+ A
A -
نبيل السهلي كاتب فلسطيني
يعتبر تأكيد الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت أخيراً، في بيروت ورام الله، رفضها المطلق جميع المشاريع الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، لكنها منقوصة، وتحتاج خطوات عملية لترسيخ قيادة فلسطينية موحدة، واجتراح سبل كفاحية ممنهجة ومدروسة لمواجهة التحدّيات، وفي مقدمتها صفقة القرن بأبعادها المختلفة. ويمكن الجزم بأن الخطوة التالية يجب أن تكون وضع أسس لإنهاء الانقسام الفلسطيني، والعمل بعد ذلك لترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية، والاتفاق على توجهات كفاحية مشتركة على كل الصعد، حيث سقط الرهان على استمرار المفاوضات، فبعد أكثر من 27 عاماً من اتفاق إعلان المبادئ (أوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تشير الحقائق إلى تضاعف النشاط الاستيطاني التهويدي بشكلٍ ملحوظ، سواء في مقياس مصادرة الأراضي أو في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ومن بينها مدينة القدس التي تتعرّض لأكبر هجمة استيطانية منذ 1967.
ستكون وحدة الصف مقدّمة أساسية لجمع القدرات الكامنة لدى الشعب الفلسطيني ، لمواجهة التحدّيات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، وفي المقدمة منها صفقة القرن والعلاقات المتسارعة مع إسرائيل، وكذلك مواجهة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والجدار العازل الذي يعتبر أكبر مشروع استيطاني منذ 1948، ناهيك عن السياسات الإسرائيلية الرامية إلى إخراج فكرة يهودية الدولة إلى حيز الوجود، من خلال إصدار رزمة من القوانين العنصرية الجائرة خلال العقد الأخير. ومن التحدّيات التي يواجهها الفلسطينيون بعد تعزيز المصالحة ضرورة العمل على فكّ الارتباط بالاقتصاد الإسرائيلي، وإيجاد السبل للانطلاق بتنمية مستقلة تدفع باتجاه الحد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية، مثل البطالة.
ستكون عملية تعزيز المصالحة الحقيقية بالأفعال بمثابة طوق نجاة للحدّ من الضغوط الإسرائيلية والأميركية على الفلسطينيين، ويرفع، في الوقت نفسه، من سقف الخطاب السياسي الفلسطيني، بعد مفاوضاتٍ عبثيةٍ مديدة وبائسة، بحيث يكون من السهولة المطالبة بتفكيك معالم الاحتلال، ومنها المستوطنات، عوضاً عن تجميدها. وكذلك يمكن المطالبة بتطبيق قراراتٍ دوليةٍ صادرة، ومنها المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين، والسيادة على المياه الفلسطينية التي تسيطر عليها إسرائيل، واعتبار المستوطنات غير شرعية، خصوصاً أن هناك قبولاً بعضوية فلسطين في منظمات عديدة تابعة للأمم المتحدة.
{ (العربي الجديد)
copy short url   نسخ
24/09/2020
150