+ A
A -
سـلـطـان بـن مـحـمـد
{ لم يبين لنا صاحب المقولة المعـروفة للعالم أجمع: (وراء كل رجل عـظيم امرأة) من تكون هـذه المرأة، هل هي الأم، الزوجة، الأخت، أم أنها الحبيبة؟ وبغض النظر عـمن تكون تلك الشخصية النسائية المقصودة بالتحديد، إلا أن هـناك من يتفق مع صاحبها وهناك دون شك من يختلف معه، فكثيرات هـن في حقيقة الأمر، النساء اللاتي يشهد لهـن التاريخ ويذكرهـن جيلا بعـد جيل، عـلى أنهن خلقن من أزواجهن أو أبنائهن أو من إخوانهن رجالا عـظماء، هـذا صحيح ولا أحد يستطيع أن ينكر عـليهن ذلك أو أن يبخسهن حقهن هذا، ولكي نكون منصفـين وعادلين في حكمنا ونعـطي كل ذي حق حقه لا بد من الاعـتراف بأن الكثير من الرجال العـظماء (قـديما وحديثا) خلقوا من أنفسهم رجالا عـظاما بأنفسهم، ولم يكن للمرأة أي دور في ذلك لا من قـريب ولا من بعـيد، بل عـلى العكس من ذلك، فالكثير من النساء «وبصفة خاصة في زماننا هـذا» كـن السبب وراء فشل الرجل، ونورد هـنا بعض الأمثلة:
{ هل بإمكان الأم التي تختار لأبنائها مستقبلهم العلمي رغـما عـن إرادتهم، أن تخلق منهم رجالا عـظماء ؟ بالطبع لا.. بل سوف تخلق منهم بأنانيتها رجالا فاشلين؛ لأنها اختارت لهم مستقبلهم كما أرادته هي وليس كما تمنوه ورغـبوا فـيه بأنفسهم وبملء إرادتهم، فعلى الأم معـرفة أن حبها لأبنائها لا يعـني أبدا السيطرة الكاملة عـليهم، فلكل جيل بطبيعة الحال ظروفه وحياته ورغـباته، وما يختاره ويراه مناسبا له، فلا داعي أن تقف الأم حجر عـثرة في طريق ابنها، لأنها بهذا العمل تجعل منه رجلا فاشلا وليس رجلا عـظيما.
{ الأم التي ترضع ابنها الـدلع والدلال والميوعة، ولا تتأخـر في أن تلبي له طلباته التي لا تنتهي دون اعـتراض منها بدلا من إرضاعه القيم الرفـيعة والتمسك بتعاليم الإسلام، والاقـتداء بأخلاق المصطفى صلى الله عـليه وسلم، وأن تغـرس فـيه معـنى الشجاعة والرجولة الحقة، والاعـتماد عـلى النفس، هـل تستطيع أن تخلق منه رجلا عـظيما.؟ إطلاقا.. بل ستخلق منه رجلا فاشلا «مهـزوزا» بلا هـوية أو عـنوان.
{ الأم التي تعـتمد عـلى خادمتها الآسيوية في تربية أبنائها بشكل مطلق وتسلمها «الخيط والمخيط» هل تستطيع أن تخلق من ابنها رجلا عـظيما.؟ مستحيل، والله لـن تخلق منه إلا رجلا عـظيما في«هـز الرقـبة» فقط.
{ الأم التي لا تهتم بمتابعة تحصيل ابنها الدراسي لا في البيت ولا حتى السؤال عـنه في المدرسة، وقـد لا تدري أيضا في أي مرحلة دراسية هو«لانشغالها» المستمر عـنه في مسؤولياتها الوظيفية أو شؤونها وأمورها الخاصة، هـل تستطيع أن تخلق من ابنها رجلا عـظيما ؟ بالتأكيد لا وألف لا.
{ في عـصرنا الآن الرجل العظيم هو من يخلق من نفسه رجلا عـظيما، ولا دور للمرأة في ذلك إلا فـيما نـدر.
copy short url   نسخ
28/10/2020
2480