+ A
A -
الدوحة - قنا - أكد أطباء ومتخصصون في رعاية مرضى الخرف أنه لا يزال بإمكان بعض مصابي الزهايمر من الدرجة الخفيفة قيادة السيارات بأمان في حين لا يتمكن المصابون بالمرض بدرجة متوسطة إلى متقدمة من قيادة السيارات في أغلب الأحوال.
وقال سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة إن المصابين بالخرف يفقدون في النهاية القدرة على القيادة بأمان، لكن تتفاوت الفترة الزمنية التي يحدث فيها ذلك من شخص إلى آخر، إلا أن غالبية المصابين بالزهايمر يتوقفون عن القيادة بعد ثلاث سنوات من ظهور الأعراض الأولى للمرض.
وأشار إلى أن العديد من المصابين بالزهايمر من الذين أمضوا معظم فترة حياتهم في القيادة قد يجدون صعوبة في تقبل حقيقة أنه لم يعد بإمكانهم قيادة السيارة، حيث يرتبط لديهم هذا الأمر بشعورهم بالتقدم في السن والإصابة بالعجز وفقدان الاستقلالية.
وأضاف أنه مع تقدم أعراض الزهايمر قد يصاب المرضى بالأعراض السلوكية أو النفسية التي تصاحب المرض ما يؤدي إلى عدم القدرة على قيادة السيارة بأمان حيث قد تتسبب القيادة في تعريضهم وتعريض الآخرين للخطر، وغالبا ما يكون المصابون بالخرف غير قادرين على تقييم مهارات القيادة المتراجعة لديهم أو حجم الخطر الذي يترتب عليهم وعلى الآخرين أثناء جلوسهم خلف المقود، وقد يكون من الصعب جدا الحديث عن تضييق نطاق القيادة مع أحد المسنين من الأصدقاء أو الأقارب ولكن من المهم التطرق إلى هذا الأمر بصورة مبكرة عند تشخيص المرض.
ومع تقدم المرض، يصاب المريض بتراجع في الذاكرة وردود الأفعال والقدرة على اتخاذ القرار، ويكمن التحدي في إيقاف الشخص عن القيادة بعد تقييمه بعدم لياقته للقيادة بصورة آمنة فقد لا يرغب العديد من الأشخاص في التوقف عن القيادة لشعورهم بتقييد استقلاليتهم أو لعدم إدراكهم بوجود مشكلة تمنعهم من القدرة على القيادة.
وهناك العديد من الطرق للحديث عن هذا الموضوع الحساس، إلا أنه يتطلب من أفراد الأسرة أو القائمين على رعاية مريض الزهايمر الشروع في الحديث عن ذلك مع مريضهم، ويفضل أن يشارك في هذا النقاش طبيب الأسرة أو طبيب أمراض الشيخوخة لتوضيح أسباب التوقف عن القيادة، كذلك تسهم مشاركة المريض في هذا الحوار في صنع القرار وإيجاد البديل المناسب عن قيادة السيارة.
خط المساعدة
من جهته، دعا الدكتور ماني شندران أخصائي في أمراض الصحة النفسية للشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية الأشخاص الذين يشعرون بأي أعراض مرتبطة بمرض الزهايمر إلى زيارة عيادة الذاكرة المتواجدة في مراكز الرعاية الصحية الأولية أو بمستشفى الرميلة للحصول على تقييم مختص بسيط.
وأضاف أنه يمكن أيضا الاتصال على خط المساعدة الخاص بتقديم خدمات ضعف الذاكرة والزهايمر «راحة» الذي يقدم الرعاية بسرية تامة لمرضى الزهايمر والأمراض الأخرى المرتبطة بالخرف ويقدم الدعم لأسرهم.
وذكرت مؤسسة حمد الطبية أنه تم تفعيل خدمة خط المساعدة ضمن الخدمات الجديدة التي قدمت للمرضى المسنين خلال فترة وباء كورونا (كوفيد 19) تتاح الخدمة بالاتصال على الرقم 40262222 من الساعة 8 صباحا حتى 3 بعد الظهر من الأحد إلى الخميس.
يشار إلى أنه يطلق مصطلح «مرض الخرف» على مجموعة من الأعراض التي تحدث عندما يصاب الدماغ بالتلف نتيجة الإصابة بالأمراض مثل الزهايمر أو أمراض الأوعية الدموية التي قد تتسبب بحدوث الجلطات، وتتسبب الأمراض في حدوث تراجع في القدرات الذهنية للشخص أو ما يسمى بالوظائف الإدراكية التي تؤثر على قدرة التذكر والتركيز والمنطق والتفكير السليم.
الحد من الآثار السلبية
بدورها، قالت الدكتورة فاطمة الكواري مدير برنامج الطب الفيزيائي والتأهيل ومساعد رئيس قسم الطب الفيزيائي والتأهيل بمركز قطر لإعادة التأهيل والناشطة في مجال تعزيز مستوى الوعي بمرض الزهايمر إن التعرف على مرض الزهايمر وفهم أعراضه وكيفية التعامل معه يساعد المرضى وأسرهم في التعايش بشكل أفضل مع المرض والحدّ من الآثار السلبية المرتبطة به.
وأشارت إلى أن الاحتفال بالشهر العالمي للزهايمر والذي اختير له هذا العام شعار «لنتحدث عن الخرف» يمثل فرصة هامة لتعزيز الحوار في هذا الموضوع وزيادة الوعي حول الزهايمر والخرف وبالتالي التخفيف من الوصمة المرتبطة بهما.
وأضافت أن الهدف هو تشجيع الجمهور على تبني نمط حياة صحية في الصغر للحد من التأثير السلبي للتقدم في السن، موضحة أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن للفرد القيام بها في وقت مبكر مثل الحفاظ على مستوى النشاط الجسدي وتناول الغذاء الصحي والاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية وكل ذلك يسهم في الحفاظ على وزن مناسب وجسد صحي سليم مع تقدم السن.
copy short url   نسخ
27/09/2020
2042