+ A
A -
الدوحة-الوطن
أقامت السفارة الصينية في الدوحة احتفالا بالذكرى الـ71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية بحضور كل من سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، وسعادة السفير إبراهيم فخرو، مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وسعادة علي إبراهيم أحمد، سفير دولة إريتريا، عميد السلك الدبلوماسي، وعدد من السفراء والإعلاميين.
وخلال كلمته في الحفل قال سعادة السفير تشو جيان سفير جمهورية الصين الشعبية في الدوحة إن هذا العام سيسجل في سجل التاريخ، حيث إن جائحة كوفيد -19 المفاجئ تجتاح العالم، ويتعين على الصين وقطر، إلى جانب جميع دول العالم، اتخاذ الخيارات الصحيحة لتحقيق تطلعات شعوبها في هذا الاختبار غير المسبوق في تاريخ البشرية والصين، بصفتها الدولة الأولى التي واجهت الجائحة، فلديها عدة خيارات، فقد اختارت الصين أن تتحمل المسؤولية بشجاعة لا مثيل لها، حيث قام فخامة الرئيس شي جينبينغ بتوجيه وتخطيط المعركة ضد الجائحة شخصيا، ووضعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خططًا شاملة وعلمية، وأغلق ممرات مغادرة مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، وجهز أكثر من 340 فريقًا طبيًا وأكثر من 40.000 من الكوادر الطبية من جميع أنحاء البلاد، وأمر ببناء مستشفيين في غضون 10 أيام فقط.
وكرس أكثر من 52 مليون عضو من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني أنفسهم في هذه الجهود، بل وضحى حوالي 400 منهم بأرواحهم، وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وقامت الصين بسرعة السيطرة على الجائحة، ثانيا، اختارت الصين مبدأ الشعب والأرواح أولا. لا شيء أغلى من حياة الإنسان. وبفضل الـ76 يومًا من إغلاق ووهان، تم تقليل حالات الإصابة في الصين بما لا يقل عن سبعمائة ألف حالة.
وعالجنا المرضى بأقصى درجة من الحرص، ففي مقاطعة هوبي وحدها، تم علاج أكثر من 3000 مريض تجاوزت أعمارهم ثمانين سنة، وتكفلت الحكومة بتغطية نفقاتهم الطبية، بما يعادل 12000 ريال قطري للفرد. ووفقًا لمجلة ((ذا لانسيت))، إحدى المجلات الطبية الأكثر مصداقية في العالم، فقد أنقذت الحكومة الصينية عشرات الآلاف من الأرواح، لذلك فإن تجربة الصين تستحق الدراسة.
ثالثًا، اختارت الصين المنهج المتناسق لتحقيق التوازن بين السيطرة على الجائحة والتعافي الاقتصادي. مع التحسن المطرد في الوضع، فقد سعت الصين إلى إعادة العمل والحياة، وزاد الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 3.2 % في الربع الثاني من هذا العام، مما يجعلها أول اقتصاد رئيسي يسجل نموًا إيجابيًا. حاليا، وقد عاد الطلاب إلى المدرسة، واكتظت المواقع السياحية بالسياح، وتم فتح دور السينما، وعاد المجتمع الصيني يفعم بالحيوية، وبفضل الانتعاش الاقتصادي، يمكن للصين تحقيق هدف الحد من الفقر في خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030 قبل الموعد المحدد بـ10 سنوات بما سيعطي الاقتصاد العالمي فرصة أفضل للانتعاش.
