+ A
A -
وأوضح أن خطوة الحريري تدل على تنسيق بينه وبين الفرنسيين، مشيرا إلى وجود «خطر على هذه المبادرة في حال لم تُحل العقدة الموجودة».
من جهتها، تقول النائبة عن كتلة تيار المستقبل (حزب الرئيس سعد الحريري) رولا الطبش، أن خطوة الحريري إيجابية لإنقاذ ما تبقى من البلد.
وأضافت الطبش للأناضول أن «الحريري حريص على إنجاح المبادرة الفرنسية وتأليف حكومة».
واعتبرت أن «محاولة بعض الفرقاء عرقلة تشكيل الحكومة سيؤدي إلى خسارة المبادرة الفرنسية وبالتالي عزل إضافي دولي وإقليمي».
وأردفت: «ماكرون يريد الخلاص للبنان ويستمر بدعم البلد، ونحن عايزينوا مش هو عايزنا (نحن بحاجة إليه وليس العكس)».
محاولة لفتح «ثغرة»
أما النائب عن الحزب «التقدمي الاشتراكي»، بلال عبد الله، فرأى أن الحريري حاول فتح ثغرة في حائط المواقف المتشنجة إزاء تشكيل الحكومة.
وقال في حديث للأناضول، إن هذه المبادرة جيدة وتُعد «الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد وإن لم تنجح دخلنا بالمجهول». وذكر أنه «مطلوب من الجميع التسوية والتنازل؛ لأن هناك أزمة متفاقمة ومهمة إنقاذية».
بالمقابل، قرر حزب «القوات اللبنانية» عدم التعليق على مبادرة الحريري.
وقال النائب عن الحزب، فادي سعد، إن «رأي القوات لن ينال إعجاب الأطراف السياسية بل سيزيد من تعقيد الموضوع أكثر».
وأردف سعد: «المبادرة الفرنسية على شفير الانهيار وتمسكنا بها ليس لأنها فرنسية بل لأنها أول مبادرة تعطي أملا في تركيب طبقة سياسية مختلفة عن الحكومات السابقة».
نواب كتلة «حركة أمل» يشددون من جانبهم على الالتزام بالقرارات الصادرة عن «عين التين» (مقر رئيس الكتلة نبيه بري).
وأفاد النائب عن الكتلة، فادي علامة، بأن الجميع مع المبادرة الفرنسية «كما وردت خلال لقاء ماكرون مع الكتل السياسية دون زيادة أو نقصان كموضوع الثنائي والتسميات التي لم ترد في اللقاء».
وتمنى علامة أن لا تفشل المبادرة الفرنسية؛ لأنها «فرصة ليخرج لبنان من أزمته»، مشددا على أنه لا يملك أي معلومات تتعلق بمسار تشكيل الحكومة.
فرنسا أقنعت بالتنازل لحزب الله
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي اللبناني منير الربيع، أن «المبادرة الفرنسية ترتبط بمصالح استراتيجية لفرنسا تتخطى عملية تشكيل الحكومة؛ لذلك باريس غير مستعدة للتخلي عنها».
وأوضح الربيع: «حتى لو فشلت فرنسا بتشكيل الحكومة ستبقى مهتمة بلبنان اقتصاديا وبحريا من خلال البوارج؛ لأنها تريد دورا مستقبليا في سوريا وشرق البحر المتوسط لمواجهة تركيا».
وأردف: «فرنسا تعي أن أي تأثير في سوريا أو لبنان مستقبلا لا يمكن أن يتم دون التحالف مع حزب الله كقوى كبيرة؛ لذلك خالف ماكرون التوقعات الأميركية بعزل حزب الله وعقد لقاءات مع قياداته» خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت. ومن هذا المنظور، اعتبر المحلل السياسي اللبناني أن «الفرنسيين أقنعوا بضرورة التنازل لحزب الله وأقنعوا الحريري بهذا التنازل».
لكنه يلفت إلى أن ذلك سيؤدي إلى إعادة إنتاج تشكيلة حكومية تشبه حكومة حسان دياب.
وختم قائلا: «سيُقال إن وزراء الحكومة المقبلة مستقلون، لكنهم ليسوا كذلك؛ لأن الثنائي الشيعي متمسك بتسمية الوزراء الشيعة ورئيس الجمهورية قال إنه شريك بعملية التأليف، وبالتالي سيضع شروطه الخاصة».يرى النائب اللبناني آلان عون، المنتمي للتيار الوطني الحر (حزب رئيس الجمهورية)، أن خطوة الحريري تجاوزت عقدة أساسية وخرقت الجمود الحاصل، لكن حل العقدة «يتم العمل عليه الآن».
وأعرب عون في حديث للأناضول عن أمله في أن «يتم التواصل بين الثنائي الشيعي والرئيس المكلف وبعدها بين الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية للوصول إلى تشكيلة حكومية قريبا».
copy short url   نسخ
26/09/2020
133