+ A
A -
ثبتت وكالة موديز لخدمات المستثمرين العالمية التصنيف الائتماني السيادي لدولة قطر عند المرتبة AA2 مع نظرة مستقبلية مستقرة ويعكس ذلك التصنيف المرونة الكبرى التي أظهرها الاقتصاد القطري أمام أزمتي فيروس كورونا وإنخفاض أسعار الطاقة العالمية وذلك نتيجة لحزمة من العوامل أهمها: السياسة الاقتصادية الفعالة التي تتبناها الدولة وأظهرت كفاءة كبرى من خلال حزمة التحفيز التي أقرتها لمواجهة تداعيات كورونا والبالغ قوامها 75 مليار ريال علاوة على التدابير الاحترازية الأخرى التي قام بها كلا من بنك قطر للتنمية ومصرف قطر المركزي وغرفة قطر لدعم القطاع الخاص وخصوصا قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة تداعيات كورونا وكذلك فإن دولة قطر تتمتع بملاءة مالية قوية واحتياطيات مالية متراكمة توفر لها مناعة اقتصادية أمام الصدمات المالية الخارجية.
وتوقعت «موديز» تحقيق الاقتصاد القطري معدلات نمو تتراوح بين 1.5 % و2 % حتى عام 2024 مشيرة إلى أن قطر تتصدر قائمة أغنى دول العالم من حيث حصة الفرد من الناتج المحلي الاجمالي بواقع 132.88 ألف دولار للفرد سنويا وفقا لتعادل القوة الشرائية فيما تبلغ معدلات البطالة مستويات دون 0.05 % وهي الأقل عالميا وتمثل هذه العوامل ركائز تدعم قوة الاقتصاد فيما تكفي الاحتياطيات الهيدركربونية المتوافرة لاستمرار الدولة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال والنفط ومنتجاته وفقا للمستويات الحالية لأكثر من 100 عام قادمة كما أن تكلفة استخراج وانتاج الغاز الطبيعي في قطر ضمن الأقل عالميا حيث تبلغ دولارين فقط لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، الأمر الذي يمنح الغاز القطري قدرة تنافسية فريدة من نوعها ويعزز سيطرته على أسواق الغاز عالميا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تباشر فيه «قطر للبترول» رفع طاقة دولة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا في الوقت الحاضر إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2025 وإلى 126 مليون طن سنوياً بحلول العام 2027 فيما ستؤدي التوسعة ايضا إلى إنتاج حوالي 4.000 طن مــــــن الإيثــــــان، و263.000 بــــرمــيل من المكثفات، و11.000 طن من غاز البترول المسال، إضافة إلى حوالي 20 طناً من الهيليوم النقي يوميا.
ويعتبر حقل الشمال القطري أكبر حقل للغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم حيث يحتوي على أكثر من 900 تريليون قدم مكعب من الغاز، أي ما يمثل حوالي 10 % من الاحتياطي المعروف في العالم ويقع حقل الشمال قبالة الساحل الشمالي الشرقي لشبه جزيرة قطر، ويغطي مساحة تتجاوز 6 آلاف كيلومتر مربع ويمثل تطوير هذا المورد الطبيعي الكبير عاملاً هاماً في النمو الاقتصادي بدولة قطر، وتتم معالجة الغاز المنتج من هذا الحقل العملاق لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتحويل الغاز إلى سوائل وإنتاج سوائل الغاز الطبيعي، وذلك بالإضافة إلى الصناعات الأخرى المرتبطة بالغاز، ونقل الغاز عبر خطوط الأنابيب. ?
وأشارت موديز إلى أن اصول صندوق الثروة السيادية لدولة قطر (جهاز قطر للاستثمار) توازي أكثر من 180 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 علما بأن جهاز قطر للاستثمار حصصاً في أيقونات استثمارية عالمية أبرزها هارودز وناطحة السحاب شارد الأطول أوروبياً إلى جانب حصة 17 % في شركة فولكسفاغن الألمانية للســـــــيارات وحصة تبلغ 9 % في شركة غلينكور البريطانية السويسرية لتجارة السلع الأولية والتعدين، كما يملك الجهاز أكثر من 6 % من أسهم بنك باركليز، و22 % من شركة سينسبري.. وكذلك افتتح جهاز قطر للاستثمار مكتبا في نيويورك عام 2015 ووضع خططاً لاستثمار 35 مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية، وقد استحوذ الجهاز على نحو 10 % من شركة «إمباير استيت ريالتي تراست» المالكة لمبنى «إمباير استيت» الشهير في عام 2016، فضلاً عن «ميراماكس» و«روسنفت» ويملك الجهاز 8.3 % في شركة «بروكفيلد بروبيرتي» وحصة 4.6 % من شركة النفط العالمية رويال داتش شل إلى جانب «غروفنر هاوس» وحصة في كلٍ من بنك اوف أميركا وتوتال وشركة المجوهرات الأميركية «تيفاني» وفي المقابل تواصل كل من شركتي كتارا للضيافة والديار القطرية توسيع حضورهما في استثمارات جديدة تشمل معظم بقاع العالم.
ولفتت موديز إلى تحقيق قطر فوائض مالية في العامين الماضيين حيث حققت موازنة الدولة لعام 2019 فائضا بواقع 6.33 مليار ريال مع بلوغ إجمالي الإيرادات العامة مســــــتوى 214.74 مليار ريال، فيما سجـــــلت إجمـــالي النفــــــقات العــــامة مستوى 208.41 مليار ريال وفي عام 2018 حقـــــقت ميزانـــية دولة قطــــر فائـــضاً بنحو 15.1 مليار ريال.سعيد حبيب
copy short url   نسخ
25/09/2020
2239