رابعا، اختارت الصين المساهمة في التعاون الدولي. إن الصين، مستشرفة رؤية مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، تتصرف بطريقة منفتحة وشفافة ومسؤولة، وأبلغت منظمة الصحة العالمية بالفيروس وأصدرت تسلسل الجينوم في أسرع وقت ممكن. دعا الرئيس شي جينبينغ إلى التعاون الدولي ضد الجائحة، وأعلن أن الصين ستقدم 2 مليار دولار من المساعدات الدولية علي مدار العامين المقبلين. إن لقاح كوفيد- 19 الصيني الصنع والموزع عالميا بمجرد توفره، سيصبح منتجا عاما عالميا، بما يسهم بالجهود الصينية في تمكين الدول النامية من استعمال اللقاح بالسعر المقبول. تتبادل الصين الخبرات في مجال الوقاية والسيطرة والتشخيص والعلاج مع أكثر من 180 دولة و10 منظمات دولية وإقليمية، ومنحت دفعتين من المساعدات النقدية قيمتها الإجمالية 50 مليون دولار أميركي إلى منظمة الصحة العالمية لدعم عملها، وأرسلت 34 فريق خبراء إلى 32 دولة، وقدمت 283 دفعة من المساعدات الطبية إلى 150 دولة و4 منظمات دولية، إضافة إلى أنها صدّرت معدات الوقاية الشخصية إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة.
باختصار، فإن الصين شاركت رؤيتها وتجاربها وممارساتها المفيدة مع العالم لمكافحة الجائحة.
شراكة استراتيجية
وأضاف السفير الصيني ان الصين وقطر شريكان استراتيجيان. نحن معًا في السراء والضراء. فما هي خياراتنا المشتركة؟ الجواب يكمن في أربع نقاط.
النقطة الأولى: هي تبادل الثقة، في أصعب الأوقات في معركة الصين ضد كوفيد -19، فقد اتصل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بفخامة الرئيس شي جينبينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، مؤكدا ثقة قطر الكاملة في قدرة الصين في التغلب على الوباء، واستعداد قطر لمساعدة الصين. وفي اللحظة الحاسمة في مكافحة قطر للفيروس، أجرى مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي مكالمة هاتفية مع سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، معربا عن ثقته في انتصار قطر النهائي في محاصرة تفشي الفيروس، مجددًا أن الصين ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة قطر، وتمنح الصين وقطر بعضهما البعض الثقة والدعم لأجل دحر الجائحة.
أما النقطة الثانية: فهي «التضامن»، فلقد تبرعت الحكومة القطرية، إلى جانب بعض الشركات القطرية، بـ 300 طن من الإمدادات الطبية بما في ذلك الأقنعة الجراحية والمطهرات للصين، حيث قامت الخطوط الجوية القطرية بإيصالها إلى الصين من خلال شبكة الطيران العالمية مجانًا، وعملنا على التسهيل العاجل في شراء قطر 4 ملايين قناع جراحي و640 ألف زجاجة مطهر من الصين على وجه السرعة.
وقدم الدكتور تشونغ نانشان، كبير الخبراء الصيني، كل ما في جعبته من الخبرات المتراكمة لنظرائه القطريين. تبرعت الشركات الصينية العاملة في قطر بمليون زوج من القفازات الجراحية و7000 طقم من العباءات الواقية إلى قطر، مما ساهم في نصر قطر على مكافحة الوباء.
أما النقطة الثالثة فهي «التناسق» حيث تتشارك كل من الصين وقطر سويا بنشاط في التعاون الدولي معًا ندعم منظمة الصحة العالمية في لعب دور رائد في معركة العالم ضد الوباء، معا نعارض تسييس الوباء أو وصم الفيروس، معًا نقدم الدعم للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، معا نشهد الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي توصل إلى بيان مشترك من الصين والدول العربية حول التضامن ضد كوفيد -19. قدمت قطر لأكثر من 20 دولة إمدادات طبية، وتبرعت بـ 140 مليون دولار للمؤسسات الطبية الدولية متعددة الأطراف، وساعدت المواطنين وراء البحار على العودة إلى بلدهم بأمان، ونشيد بصدق بالحكومة القطرية على اهتمامها بسلامة شعبها.
أما النقطة الرابعة فهي «التعاون»، فقد أحرز التعاون بين الصين وقطر في إطار الحزام والطريق تقدما رغم تفشي الوباء، ووقع البلدان عقدًا لبناء سفن للغاز الطبيعي المسال، والذي كان يدعم إلى حد كبير مشروع توسعة إنتاج الغاز الطبيعي «مائة سفينة»، ان شركة الصين لبناء السكك الحديدية المحدودة عملت على بناء ملعب لوسيل دون توقف، من أجل ضمان نجاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
copy short url   نسخ
24/09/2020
2290