+ A
A -
الدوحة - قنا - تشارك مؤسسة حمد الطبية في اجتماع دولي رفيع المستوى، يعقد افتراضيا ويناقش التحديات التي تواجهها خدمات واحتياجات الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن، من قبل القطاع الصحي العام وذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي لكبار السن.
ويمثل المؤسسة في هذا الاجتماع الذي قام بالترتيب له مكتب السيد تيدروس جيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتورة هنادي الحمد قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل.
وقالت الدكتورة هنادي الحمد إن التعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية، خاصة في مجال الشيخوخة الصحية، نتج عنه سلسلة من المبادرات المشتركة والتي من بينها وضع الخطة الإجرائية لعقد الشيخوخة الصحية /2020-2030/ التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وأشارت إلى أنها ستعرض خلال الاجتماع الدولي ما أحرزه القطاع الصحي في دولة قطر من تقدم في مضمار تلبية احتياجات كبار السن، والتأكيد على الالتزام بخدمة هذه الفئة من المرضى وفق ما تضمنته الاستراتيجية الوطنية للصحة /2018 -2020/، والتي تعتبر الشيخوخة الصحية من أهم أولوياتها باعتبار أن فئة كبار السن من أهم مكونات المجتمع، حيث تركز الاستراتيجية على ضرورة خلق الظروف المناسبة التي تتيح زيادة نطاق الفترة العمرية النشطة والفعالة لكبار السن وضمان تمتعهم بشيخوخة صحية وظروف حياتية طبيعية.
تجدر الإشارة إلى أن متوسط العمر للمواطنين القطريين قد ارتفع خلال الخمسين عاما الماضية، ليصل إلى 80 عاما أي بزيادة قدرها 15 % عن سابق عهدها، وعلى الرغم من أن الإحصاءات السكانية التي أجريت في العام 2019 تشـــير إلى أن غالبية سكان دولة قطر هم من الشباب وصغار السن، إلا أن هناك ما يربو على 70 ألفا من كبار السن الذين تجاوزوا 60 عاما من العمر، وأن هذا العدد مرشح للزيادة في المستقبل، الأمر الذي سيترتب عليه زيادة في العمل على تعزيز منهجيات ومفاهيم الشيخوخة الصحية في الدولة.
وأوضحـــــت الدكـتــــورة هـنــادي، أنـــه خلال السنوات القليلة الماضية، تم إجراء تغييرات جذرية في الرعاية الصحية التخصصية المقدمة لكبار السن لضمان تلقي هذه الفئة الهامة من المجتمع لأفضل مستوى ممكن من الرعاية، حيث تمثل بعض هذه التغييرات في زيادة الطاقة الاستيعابية والخدمية لمراكز عناية للرعاية المطولة، إضافة إلى إنشاء مركز «دعم» التخصصي، فضلا عن توسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية المنزلية المقدمة للمرضى خارج بيئة المستشفيات.
ونوهت بتطبيق التدابير الاحترازية والوقائيـــة لحمـــاية كبار السن في كافة مرافق القطاع الصحي، وذلك في إطار الاستراتيجية الشاملة للتصدي لوباء كورونا /كوفيد 19/، حيث تم اتخـــاذ القرارات بصورة استباقية لوضع التدابير الكفيلة بحماية هذه الفئة من المجتمع، باعتبارهم الأكثر عرضة للتأثر بعدوى فيروس كورونا، مشــــيرة إلى أن هــذه التدابير والإجراءات كان لها الفضل في انخفاض أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس /كوفيد 19/ مقارنة ببقية دول العالم.
الجدير بالذكر أن تفشي فيروس كورونا وما يشكله من مخاطر تتهدد صحة كبار السن، قد ساهم في تغيير الأساليب المتبعة في تقديم خدمات الرعاية الصحية في القطاع الصحي في الدولة، حيث تم تطبيق نظام معاينة المرضى عن بعد بصورة افتراضية، ومن خلال الهاتف على الكثير من خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، كما يقوم اختصاصيو طب الشيخوخة بتقديم خدماتهم التخصصية لكبار السن عبر خط المساعدة للرعاية العاجلة.
كما تم استحداث خدمة طمأنة كبار السن عبر الهاتف والتي يقوم من خلالها فريق من الاختصاصيين بالاتصال هاتفيا بكبار السن من المواطنين والمقيمين، للاستفسار عن أوضاعهم الصحية وتقديم النصح والمشورة الخاصة بوقايتهم من العدوى والمضاعفات المتصلة بفيروس كورونا، إضافة إلى خدمات أخرى مثل خدمة توصيل الأدوية لمنازل كبار السن.
وأكدت الدكتورة هنادي، أن قدرة النظام الصحي في قطر على التأقلم والتكيف مع الأساليب المستحدثة في تقديم الرعاية الصحية خلال جائحة كورونا /كوفيد 19/، كان لها أكبر الأثر في نجاح التصدي لهذا الوباء الذي أحدث تغييرات على الكثير من جوانب الرعاية الصحية التخصصية المقـــدمــة لكبار السن وتمكين فرق رعاية كبار السن من الوقوف في وجه كافة التحديات واستخدام أساليب مبتكرة في تقديم خدمات رعاية صحية آمنة لهم.
copy short url   نسخ
01/10/2020
1590