+ A
A -
سياسيا ليست ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية صديقين حميمين في الوقت الحالي. بيد أن العلاقات الاقتصادية تبقى بالرغم من ذلك مستقرة. وبالنسبة للشركات الأميركية أصبحت ألمانيا أكثر جاذبية من ذي قبل في ظل تفشي كورونا.
ففي الثالث من نوفمبر سيتم في الولايات المتحدة الأميركية انتخاب رئيس جديد. والسؤال هو: هل بوسع دونالد ترامب فرض نفسه أم أن منافسه جو بايدن سيكسب الرهان؟ وكيف ستؤثر نتيجة الانتخابات على العلاقات الألمانية الأميركية؟.
«أود أن أؤكد بأننا لسنا منظمة سياسية»، يقول رئيس غرفة التجارة الأميركية في ألمانيا، فرانك سبورتولاري. «لكن أعضاءنا مقتنعون أنه سيكون من الناحية السياسية والاقتصادية أفضل إذا فاز الديمقراطيون».
هذه هي الحصيلة على كل حال من استطلاع للرأي أُجري بين الشركات الأميركية الأقوى مردودية في ألمانيا. وهذا حكم لا يحق المبالغة في تقييمه. ويأمل رجال الأعمال من حكومة ديمقراطية تحصيل شراكة سياسية أوثق تعود بالنفع ـ كما هو الأمل ـ على الاقتصاد.
حوار أكثر، لكن الموضوعات الخلافية ليست أقل
«لدينا الكثير من الموضوعات التي يجب حلها على ضفتي الأطلسي»، يؤكد سبورتولاري. مشاكل مثل العجز التجاري الأميركي ـ فالبلاد تقتني بضائع وخدمات أكثر مما تنتج ـ لن تتبخر في الهواء تلقائيا تحت قيادة الرئيس الأميركي جو بايدن. وفي معسكر بايدن يوجد «الكثير من الناس الذين يفكرون بطريقة حمائية»، كما يحذر. «لكننا نأمل في الحصول على حوار وسبل أفضل لحل الخلافات».
ومبدئيا يكون بالنسبة إلى العلاقات التجارية بين ألمانيا والولايات المتحدة ثانويا من يحكم في واشنطن. «درجة المحبة لرئيس ما لا يمكن تطبيقها على العلاقات الاقتصادية». والكثير من الشركات الأميركية يعمل منذ مدة في ألمانيا. «إنهم أناس شجعان، لا يتركون المجال لإزاحتهم عن أعمالهم»، كما يفيد سبورتولاري.
وبالفعل لقد ارتفع حجم المعاملات للشركات الأميركية الـ 50 الأكبر في ألمانيا في 2019 في المتوسط بقيمة 1.8 في المائة مقارنة مع السنة الفائتة. وفي عام 2018 وصل رقم المبيعات إلى 5.5 في المائة. وهذا يمكن تفسيره بنقاط الضعف في قطاع إنتاج الآلات والسيارات. والمستفيدون في المقابل هم قطاعات الخدمات والتجارة وتقنية المعلومات والاتصالات.
وضمن قائمة الشركات الأميركية الـ 50 الأقوى من ناحية الإيرادات في ألمانيا تحتل شركة أمازون بحجم معاملات يصل إلى 19.85 مليار يورو في البلاد ولأول مرة المرتبة الأولى. وتتبعها شركة إنتاج السيارات فورد بـ 19.80 مليار يورو كحجم معاملات وتكتفي بعد سنوات طويلة لأول مرة بالمرتبة الثانية.
ماكدونالدز أكبر رب عمل
وفي المرتبة الثالثة جاءت شركة ExxonMobil بحجم معاملات يُقدر بـ 8.58 مليار يورو. ومحطات الوقود Jet جاءت في المرتبة الرابعة، ومنتج الآلات جون دير John Deere في المرتبة الخامسة. ومجمل حركة البيع للشركات الأميركية الـ 50 الأهم في ألمانيا وصل حسب استطلاع للرأي في السنة الماضية إلى نحو 182 مليار يورو. ولائحة أكبر أرباب العمل الأميركيين في ألمانيا تتقدمها سلسلة الوجبات السريعة ماكدونالدز بنحو 61.000 موظف.
وفي
المرتبة الثانية تأتي مصانع فورد بـ 22.650 موظف وفي المرتبة الثالثة والرابعة تأتي شركة أمازون وشركة الخدمات اللوجيستية UPS بنحو 20.000 موظف يتبعها Manpower وشركة جون دير. وفي المجمل تراجع عدد العاملين من 315.000 إلى 306.000.
في الأزمة
تبرهن ألمانيا على قوة
وأثناء وباء كورونا تقيم الشركات الأميركية موقع ألمانيا بـ 1,8 نقطة، وهي نسبة أفضل من السابق، ولاسيما تجاوز الأزمة يأتي بنتائج إيجابية. ويتم التنويه بإجراءات تجاوز محنة كورونا مثل المساهمة في دفع رواتب العاملين ومظلة الإنقاذ لرجال الأعمال المستقلين والشركات المتوسطة الحجم. فموقع ألمانيا الاقتصادي يكشف أيضا في الأزمة عن قوته.
ونصف مجموع أكبر الشركات الأميركية الـ 50 حافظ على مستوى استثماراته في ألمانيا في خضم وباء كوفيد 19، بل إن نسبة 31 في المائة من الشركات استثمرت أكثر من السابق. ويتطابق مع ذلك أن الشركات الأميركية تتوقع أن ينفرج الاقتصاد الألماني بوضوح في عام 2021. و53 في المائة من الشركات المستطلعة آراؤها تتوقع نموا في الإرادات وو41 في المائة زيادة في الربح في ألمانيا. «ألمانيا ماتزال موقعا جذابا جدا
للشركات الأميركية التي توسع أعمالها التجارية باستمرار»، كما يؤكد فرانك سبورتولاري.
أزمة كورونا ستخلف آثارا
لكن الأزمة ستظهر بوضوح في الميزانيات. فـ 56 في المائة من الشركات تسجل في 2020 تراجعا في المبيعات في ألمانيا و39 في المائة تراجعا في الربح. وتنطلق غرفة التجارة الأميركية في ألمانيا من أن الأزمة النظامية في قطاع الآلات والسيارات ستزداد حدة بسبب وباء كورونا. لكن قطاعات المعلوماتية والخدمات ستستفيد في المقابل.
copy short url   نسخ
18/10/2020
193