+ A
A -
تقول ليلى مراد في أغنيتها المشهورة: الحب جميل، للي عايش فيه
له ألف دليل، اسألوني عليه، بيفوت ع العين، ويصحّيها من عز النوم، ويفوت ع الروح ويطير بيها الدنيا في يوم، ولما القلب يجي يفرح، ساعة ما الاقيك قاعد جنبي، آمالي الحلوة تتمرجح في دقة قلبي مع قلبك، الحب جميل، جميل الحب، هذا كان في زمن الطيبين، اليوم صار الحب نوعين، حب الحاجة، وحب المشاعر، خذ عندك، يحبها وتحبه، وكلاهما يخاف الآخر، مختلفان في تفسير علاقتهما ببعضهما، هل هي حالة حب، أم حالة احتياج، كلاهما عنده شك وتردد، في استمرار العلاقة، يحبها ولكن لا يشعر بالأمان معها لأنها مترددة متقلبة، يحبها ولكن يقول أنها لا تحبه، لا تسمعه مفردات الحب، ولا الغزل، عنده أطنان من جبال الشك تجثم على صدره، يعشق لحظاته معها، يعشق سوالفها، يعشق ضحكاتها، يعشق عفويتها، وانفعالاتها، وردة أفعالها، وتطنيشها، وتجاهلها لبعض الأمور، يحبها حب حاجة واحتياج، وحب مشاعر فياضة نابعة من القلب، لكنها تصر أنه يحبها حب حاجة، لا مشاعر، يترنم باسمها ولا تترنم باسمه، تعتقد أن حبه نزوة عابرة، حب موسمي، وليس مستدام، تقدم فرضيات وتصدقها، يقول لها أحسني الظن بي، واتركي عنك الشك والحيرة والأفكار المشوشة، والنظرة السوداوية للأمور، حبي لك مصدره حاجتي لك وشعوري نحوك كبير، وتقول له حبك خال من النبض، وجله شو وعرض، وحبك المزعوم لي لأنني شاءت الأقدار أن أقع في طريقك، الحب الذي يتولد عن الحاجة يتبخر بسرعة وينتهي، الحب الذي أريده حب الاختيار، النابع من الشعور، من نبض القلب، من قاعه، لا حب إعجاب، لأن مآله الخراب، يقول أحبك أشعر معك بالراحة والطمأنينة، وأتمنى أن أبقى معك هكذا العمر كله، أرجوك امنحيني الحب، فترد عليه، كيف امنحك الحب وأنت لا تعرف إلا حب الحاجة، عاطفتك مصدرها حاجتك، لا استطيع أن أثق بك، وأن تكون أهم شيء في حياتي، يقولون أهل التجربة: عندما تتلوث بعض القلوب بمرارات الماضي، يصعب عليها أن تستوعب حباً جديداً أو تتفهم إشارات القلوب البيضاء النقية، ربما يكون كلامهم صحيحاً، أو جانباً من الصواب، والله أعلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
26/09/2020
1320