+ A
A -
إياد الدليمي كاتب عراقي
منذ اللحظة الأولى لتحديد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي موعد الانتخابات البرلمانية في بلاده، في 6 يونيو المقبل، والقوى والأحزاب السياسية التقليدية تحاول أن تجد لنفسها آلية جديدة لتبقى في صدارة المشهد السياسي، كما اعتادت منذ 2003، فما بين قانون الدوائر المتعدّدة إلى انبثاق قوى وتيارات سياسية جديدة «شبابية»، تراوحت أفعال الأحزاب التقليدية في محاولتها تفريغ أي أثر لتلك الانتخابات من مرادها الذي حُددت من أجله، باعتبارها انتخاباتٍ مبكرة، وأنها واحدة من أولى أولويات حكومة الكاظمي التي جاءت خلفاً لحكومة المستقيل عادل عبد المهدي، الذي دفعته تظاهرات أكتوبر 2019، إلى تقديم استقالته، تحت ضغط الشارع العراقي.
ولعل واحداً من المصطلحات الجديدة التي فرضت نفسها على واقع السياسة في عراق اليوم مصطلح الإزاحة الجيلية، وهو، إن شئت الدقة، تحاول من خلاله أحزاب السلطة تسويق نفسها مرة أخرى، وتجد مقبولية لدى الشارع العراقي الذي أعلن رفضه الشديد لهذه القوى والأحزاب عبر تظاهراتٍ استمرت لأشهر، على الرغم من قمع السلطات والميليشيات، والتي ما زالت تمارس كل أنواع القمع لوأدها والتخلص من تبعاتها. و«الإزاحة الجيلية» الذي تتشدّق به أحزاب السلطة يعني أن هناك جيلا جديدا يسعى ويعمل من أجل إزاحة جيل قديم، وهو وإنْ يمثل غاية التظاهرات في العراق، إلا أنه يبقى ناقصاً وغير مكتمل، خصوصا عندما تجد أن الأحزاب التقليدية هي التي تسوّق هذا المصطلح وتشيعه بين الناس.
في الديمقراطيات الراسخة، لا مجال للإزاحة الجيلية، بل هناك تكامل وتلاقح أفكار بين جيل قديم متمرّس وجيل جديد وثّاب، يسعى إلى تطبيق تجربةٍ جديدةٍ بمعايير عصريةٍ أكثر. أما في العراق، فإن ما يجري هو عملية تسويق للقديم بثيابٍ جديدةٍ لا أكثر ولا أقل.
صحيح أن جيلا من الشباب العراقي عبر عن رفضه للعملية السياسية وأحزابها وميليشياتها عبر التظاهرات، إلا أن هذا الجيل لم يعبر بعد عن نفسه من خلال كيان سياسي مستقل، يستعد لخوص الانتخابات المقبلة.
copy short url   نسخ
01/10/2020
1462