للحاجات المتوقعة والمتزايدة للمجتمع».
وتضمن برنامج المنتدى أيضًا كلمة افتتاحية لسعادة الدكتور إبراهيم صالح النعيمي، وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي في دولة قطر، تطرق فيها إلى مدى أهمية انعقاد المنتدى في ظل التحولات الكبيرة والمتسارعة في العالم، والتي تحتِّم ضرورة اعتماد برامج وسياسات مبتكرة لمواكبة هذه التحولات، وتعزيز دور الجامعات في مواجهة التحديات المُقبلة، بما في ذلك أهمية التواصل العالمي وتعزيز حوار الحضارات المختلفة لتحقيق التقدم الإنساني، وتمكين الباحثين من التفاعل مع القضايا العالمية، وكما يسهم في ردم الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، ويعزِّز العلاقة بين الجامعات كبيوت خبرة ومنارات بحثية لربط المقترحات والأفكار مع المتطلبات التنموية للقطاعين العام والخاص. علاوة على ذلك، أكد الدكتور النعيمي على أهمية المنتدى كخطوة متقدمة في هذا الشأن، والذي يعزز جهود بناء مجتمع واقتصاد المعرفة في ظل السياسة الرشيدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، التي وفرت كل المدخلات على المستوى الأكاديمي، وبموجبها أصبحت قطر واحة للعلم والمعرفة، وحاضنة لأكبر المؤسسات البحثية والأكاديمية الرائدة في العالم، لتقوم بدورها في إنتاج المعرفة وتوطينها وتوظيف معطياتها في التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية.
وتحت عنوان: «لمحة عامة حول أنشطة البحث والدراسات العليا»، قدمت الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا، عرضًا قالت فيه: «إنَّ التميز في البحث والتعليم هو أحد أهم أهداف رؤية ورسالة جامعة قطر وخطتها الاستراتيجية الجديدة في الانتقال من الإصلاح إلى التحوّل، وقد سعى قطاع البحث والدراسات العليا في الجامعة إلى إنشاءِ قاعدةٍ بحثيّةٍ قادرةٍ على القيام بأبحاثٍ بينيّة عالية المستوى، تتمحور حول الأولويات الوطنية في حقول الطاقة والبيئة والصحة والتكنولوجيا، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أحدثت فارقًا إيجابيًا كبيرًا في مجال الأبحاث المبدعة التي تُماشي التغيرات وتُلبّي الحاجات وتتصدّى للتحديات». كما أشارت الدكتورة المعاضيد إلى الإنجازات البحثية المستجدة بين المنتدى والمعرض البحثي السنوي لعام 2019 الذي لاقى نجاحًا كبيرًا والمنتدى لهذا العام، التي من بينها إطلاق مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، ومحطة البحوث الزراعية، والأبحاث التعاونيّة والشراكات ومذكرات التفاهم مع الكثير من الجهات المحليّة والعالمية، وفتح أبواب جديدة للتمويل المشترك في مشاريع حيويّة، ولاسيما التقدُّم المتواصل للتصنيف العالمي لجامعة قطر، بالإضافة إلى الحرص على نشر الرقمنة والأداء الافتراضي، كما أكدت الدكتورة المعاضيد على حماية الملكية الفكرية والحريّة الأكاديميّة، وبراءات الاختراع، واستمرار جامعة قطر في تأمين استدامة وتنوّع الموارد والتمويل عبر منحٍ جديدة داخليّة وخارجيّة ومشاريع ريعيّة واعدة تعزّز التعاون مع الصناعة والمجتمع.
وقد شمل برنامج الحفل جلسات نقاشية متنوعة، حيث جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان: «جامعة المستقبل: وجهة نظر من المتعاونين المحليين والدوليين»، وقد أدارها الأستاذ الدكتور سيف السويدي، أستاذ في الاقتصاد في جامعة قطر، وأدار الجلسة النقاشية الثانية الأستاذ الدكتور محجوب الزويري، مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، التي كانت تحت عنوان «التحديات الإقليمية والدولية وأثرها على التعاون في مجال البحوث».
الجدير بالذكر أن المنتدى شهد مشاركةً وحضورًا افتراضيًا من عدَّة جامعات، وهي: الجامعة الكاثوليكية في البرتغال، والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وجامعة سيليزيا للتكنولوجيا في بولندا، وجامعة الأخوين في أفران في المغرب، وجامعة القديس يوسف في لبنان، بالإضافة إلى دار نشر إلزيفير العالمية ومؤسسة حمد الطبية.
وفي ختام المنتدى والمعرض البحثي السنوي تم تكريم الباحثين المتميزين، الذين بذلوا جهودًا بحثية وحققوا إنجازات تفخر بها جامعة قطر، كما تم توزيع جوائز العروض البصرية والملصقات البحثية والدراسات العليا.
copy short url   نسخ
29/10/2020
1562