+ A
A -
عشية الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة، أكد خبراء لجمهور مناظرات الدوحة في جميع أنحاء العالم، أن الأمم المتحدة والعديد من المؤسسات العالمية، بحاجة إلى إجراء إصلاح جذري أو تغيير من أجل التصدّي بشكل أفضل للتحديات الأكثر صعوبة.
جمعت المناظرة التي جرت افتراضيًا، وهي الفعالية الأولى التي تركز على الحلول في برنامج مؤسسة قطر لأسبوع الأهداف العالمية 2020، متحدثين بارزين من تركيا واليونان وليبيريا، إلى جانب لجنة دولية من حكام المناظرات الشباب، بما في ذلك طلاب مؤسسة قطر.
ناقش المتحاورون تنوّع درجات التغيير التحويلي، ووصفوا المؤسسات العالمية الحالية بأنها حسنة النية ولكنها أضحت ضعيفة وعاجزة بشكل متزايد.
من جهتها، حثت ليما غبوي، المدافعة عن حقوق المرأة الليبيرية والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011، القادة على إصلاح المؤسسات الدولية بدلًا من إلغاءها وإنشاء أخرى. وقالت «نحن بحاجة إلى البدء ببناء الأمم المتحدة من الأساس، وليس إنشاء أمم متحدة جديدة. إن أساس إنشاء الأمم المتحدة يتمحور حول الناس، وقيمة الأمم المتحدة لا تزال قائمة». وأضافت «لن تعمل أي مؤسسة جديدة أو تلعب دورًا أفضل من أي مؤسسات حالية إن لم تكن قيم الحياة الإنسانية، قيم المساواة، وقيم العدل أساسية في صلب عملها».
بدورها، قالت الكاتبة والمعلقة السياسية التركية إيس تيملكوران، إن المؤسسات العالمية فقدت مكانتها الأخلاقية العالية ومصداقيتها، تاركة فراغًا «يملأه حاليًا قادة العالم ذوو الميول الفاشية الذين يلعبون بمصائر الناس من خلال صفقاتهم الشخصية». أضافت إن هؤلاء القادة «يتلاعبون بالمؤسسات الديمقراطية بسهولة أكبر وأكثر خطورة مما نتخيله»، ودعت إلى «تحالف دولي من الحركات الشعبية»، وقالت «نحن بحاجة إلى جمع الحركات حول العالم وجعلها تتواجد حيث اتخاذ القرارات الكبيرة. يجب أن نعيد تعريف السلطة، حتى لا تفسد بسهولة».
بدوره، رأى يانيس فاروفاكيس، وزير المالية اليوناني السابق، والعضو الحالي في البرلمان، بأن المؤسسات العالمية الحالية معطلة ولا يمكن إصلاحها ويجب تغييرها. وقال «كل تحد كبير تواجهه البشرية، من تغيّر المناخ وعدم المساواة المزعجة أو التي لا تُحتمل، إلى الديون المستحقة أو الديون غير المدفوعة والهجرة غير الطوعية - هي مشاكل عالمية تحتاج إلى حلول دولية. نحن بحاجة أكثر من قبل إلى مزيد من الحوكمة العالمية». وقال إن الحل المنطقي الوحيد هو «خطة جديدة ومؤسسات جديدة - أقل من ذلك لا يمكنه إنقاذ البشرية من المعاناة غير الضرورية وتغيّر المناخ».
وفي فقرة «المجلس» من البرنامج الذي يركز على الحلول، أشار موصل الحوار الدكتور غوفيندا كلايتون، إلى أن «معظم المتحاورين ركزوا على الموضوع الأشمل وهو ضرورة التغيير. إذ لم يلْمح أحد إلى أن النظام الحالي يعمل بالطريقة التي نرغب بها، أو أن الوضع الراهن مقبول بأي شكل من الأشكال. كذلك، رأينا إجماعًا حول حقيقة أنه لا ينبغي تخريب النظام الدولي الحالي». ومضى يقول إنه أراد أن يرى «نقاط إجماع حول الشكل الذي قد تبدو عليه المؤسسات العالمية الجديدة، وكيفية إلهام الشباب لدعم هذا النوع من الإصلاحات».
خلال البرنامج، صوتت لجنة تحكيم مكوّنة من عشرات الشباب من جميع أنحاء العالم، مرتين، على مزايا نقاشات المتحدثين في المناظرة. خلال الجولة الأولى من التصويت، كان لموقف فاروفاكيس صدى أكبر لدى جمهورنا الافتراضي بنسبة 39.67 بالمائة من الأصوات، فيما جاءت غبوي في المركز الثاني بشكل متقارب بنسبة 36.87 بالمائة، وحلت تيملكوران في المرتبة الأخيرة بنسبة 23.47 بالمائة. في الجولة الثانية من التصويت، نجحت غبوي في تغيير رأي لجنة التحكيم لصالحها، وحصلت على 40.77 بالمائة من الأصوات، فيما حصل كل من فاروفاكيس وتيملكوران على 29.77 بالمائة و29.45 بالمائة على التوالي.
شملت حلقة المناظرة التي بُثت مباشرة، أسئلة المشاهدين من الشباب في قطر وأفغانستان ونيجيريا وكوريا الجنوبية. وسألت ناتاشا داس، رئيسة جمعية المناظرات بجامعة نورثوسترن في قطر الشريكة لمؤسسة قطر، فاروفاكيس «كيف يمكننا حلّ مشكلةٍ مثل تغيّر المناخ فيما أنظمتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تبدو مصممة لمقاومتها؟»
رد فاروفاكيس باقتراح «منظمة بيئية طارئة جديدة تدعمها المؤسسة البديلة لصندوق النقد الدولي،» كما حثّ على «تحوّل كبير في الثروة المالية من الجزء الشمالي من الكرة الأرضية إلى الجزء الجنوبي بشكل يموّل الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر الذي يحتاجه المناخ، بينما في الوقت نفسه يُصار إلى استحداث وظائف نوعية جيدة من شأنها رفع مستوى معيشة الفقراء».
شاهد المناظرة مباشرة أكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم، معظمهم من تركيا والبرازيل وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة. يمكن مشاهدة الحلقة الآن عند الطلب عبر منتدى مناظرات الدوحة من خلال صفحات تويتر وفيسبوك ويوتيوب.
copy short url   نسخ
22/09/2020
388