+ A
A -
قال سعادة السفير عمر البرزنجي، سفير جمهورية العراق لدى دولة قطر، إن المتابع لخطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة في العديد من المناسبات -كما عودنا- يتأكد دائماً أنها خطابات تتصف بالحكمة والعقل مبنية على القيم التي نشأت عليها دولة قطر الشقيقة من خلال مبادئها الإنسانية السمحة، إذ تتصف خطاباته وهنا نشير إلى خطاب سمو الأمير في الجلسة الافتتاحية للمناقشة العامة للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، (التي عُقدت عبر الاتصال المرئي) باختيار الكلمات التي يرغب في طرحها، ما ينم عن حنكته وحرصه على طمأنة شعوب المنطقة في بادئ الأمر وشعوب العالم أجمع في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، والتي تصادف أيضاً الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، وشرح المفاهيم التي خرجت من الاجتماع الرفيع المستوى بذكرى تأسيس الأمم المتحدة والذي اضطلعت به دولة قطر بالشراكة مع مملكة السويد بتيسير المفاوضات الدولية لاعتماده، وهو (إعلان قادة العالم) الذي يشكل وثيقة تاريخية تعكس إجماع المجتمع الدولي على بلورة موقف موحد حيال التحديات المشتركة وتحقيق الأهداف السامية للأمم المتحدة.
كما تجدر الإشارة إلى أن صاحب السمو وكأي قائد محب لوطنه وشعبه لم ينسَ بالتأكيد إيصال رسالته الخاصة بوطنه الأم وتذكير المجتمع الدولي بما يمر به البلد وهنا نشير إلى (الأزمة الخليجية) وما تمر به الشعوب من تحديات وأزمات جراء الخلافات التي من الممكن وصفها بخلاف الأخوة، إذ لا بد أن يأتي اليوم الذي قد تطوى فيه صفحة الخلافات والعودة إلى اللحمة الأخوية ورص الصفوف من جديد، من خلال الشرح الوافي لخطاب سمو الأمير وإيمانه بالثوابت التي تقوم عليها سياسة دولة قطر الشقيقة القائمة على احترام أحكام ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لا سيما مبدأ احترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، فضلاً عن تأكيده على أن الحوار القائم على المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول هو السبيل لحل هذه الأزمة، ومساعي الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء هذه الأزمة.
كما أن الدليل على الترابط الأخوي للبلدان الشقيقة ظهر جلياً في خطاب صاحب السمو من خلال اهتمامه بالقضية الفلسطينية التي تعد الشغل الشاغل لأمتنا العربية والإسلامية وتأكيده بأن هناك إجماعا دوليا على عدالة القضية الفلسطينية بالرغم من عجز المجتمع الدولي في مواجهة تعنت الكيان الإسرائيلي واستمراره في احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية والتوسع المستمر في سياسة الاستيطان وفرض سياسة الأمر الواقع، ما يعد انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.
ومن الملاحظ أيضاً أن سمو الأمير دائما ما يُذكر المجتمع الدولي بدور دولة قطر الشقيقة وموقفها الثابت والتزامها بالعمل مع الأمم المتحدة ودعم مبادئها، سيما بعد أن تكللت جهود دولة قطر مع شركائها الدوليين بالنجاح في عقد مفاوضات السلام الأفغانية - الأفغانية التي بدأت في الثاني عشر من شهر سبتمبر الجاري في الدوحة، وقبلها الجهود والوساطة القطرية في توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في شهر فبراير الماضي.
وفي موضوع الإرهاب الذي يُعد أحد أبرز التحديات التي يواجهها العالم لما يمثله من تهديد حقيقي للسلم والأمن الدوليين، أكد سموه أن بلاده مهتمة بالتصدي لتلك الظاهرة ومعالجة جذورها .. وختاماً، لم ينسَ صاحب السمو تذكير المجتمع الدولي بمواجهة وباء كورونا (كوفيد- 19) وتداعياته السلبية غير المسبوقة في مختلف الجوانب على الأرواح واقتصادات الدول.
copy short url   نسخ
23/09/2020
741