+ A
A -
الدوحة الوطن
اختتمت ورشة العمل التدريبية للدفعة الأولى لرواد العمل الشبابي التي ترأسها سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وأقيمت على مدى يومي 13 و14 من شهر أكتوبر الجاري بقاعة بيت الحكمة بمبنى الوزارة، وتم خلالها مناقشة موضوع الوقاية من المخدرات.
وأدار الورشة الدكتور محمد الأنصاري مستشار سعادة الوزير للشؤون الاستراتيجية وأمين سر اللجنة الفرعية للوقاية من المخدرات، بمشاركة كل من النقيب ناصر الشهواني مساعد مدير إدارة الدراسات والشؤون الدولية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والدكتورة شريفة العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة في مؤسسة قطر، والأستاذة جواهر بوألفين مديرة إدارة التوعية المجتمعية في مركز دعم الصحة السلوكية، الذين قدموا حلقات متنوعة حول مخاطر المخدرات وأسبابها، وطرق الوقاية منها لرواد العمل الشبابي.
وتم خلال الورشة التركيز على جهود اللجنة الوطنية الفرعية للوقاية من المخدرات التي اتخذت شعار «أسرتي تحميني»، وجاء الهدف من إقامة هذه الورشة تمكين الشباب من التوجه الاستراتيجي للجنة الوقاية، ومن المحتوى المناسب، وبعض الفنيات الأخرى بالإضافة إلى التوجيه القيمي الذي سيقدمه سعادة الوزير الثقافة والرياضة خلال الورشة.
وقدم سعادة الوزير خلال اليوم الأول من الورشة محاضرة لرواد العمل الشبابي (الدفعة الأولى) حول أهمية المقاربة القيمية في تناول قضية المخدرات.
الأسرة والمجتمع
في البداية، قال الدكتور محمد الأنصاري مستشار سعادة الوزير للشؤون الإستراتيجية وأمين سر اللجنة الفرعية للوقاية من المخدرات: إن ورشة العمل التدريبية للدفعة الأولى لرواد العمل الشبابي جاءت شاملة متنوعة تدل على ان دور الأسرة والمجتمع مكملين لبعضهما في الحفاظ على الأبناء والشباب، ولكل منهما دور محدد في رسم المسار الصحيح والسليم لشبابنا، ومن منطلق عنوان «أسرتي تحميني» وهو الشعار الذي اتخذته اللجنة الوطنية الفرعية للوقاية من المخدرات، يكون دور الأسرة الأبرز والاهم لحماية الشباب والاجيال القادمة من مخاطر وآفات المخدرات، لافتا إلى بعض الحالات التي نشأت في بيئة أسرية غير مستقرة أو منشغلة بأمور وأخرى وفي ظل انشغال ولي الأمر انحرفوا عن مسارهم في سن المراهقة والشباب ليتحولوا إلى أشخاص مضطربين متعاطين للمخدرات، داعيا أولياء الأمور إلى مراقبة الأبناء ومتابعتهم في ظل الظروف الحالية والانفتاح الحاصل، مؤكدا انهم يحاولون قدر الإمكان السيطرة على أوضاع الشباب المتعاطي أو انقاذهم قبل الوقوع في فخ التعاطي، وانهم يعملون جاهدين للتعاون مع الأسر وأولياء الأمور في هذا الجانب.
إشراك الشباب
وقالت مها الرميحي مديرة إدارة الشؤون الشبابية: تأتي هذه الورش إيمانا من الوزاره بأهمية إشراك الشباب في تحقيق استراتيجيتها، حيث إننا نتعامل مع الشباب بكونهم شركاء، ونعمل معا لتحقيق الأهداف والغايات المنشودة.
وأضافت: لقد استهدفت الورشة نخبة من خريجي رواد العمل الشبابي الذين أصبحوا يمتلكون مهارات التدريب، وهدفنا من هذه الورشة أن يستفيد الشباب في مجال التدريب وتقديم ورش عمل ومحاضرات توعوية حول المخدرات، وذلك وفق ما تعلموه في كيفية تناول قضية المخدرات ورفع الوعي بشأن التعامل مع قضية المخدرات وتعزيز برامج التوعية من خلال تجذير المسؤولية المجتمعية في مواجهة مثل هذه الآفات التي تهدد الشباب.
وأوضحت أنه من المقرر عقد ورشة عمل تدريبية لرواد العمل الشبابي الدفعة الأولى حول الوقاية من المخدرات، وذلك ضمن جهود اللجنة الوطنية الفرعية للوقاية من المخدرات، حيث سيتم إعداد فوج من المدربين القادرين على تقديم دورات ومحاضرات وورش عمل توعوية حول خطورة المخدرات وطرق الوقاية منها.
ولفتت إلى أن الدفعة الأولى من رواد العمل الشبابي تم إعدادهم قبل سنوات على طرق عمل الدورات والحقائب التدريبية وطرق التأثير في الآخرين، وتكونت لديهم حصيلة كبيرة من الخبرات من خلال الأنشطة التدريبية التي يقومون بها سواء عن طريق المراكز الشبابية أو بشكل مستقل في مختلف الهيئات والمؤسسات بالدولة، وتهدف هذه الورشة لإكساب الشباب التوجه الاستراتيجي للجنة الوقاية، والمحتوى المناسب، وبعض الفنيات، بالإضافة للتوجيه القيمي الذي قدمه سعادة الوزير.
دور الأجيال
وفي سياق متصل، قالت جواهر بو ألفين مديرة التوعية المجتمعية في مركز دعم الصحة السلوكية وعضو اللجنة الفرعية للوقاية من المخدرات: إنه بمناسبة ورشة العمل التدريبية للدفعة الأولى من رواد العمل الشبابي حول الوقاية من المخدرات والانحرافات السلوكية، «لايمكن خلق الفرص دون أن يكون لهذه الأجيال دور في صناعة حياتهم، حيث تتجه الجهود إلى استثمار معارف الشباب التي تؤهلهم للاستجابة والمساهمة في تطوير مجتمعنا».
