+ A
A -
قال تعالى (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون)، وقال تعالى (إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها)، وقال تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، وقال صلى الله عليه وسلم «من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم خرج من ملة الإسلام»، وقال صلى الله عليه وسلم «من اقتطع حق امرئ مسلم أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة»، وعنه صلى الله عليه وسلم «ما من عبد ظُلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل: لبيك عبدي حقاً لأنصرنك ولو بعد حين»، كم من ظالم قام بإلحاق الأذى المادي أو المعنوي بإنسان آخر، بزميل أو زميلة عمل، بزوجة، بزوج، برفيق عمر، بعامل، بخادمة، وقس على ذلك، فأضره، وأصابه في مقتل، وقلب حياته رأساً على عقب، شتته وبعثره، وقطع رزقه،، وأصابه بما أصابه، إلا أنه يتمادى في وقاحته وجرأته، ويمثل التباكي أمام الناس، مظهرا مودته للمظلوم، ورحمته به، واستعداده لمساعدته، والوقوف إلى جانبه، ولكن بعد أن يكون الضحية قد نال على يد الظالم، ذلك الإنسان المؤذي، كل أنواع البطش والأذى والعذاب والسمعة السيئة، يذكر أنه مر رجل برجل قد صلبه أحد الظلمة فقال: يا رب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين، وقيل من سلب نعمة غيره، سلب نعمته غيره، ومن طال عدوانه، زال سلطانه، «وما كان ربك نسيا» و «الدنيا دوّارة» وصفعات الظالم ستعود إليه بنفس الحدة، والقدر يبدع في تصفية الحسابات، والظالم ملعون ملعون ملعون، تلعنه الناس والملائكة، فلا يعجبك ظلمك، ونفوذك، وقوتك اليوم، فغداً كما قال تعالى (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) وقد قيل:
تجبرت يا فلان بن علان فاعتبر فقبلك كان الفضل والفضل والفضل
ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم أبادهم الموت المشتت والقتل
وقد قيل:
وحق الله إن الظلم لؤم وإن الظلم مرتعه وخيم
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
فاعتبروا أيها الظلمة قبل أن تزيغ الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
18/10/2020
337