+ A
A -
سارة الرشيدي كاتبة جزائرية
ماذا لو...؟!
ماذا لو أن العالم كان أفضل، ماذا لو تختفي القاذورات من الشارع ومن أمام بيتك، ماذا لو يسود الأمن والأمان أرجاء العالم، ماذا لو اختفى الفقراء وتغير حالهم من عسر إلى يُسر، ماذا لو انتهت الحروب وطُويت صفحة الأحزان وأشلاء الموتى والجثث المُكسدة في البرادات وتوقفت النشرات الإخبارية عن بث عناوينها الموسومة بـ«عاجل»، ولا يأتي بعد كلمة «عاجل» إلا ما هو مريب ومُثير للعبرات.
ماذا لو توقفت جرائم الاختطاف والاعتداء على الأطفال القُصّر الذين لايزال لعابهم يُلطخ شفاههم الصغيرة، ماذا لو توقف المجرمون عن سفك دماء الأبرياء وهتك أعراضهم وتشريد العوائل والأُسر، ماذا لو اختفى اللون القاتم الأحمر للدماء التي شكلت نهرا دائم الجريان، ماذا لو سطعت الشمس وأفلت الأحزان إلى غير عودة..
ماذا لو… كيف سيكون عالمنا، أجمل! أنقى؟ أروع!
ماذا لو.. جملة صغيرة لعلنا لن نجد أحدا لم يقلها أو يُرددها في سِرِّه أو علنه، حين تَعَثَّر حاله أو خاب أمله، لكن يا ترى ماذا ستُغير هذه الكلمة أو ماذا ستُفيد صاحبها غير الحسرة والندامة؟!
لعلَّ الأجدر من ترديدها هو تكاتف الأيدي والسواعد والعمل من أجل مستقبل وحياة أفضل، فحين يُبَلّغ الشاهد عن الجريمة والضحية عن الجاني ستقل الجرائم والانتهاكات ويُودع المُجرم السجن، حين يتصارح الأصدقاء والأحبة ويَكفون عن الكذب وتزييف الحقائق ستحل المودة الحقيقية.
copy short url   نسخ
26/09/2020
963