+ A
A -
كتب - محمد أبوحجر
نظمت جامعة قطر ملتقاها السنوي للعام الجامعي 2020 حيث تضمن هذا اللقاء السنوي كلمة ترحيبية للدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس الجامعة، إضافة إلى توزيع عدد من الجوائز على المتميزين في المجالات الأكاديمية والإدارية وخدمة المجتمع.
وفي كلمته بالمناسبة، قال الدكتور حسن بن راشد الدرهم إنه إذا كان العام الجامعي الحالي شهد حدثا غير مسبوق تمثل في ظهور جائحة كورونا (كوفيد - 19) كوباء عالمي أثر على كل دول العالم وجعل كل الدول تتعامل معه وفق مقاربات وخطط تختلف من بلد لآخر، فإن جامعة قطر قد أعدت خطة محكمة وناجعة وفق الاستراتيجية العامة التي أقرتها حكومة دولة قطر للتعامل مع الوباء، حيث سعت الجامعة لتخفيف آثار الكارثة وفق أفضل الطرق الممكنة لمتابعة الجامعة عملها في مجالات التدريس والبحث العلمي والحياة الطلابية والموارد البشرية.
وفي هذا الإطار، أقرت الجامعة خطة قائمة على عدم الاعتماد على الأساليب التقليدية المتبعة في عملية التعليم والتعلم كأثر للجائحة، وانتقلت إلى تطبيق أساليب التعليم عن بعد عبر المنصات الإلكترونية المختلفة وبناءً على التغذية الراجعة من مختلف الأطراف المعنية بالعملية التعليمية. وقد قامت الجامعة بدراسة الممارسات المطبقة في الجامعات المختلفة حول العالم فيما يتعلق بطريقة رصد نتائج الطلاب بالتعاون مع الكليات المختلفة وقطاع شؤون الطلاب، وإدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات، وتم بناء على ذلك إعداد ملخص لعدة خيارات، نجحت الجامعة في تطبيقها وضمان انسيابية العملية التعليمية في الجامعة.
وأضاف الدكتور الدرهم أن جائحة كورونا لم تؤثر على سعي الجامعة لرفع تصنيفها السنوي كإحدى أفضل الجامعات على المستوى العالمي والإقليمي حيث احتلت جامعة قطر مركزًا من بين أهم 350 جامعة دولية وفقًا لتصنيفات تايمز للتعليم العالي (THE) للجامعات العالمية لعام 2021، محققة تقدمًا بـ 90 مرتبة عن نسخة العام الماضي من ذات التصنيف، حيث أظهرت النتائج أن الجامعة قفزت إلى ما بين المرتبة 301-350.
وقال رئيس الجامعة إن جامعة قطر حققت خلال السنوات السابقة إنجازات مهمة مكنتها من تنفيذ مشروع إصلاح وتطوير شامل إدارياً وأكاديمياً، حيث تمكنت الجامعة من تحقيق الاعتماد الأكاديمي الدولي لأغلب برامجها، وانتقلت من كونها جامعة متمحورة على التعليم والتعلم للمرحلة الجامعية الأولى، إلى جامعة شاملة تعنى بالتدريس والبحث وخدمة المجتمع، والدراسات العليا.
وتحرص جامعة قطر على أن تبقى رائدة التعليم العالي في الدولة بصفتها مؤسسةً وطنيةً لها رسالتها التعليمية والاجتماعية الفريدة التي تميزها عن غيرها من مؤسسات التعليم العالي الأخرى العاملة في الدولة، وذلك من خلال التركيز بشكل مكثف على مراجعة البرامج الأكاديمية ووضع الخطط اللازمة لضمان جودة التعليم ومخرجات التعلم والتأثير البحثي والمشاركة المجتمعية.
يعتبر التعليم والتعلم والعمليات المرتبطة بهما صُلب مهمة الجامعة وسبب وجودها، وتهدف الجامعة إلى اتساقها مع الأولويات الوطنية الرئيسية في التعليم كالتركيز على بناء القدرات الوطنية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وكذلك تعزيز فرص الحصول على التعليم لجميع المواطنين القطريين.
كما انتهت جامعة قطر من وضع الأطُر الرئيسية التي تعتبر أحد الأسس الاستراتيجية لإحداث النقلة وعملية التحول في التعليم والتعلم.
وأوضح الدكتور الدرهم أن المرونة من عوامل التميز في استراتيجية التعليم والتعلم ضمن استراتيجية جامعة قطر 2022 والقدرة على التكيف مع المتغيرات، فقد سعت الجامعة لزيادة مرونة الفرص التعليمية والتدريبية عن طريق الدورات والمقررات والبرامج عبر الإنترنت.
وفي مجال البحث العلمي، أكد رئيس الجامعة أن استراتيجية جامعة قطر تهدف إلى أن تكون الجامعة الخيار المفضّل للباحثين، كما يقترن التميز في التعليم في رؤية جامعة قطر بالتقدم في البحث العلمي، وقد انعكست هذه الخيارات على توجهات الجامعة وأولوياتها، حيث أظهرت الجامعة زيادة في إنتاجيتها البحثية وفقاً للمقاييس الوطنية وبعض المقاييس المقارنة الأخرى للأداء، مع تميز الإنتاج البحثي بالتنوع وعدم اقتصاره على التخصص.
