+ A
A -
الدوحة - قنا - أجرت مجموعة من الباحثين في دولة قطر دراسة بحثية حول الجلطات الدماغية وأثرها على المرضى البالغين من القطريين، نشرتها إحدى الدوريات العلمية واسعة الانتشار عالميا تقديرا لأهميتها.
وقامت دورية «بلوس ون» بنشر الدراسة التي أجريت بعنوان: «الجلطات الدماغية لدى المرضى البالغين من القطريين»، وهي الأولى من نوعها التي تجرى في بيئة المستشفيات في الدولة.
وقال الدكتور يحيى زكريا بشير إمام، الاستشاري في معهد العلوم العصبية التابع لمؤسسة حمد الطبية والمشرف الرئيسي على الدراسة البحثية، إن الدراسة اكتسبت أهميتها من كونها الأولى من نوعها في دولة قطر وتتناول أحد المواضيع الطبية الهامة.
وأشار إلى أن الجلطات الدماغية تعتبر ثاني أهم مسببات الوفاة عالميا بعد أمراض القلب، وتتنوع عوامل مخاطر الإصابة بها حيث يشمل ذلك ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وارتفاع نسب الدهون في الدم، والسكري، والسمنة، في حين أن عوامل مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية الأكثر انتشارا في دولة قطر السكري تكمن في ارتفاع ضغط الدم، حيث أثبتت الدراسة أن أكثر من ثلثي المرضى الذين تضمنتهم الدراسة كانوا يعانون من السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
وأوضح أن الدراسة أثبتت أيضا أن المرضى من النساء في قطر يكن أكثر عرضة لتكرار الإصابة بالجلطات الدماغية والإعاقة والوفاة الناجمة عن هذه الجلطات مقارنة بالمرضى الرجال، وقد يكون التقدم في العمر أحد عوامل مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية إلا أن هذه الجزئية بحاجة للمزيد من البحث والدراسة.
وأفاد الدكتور يحيى إمام بأن هذه الدراسة تعد على قدر كبير من الأهمية من حيث إنها تشكل الأساس الذي ستبنى عليه دعائم البحث المستقبلي في مجال انتشار الإصابة بالجلطات الدماغية بين المرضى القطريين، ومن شأنها أن تكون حافزا لتوسيع نطاق الأبحاث في المستقبل لتحديد عوامل مخاطر الجلطات الدماغية التي يمكن تحييدها وتغييرها ووضع استراتيجيات الوقاية منها.
يذكر أن الدراسة البحثية والتي شارك فيها باحثون من معهد العلوم العصبية التابع لمؤسسة حمد الطبية ومركز الأبحاث الطبية في كلية طب ويل كورنيل - قطر، وجامعة ألبيرتا في كندا، قد شملت المرضى البالغين من القطريين الذين كانوا قد تعرضوا للإصابة بالجلطات الدماغية وتمت معالجتهم في مستشفيات مؤسسة حمد الطبية خلال فترة خمس سنوات.
وقال الدكتور نافيد أخطر استشاري أول طب الأعصاب ورئيس خدمات علاج الجلطات الدماغية بمؤسسة حمد الطبية والعضو المشارك في الدراسة البحثية إن خدمات علاج الجلطات الدماغية حصلت على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة مرتين منذ عام 2014 وحتى الآن، ويعود الفضل في ذلك إلى تطبيق الإدارة لأعلى معايير الجودة والسلامة في الخدمات المقدمة للمرضى. وأشار إلى أنه تم تجهيز مستشفى حمد العام بالكوادر متعددة التخصصات الطبية والأجهزة الطبية المتطورة التي تمكن معهد العلوم العصبية من تقديم الرعاية الصحية التخصصية اللازمة لمعالجة حالات الجلطات الدماغية الحادة، حيث تمكنت الخدمة منذ تأسيسها من معالجة ما يزيد على 12 ألف مريض، 19 % منهم من المواطنين. وأضاف الدكتور نافيد أخطر أن مؤسسة حمد الطبية تقدم أعلى معايير الجودة والسلامة في الخدمات المقدمة لمرضى الجلطات الدماغية، ولكن الأبحاث الطبية التي تتركز حول الجلطات الدماغية بين فئات سكانية محددة قليلة ومحدودة مقارنة بالأبحاث التي يتم إجراؤها في المجالات الطبية الأخرى، وبالتالي فإن الدراسة القطرية من شأنها أن تمهد الطريق أمام المزيد من الدراسات والأبحاث المستقبلية في هذا الحقل الهام من الحقول الطبية.
copy short url   نسخ
18/10/2020
1444