+ A
A -
أحمد الربيعي كاتب عراقي
في الأشهر القليلة الماضية، وضع فيروس كورونا التوتر بين الحب والخوف على أعتاب بيوتنا. فجأة، وجدنا أنفسنا نعيش في زمن انتشار مرض يهدد الحياة. لقد عطل كل جزء من حياتنا. كيف نوازن بين الحب والخوف؟ الجواب، بالطبع أن تكون حكيماً وآمناً ولا تدع الخوف يسيطر على قلوبنا. ومع ذلك، وبقدر وضوح الإجابة، فإن العيش في الواقع الذي يشير إليه ليس بالأمر السهل. هناك الكثير من الخوف والعديد من الأسباب المشروعة لذلك، وهو ما يقودني إلى السؤال: كيف نصارع ونعيش مع الخوف؟ أولئك الذين يتمسكون بطريقة أو بأخرى بالموروث الديني قد يدركون أنه سؤال أساسي للتعليم الديني. في النصوص الدينية المقدسة، يتم تناول دور الخوف في الحياة كثيرا.
تعتبر عبارة «الخوف» واحدة من أكثر العبارات شيوعاً في الكتب المقدسة. لا تخف لا تخافا لا تخافوا، كما هو العديد من أشكال هذه الكلمة يظهر في العديد من المواقف. في التقليد الإسلامي والمسيحي، التحذير من عدم الخوف هو موضوع مهم وثابت.
كما كان هناك في البداية عندما قال الملاك الذي شهد وضع مريم لعيسى عليه السلام، «لا تخافي». جاءت هذه الكلمة في الرواية للقصة في الموروث الإسلامي والمسيحي مع بعض الاختلافات طبعاً.
تذكرنا الرسالة المستمرة بعدم الخوف كيف يمكن أن يكون الخوف الحقيقي في حياة الإنسان. لن تكون هناك حاجة للقول مراراً وتكراراً، «لا تخافوا» إذا لم يكن الخوف رفيقاً عادياً في العديد من رحلات الحياة. الخوف حقيقي. إذا كان الأمر كذلك: الخوف من أن شيئاً ما أو شخصاً ما قد يؤذينا، أو الخوف من اقتراب الأذى من شخص نحبه، أو الخوف على مستقبل الكوكب أو الخوف الهادئ من أننا بطريقة ما لسنا جيدين بما فيه الكفاية، إذن الخوف حقيقي.
الفيروس خطير، إنه شيء يجب أن نخاف منه، شيء يجب أن نتعامل معه بجدية.. من الطبيعي أن يكون لدينا الكثير لنخافه، لكن يجب ألا ندع للخوف الكلمة الأخيرة ويسيطر على حياتنا.
{ (عربي بوست)
copy short url   نسخ
22/09/2020
187