وقد انتهت الجامعة من وضع خطة الأولويات البحثية الشاملة لجامعة قطر مع تفصيل آليات تنفيذها، بالتعاون مع الوحدات الأكاديمية في الجامعة بحيث تتماشى مع رؤية قطر 2030 وتستجيب للتحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي تواجهها الدولة. كما تعمل الجامعة الآن على جملة من المبادرات الاستراتيجية التي من شأنها تحقيق التميز في البحث العلمي بالتركيز على أن تكون عملية البحث العلمي جزءاً أساسياً من عملية التعلّم للطالب.
ويعمل القطاع البحثي في الجامعة على إنشاء منصات بحثية متميزة تعنى باتجاهات بينية محددة تنسجم مع الأوليات البحثية وتستند إلى قدرات جامعة قطر البحثية سيتم الإعلان عن بعضها خلال الأسابيع القادمة. وعملت الجامعة خلال الفترة الماضية على مراجعة وتطوير السياسات والقواعد الإرشادية للبحوث والدراسات العليا وتطوير عدد من البرامج المتخصصة مثلاً (أبحاث كوفيد - 19) والبرامج البينية وكذلك التركيز على تطوير عملية التمويل البحثي.
وفي مجال الشراكات المجتمعية، قال الدكتور الدرهم إن الجامعة تقوم بمراجعــة وتقييــم الشــراكات الاســتراتيجية القائمــة للجامعــة ومحاولــة تعزيــز مخرجاتهــا وتفعيــل المتعثــر منهــا وزيــادة فــرص حضــور الجامعــة فــي المحافــل والمنصــات الدوليــة المحققــة للإثــراء المتبــادل والمعــززة لبنــاء وتطويــر المشــاريع المشــتركة، من خلال تنويــع حزمــة الشــراكات الاســتراتيجية مع الجهات المعنية وأصحاب المصلحة لتشــمل القطــاع العــام، والقطاع الخــاص والصناعــة لتعزيز نقل التكنولوجيا وفرص التمويل للبحث والتطوير والأنشطة الريادية في الجامعة، حيث قامت الجامعة بالتوقيع على 74 اتفاقية مع وزارات وهيئات ومؤسسات وجامعات في الدولة وخارجها.
ومع مراجعة الوضع الحالي، تبيّن أن الجامعة قد تمكنت من إدارة المتغيرات والأزمات خلال السنوات الثلاث الأخيرة وما تخللها من حصارٍ جائر ومواجهة وباء عالمي بسبب المرونة التي اكتسبتها وكفاءاتها وكوادرها الأكاديمية والإدارية، التي تحرص الجامعة على استبقائهم وجذب المزيد منهم. كما ساهم الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية في سرعة تحوّل نظام التعليم من التقليدي إلى نظام التعليم عن بعد واستمرارية العمل الأكاديمي والإداري بسلاسة رغم التحديات في بداية التحول.
ومع المتغيرات المختلفة، تبقى جامعة قطر الخيار المفضل في التعليم للكثير من خريجي الثانوي لما تقدمه من جودة في البرامج الأكاديمية المتنوعة والشاملة ولسمعتها بأنها الجامعة الوطنية الأم، مما عزز ثقة الكثير من أصحاب العمل في مخرجاتها التعليمية، حيث إن 60 % من خريجي الثانوي يفضلون الالتحاق بجامعة قطر حسب نتائج استبانة ربيع 2020. كما تبقى الجامعة المرجع الرئيسي كبيت خبرة للاستشارات الإدارية والأكاديمية لدى صنّاع القرار وقادة المؤسسات في البلاد بسبب الخبرة المتراكمة عبر السنين.
وتحدث رئيس الجامعة عن أهم التحديات التي تواجه جامعة قطر حيث بيّنت عملية التقييم الذاتي لإدارة الجامعة أن هناك تحديات متجددة وجديدة، فالتحديات المتجددة التي تعمل الجامعة جاهدة على تخطيها هي: أعداد الطلاب القطريين وضرورة جذبهم واستقطابهم للالتحاق بالبرامج الأكاديمية، وكذلك استبقاؤهم، ولاسيما القطريين الذكور. وكذلك تحدي معدل زمن التخرج للطلاب في الجامعة الذي مازال العمل قائماً على تقليصه. كما أن نقص الكفاءات الوطنية الأكاديمية والإدارية من أهم التحديات التي تواجهها الجامعة بسبب الوضع القانوني الذي يؤثر على قدرة الجامعة في أن تكون لها سياستها الخاصة بالموارد البشرية التي تمكنها من استقطاب قيادات إدارية متميزة. وكذلك يؤثر نقص الموارد المالية وعدم تنوعها على تطوير التجربة التعليمية والطلابية واستمرارية العمليات التشغيلية والتعليمية وتطوير وتأهيل الموارد البشرية كما تقتضيه مقومات النجاح في تحقيق استراتيجية الجامعة، كما قد يؤثر مستقبلا على مركز الجامعة في التصنيفات العالمية.
copy short url   نسخ
22/09/2020
610