وأضافت: «إنه في وقت بدا واضحا للجميع أن دولة قطر وضعت الشباب في مقدمة محور اهتماماتها، ويتوجب علينا السعي والأخذ بالاعتبار أن التنمية هي حق أساسي لكل الأجيال المتعاقبة وليست مجرد تلبية لاحتياجات آنية، مؤكدة من خلال هذه المشاركة أنه لا يمكن خلق الفرص دون أن يكون لهذه الأجيال دور في صناعة حياتهم».
وأوضحت «أن ما يجمعنا هو الاحترام المشترك لقيم الحوار في مناخ يتيح التواصل بعيدا عن التفكير النمطي، ولعل هذا هو السبب في أن تتجه الجهود في تزويد الشباب بالبيئة السليمة التي تمكنهم من إطلاق طاقاتهم الكاملة واستثمار معارفهم المكتسبة من خلال تلك التدريبات التي تؤهلهم للاستجابة والمساهمة في تطوير المجتمع».
تجديد المفاهيم
من جهته، قال عبد الله عيسى الكعبي من رواد العمل الشبابي ومدير مركز شباب الكعبان: مما لا شك فيه أن الدفعة الأولى من رواد العمل الشبابي استفادوا من ورشة العمل التدريبية، خاصة انها جاءت غنية بالمعلومات وتسلط الضوء على أدق التفاصيل التي من شأنها ان تعزز الهوية الوطنية، وتجعل الشباب أكثر حرصا على مجتمهم وبلادهم، بالاضافة إلى انها تدعو إلى إشراك الشباب ومساهمتهم في نهضة البلاد.
وأكد أن جميع الحضور وتحديدا الدفعة الأولى من رواد العمل الشبابي المؤهلين لإقامة فعاليات ووروش وندوات للشباب استفادوا من الورشة عدة أمور، حيث انها جاءت لتجدد لديهم بعض المفاهيم المتجذرة والتمسك بالقيم والعادات والتقاليد القطرية التي لا يمكن التخلي عنها في ظل الانفتاح العالمي وتداخل العادات والتقاليد مع بعضها البعض نتيجة تكوينة المجتمع التي شهدت توسعا ملحظا خلال السنوات الأخيرة من خلال وجود ومخالطة جنسيات مختلفة في البلاد، إذ يترتب عليهم كشباب قطري كيفية المواصلة في الحفاظ على العادات والتقاليد القطرية، وتوصيلها إلى الأجيال القادمة، بالإضافة إلى القضاء على بعض العادات الدخيلة التي بدأت بالانتشار في أوساط المجتمع وتحديدا بين الشباب. وأضاف أنهم في مركز شباب الكعبان سيعملون جاهدين لدعوة الشباب والمنتسبين إلى المركز للتمسك بقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم القطرية والعمل على تطبيقها في حياتهم اليومية حتى يتم الارتقاء بالدولة، وسيكون ذلك من خلال إقامة المحاضرات والورش التوعوية في هذا الجانب.
استفادة كبيرة
من جانبه، قال محمد شاهين مشارك من رواد العمل الشبابي: منذ اليوم الأول من ورشة العمل التدريبية للدفعة الأولى لرواد العمل الشبابي التي حاضر فيها سعادة وزير الثقافة والرياضة، وجدنا استفادة كبير من هذه الورشة التي لفتت انتباهنا حول العديد من المفاهيم منها مفهوم الإنتماء، والثقافة، والهوية الوطنية التي نحتاج إلى فهمها بشكل اكبر، موضحا أن معرفة هذه المفاهيم والاتفاق على تأثيرها وطريقة انتشارها سوف يساهم في نشرها على نطاق واسع، وبالتالي الوصول إلى الفائدة المرجوة التي يسعى الجميع إلى تحقيقها.
وأضاف أن الورشة كانت متكاملة ومترابطة في نفس الوقت، وكان هدفها واضحا وهو التأثير الإيجابي في المجتمع وتعزيز الهوية والثقافة بشكل كبير، وأن نمارسها يوميا لتكون عادة تعكس هوية المجتمع القطري بالدرجة الأول وتعبر عن مفهومه وأفكاره وتوجهاته وارتباطه في المجتمع أيضا.
يذكر أن وزارة الثقافة والرياضة عملت جاهدة على إعداد مجموعة من المدربين القادرين على تقديم محاضرات وورش عمل توعوية حول خطورة المخدرات وطرق الوقاية منها.
كما أن مبادرة رواد العمل الشبابي تسعى لبناء القدرات القيادية لدى الشباب وتأهيلهم للنجاح في المستقبل وممارسة أدوار قيادية مهنية ومجتمعية تساعدهم على تحقيق أهدافهم وأهداف رؤية قطر 2030، لذلك فقد تم طرح برنامج إدارة المشاريع الشبابية لبناء منظومة من المعارف والمهارات والقيم والخبرات القيادية لدى الشباب، حيث انه تم إعداد الدفعة الأولى من رواد العمل الشبابي قبل عدة سنوات، وذلك من خلال تنظيم وعمل الدورات والحقائب التدريبية وطرق التأثير في الآخرين، حتى تكونت لدى هؤلاء الشباب حصيلة كبيرة من الخبرات من خلال الأنشطة التدريبية التي يقومون بها سواء عن طريق المراكز الشبابية أو بشكل مستقل في مختلف الهيئات والمؤسسات بالدولة.
copy short url   نسخ
18/10/2020
1609