+ A
A -
نور الدين العلوي كاتب تونسي
كان الحدث في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر في تونس هو موضوع الديمقراطية داخل حزب النهضة، بعد إصدار مائة قيادي رسالة تطلب من رئيس الحزب عدم الترشح لمنصب الرئيس في المؤتمر القادم الذي لم يعد قابلا للتأجيل.
لقد شارك الجميع، من خارج الحزب خاصة، في تعليم حزب النهضة دروسا في الديمقراطية والتداول القيادي، وخاصة دروسا في رفض الزعامة المطلقة. لم أشارك في الجدل ولا في إعطاء الدروس، حتى لا أنضم إلى جوقة معلمين كسالى يستوطنون المقاهي ويفتون في كل أمر، ويعرفون الصواب الذي على الآخرين فعله حتى كأنهم آلهة. ولعله حان الوقت للتميز عن هذا القطيع العارف، فكل خطوة أو كلمة معه في أي موضوع ضلالة وتيه.
نقد النهضة واجب وضرورة سياسية، لكن بشرطين أخلاقيين وسياسيين؛ أولهما أن ينقد الحزب وسياساته وحتى شؤونه الداخلية ضمن سياق شامل لنقد الأحزاب والمنظمات في أفق بناء الديمقراطية، وثانيهما أن يقوم بذلك قطعا أناس أكثر ديمقراطية من حزب النهضة، ولهم تراث في التسيير الديمقراطي ولهم أفكار وبرامج خدمت الديمقراطية وتخدمها دوما. هل توفر الشرطان في ما سمعنا وقرأنا في نقد النهضة والغنوشي؟
لقد كان الوضع مثيرا للسخرية، فبعض نقاد الديمقراطية في النهضة وخاصة دكتاتورية راشد الغنوشي داخل حزبه؛ هم بعض عتاة التجمع (حزب ابن علي) وبعض وجوه اليسار التي لم تفلح في البقاء في أي تنظيم.
من هذه الزاوية نتوقع أن تعليم الحزب لن يكون درسا مفيدا له ولا للديمقراطية، وسيمر مثل لغو كثير متداول عن نخبة تتكاسل في المقاهي، ولن يكون وسيلة كافية بيد معارضي الغنوشي للضغط بها من خارج الحزب على رئيس الحزب. لقد استنجدوا بغير ذي حول ولا قوة.
{ (عربي 21)
copy short url   نسخ
24/09/2020
1471