+ A
A -
الدوحة- الوطن
عملت قطر الخيرية جاهدة على حماية أصحاب الأمراض المزمنة عامة ومرضى السرطان خاصةً في ظل جائحة كورونا وخطر الإصابة الكبير، حيث تكون هذه الفئة الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بالوباء نظراً لضعف مناعتهم وسهولة اختراق الفيروس لأجسادهم المتعبة من آثار العلاج الكيميائي والأشعة، حيث بادرت بإنشاء مركزين للرعاية الصحية المجتمعية في مدينتي غازي عنتاب وأنطاكيا في جنوب تركيا لاستضافة ورعاية مرضى السرطان القادمين من سوريا بغية العلاج من السرطان، نظراً لعدم توفر العلاج في الشمال السوري.
ويهدف هذا المشروع لتخفيف العبء المالي والنفسي والجسدي الذي يعاني منه مرضى السرطان، حيث يأتي المريض وحيداً غريباً منهكاً من السرطان ينتظره طريق طويل من العذاب والألم لمواجهته، وهنا يكمن دور مراكز الرعاية الصحية التي تستقبل المريض فور دخوله المعابر الحدودية ونقله إلى المشافي ليبدأ برحلة العلاج التي قد تستمر لأشهر أو لسنوات.
ويقول السيد محمد زينو أحد مشرفي المراكز: «عند ذهاب المريض إلى المشفى لأخذ جرعة من العلاج الكيميائي، فإنه بأمس الحاجة لشخص يرافقه ويهون عليه آلام الجرعة الكيماوية التي تحرق جسده، مضيفاً أن آثار الجرعات وألمها يستمر لمدة يومين أو ثلاثة على الأقل، يعاني فيها المريض من أعراض مختلفة كالغثيان والصداع والألم المنتشر حتى الأطراف».
وتقدم مراكز الرعاية الصحية للمرضى كافة الخدمات اللوجستية والاجتماعية والنفسية والاستشارات الطبية، بالإضافة لخدمات الترجمة بالمشافي التركية وتأمين كافة مستلزمات العيش الكريمة حيث يشرف على المراكز كوادر طبية ومختصو دعم نفسي لهم خبرة طويلة في التعامل مع مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى عناية مميزة ومختلفة عن باقي الأمراض الأخرى ورعايتهم طوال فترة العلاج.
وقد تركت المراكز أثرا إيجابيا على المرضى المستفيدين من اللاجئين السوريين بتركيا أو النازحين السوريين القادمين من الداخل السوري، فقد قال يوسف 18 سنة، الذي يعاني من سرطان في العظام والذي اضطر الأطباء لبتر قدمه اليمنى بعد أن انتشر فيها السرطان: إنني منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى تركيا أصبحت عائلة المركز هي عائلتي فهم الذين وقفوا بجانبي في كل لحظات ألمي وحزني قبل وبعد بتر قدمي، وقد عاهدت نفسي عند شفائي أني سأبدأ بمساعدة من أستطيع من مرضى السرطان الذين أشعر بألمهم اليوم.
بدورها قالت السيدة مدى 42 سنة إحدى المستفيدات من مراكز الرعاية، والتي منّ الله عليها بالشفاء بعد سنتين من المعاناة بسرطان الثدي: مررت بالصدفة قرب مركز طبي بجوارنا يوجد فيه خدمة الكشف المبكر فقالت لي إحدى صديقاتي دعينا نفحص ونطمئن على صحتنا، لم آخذ الأمر على محمل الجد ولكن قلت في نفسي لا بأس سنفعل، وبعد الفحص بفترة صغيرة ظهرت النتيجة وكانت المفاجأة أنه يوجد خمس كتل غريبة في صدري من الجهة اليسرى وأثبتت الصور والتحاليل اللاحقة أنها كتل سرطانية، وأخبرني الطبيب أنها ستزول بسرعة بسبب اكتشافها بمرحلة مبكرة، ومنذ تلك اللحظة بدأت أتعالج وأنصح كل من حولي بالفحص المبكر وبعد شفائي أصبحت أساهم في حملات التوعية عن أهمية الكشف المبكر الذي ينفذه مركز الرعاية الصحية.
copy short url   نسخ
25/10/2020
1437