+ A
A -
ســـهام جاســـمتتوالى الأيام وتتتابع كسابقاتها...
لم يتغير شيء بعد.. ولا أدري إلى متى ستبقى الأمور على ما هي عليه..
{ ما الجــديد..؟
جاء يومٌ آخر وكأنّه عبءٌ زمنيٌ ليس إلا، نسعى فيه إلى الوجهة نفسها تلك التي حددناها مسبقاً بأهداف وأفكار كانت قد حطت في رؤوسنا مسبقاً أيضاً ومازالت على ما هي عليه لم تتغير..! بل إننا لم نصل بعد للإحساس بالحاجة إلى تغييرها على الرغم مما سببته لنا من عراقيل ولكن كان ينبغي على الآخرين استيعابنا واحتواؤنا لكنّهم على ما يبدو لم يدركوا ذلك حتى اللحظة..!
{ ما الجـديد..؟
الوجوه تتغير، تبدو لك حيناً أنّها وجوهٌ أخرى جديدة غير تلك التي ألفتها عيناك ولكنّهم في الواقع متشابهون وكأنّهم شخصٌ واحد في حينٍ يزعمون فيه أنّهم مختلفون..
لا لست أطلب من الجديد تغيير الهيئة والمظهر إنّما لماذا لا يكفون عن استنساخ أنفسهم؟ لماذا تتكرر النسخة نفسها للشخصية الواحدة...؟
{ ما الجــديد..؟
ينالون ممن أرادوا النيل منه بألسنتهم اللاذعة يزيفون الكثير من الحقائق بكلّ ما يمتلكه كذبهم من صلافة ثمّ يمثلون أمامك برداء المظلوم بغية إنصافك وانضمامك لصفهم، لتكتشف بعدها أنّهم أسوأ بكثير من الذين نالوا منهم يوماً ما بعد أنْ أذاقوك شيئاً من ضيمهم، أولئك الذين مثلوا أمام عدلك الذي لم يعتدْ أن يتبيّن ويتحرى الدقة فيما يحكم ويقضي، أولئك الذين كانوا فيما مضى مغبونين..!
{ ما الجـــديد..؟
اختلفت بالأمس مع أحدهم، واليوم كذلك اختلفت، وغداً ستختلف أيضاً مع آخر وبعد غدٍ ستختلف مع غيره لا شيء يمنع أو حتى يحول من تكرار حدوث ذلك البتة يا صاح إنّك ستعود لتختلف مع هذا وذاك وتلك لتكتشف بعدها أنّك ما عشت إلا لتختلف وما جدوى أن نتشابه سنغدو مملين جداً، إذن دعنا نعيش لنختلف لعلنا نأتي بذلك الجديد..!
{ ما الجـــديد..؟
أدركتَ مؤخراً أنّ هنالك من لم يكن مستحقاً لكلّ حبك واحترامك وثقتك وأنّ تلك المعاني النفيسة لم تكن متبادلة كما ظننت بل كان يبطن لك خلافها تماماً، تألمت كثيراً ثمّ ازددت يقيناً بأنّك تمتلك قلباً بريئاً نادراً ورقيقاً جداً برقة ضوء القمر وهو يُحاولُ عبثاً أنْ يجد له مكاناً في قلب الليل المظلم كظلمة أولئك الموبوئين الذين لم يقدروا صنيعك، عاهدت نفسك بعدها على عدم تبادل تلك النفائس المعنوية مع أحد وقررت أنْ تكون بوجهين مثلهم، وتمكنت في الوقت نفسه من الإبقاء على ظنّك بأنّك صاحب الخصال الحميدة المختلف عنهم..!
{ ما الجــديد..؟
تكررت الأيام ومرّت مثيلاتها محافظةً على رتابتها، لم تختلف بعد، بحثت عن الجديد فيها ولكنّك لم تجده مطلقاً، وأظنّ أنّك لم تعد قادراً على رؤيته، أيقنت بعدها أنّه من الصعوبة أنْ تجد ذلك الجديد الذي تبحث عنه في الأيام وفي الناس ما دامت النظرة تتكرر وما دمت تستخدم المنظار نفسه ذاك القديم البالي..
{ ما الجـــديد..؟
عن ذلك الجديد الذي تترقبه لا تسلني ما دمت تعيد إصدار نسخة ذلك الإنسان البدائي القديم المتكرر من خلالك بالرغم من قدرتك على رؤية كلّ تلك العيوب ورصدك الدقيق لتكرارها المتواصل أتظن أنّ مجرد بلوغك لتلك المعرفة سيشفع لك يوماً ما...!
لا أبداً، رجاءً بدد كلّ تلك الظنون !
كلمــة أخيــــرة
اتركها للفيلسوف أفلاطون يقول:
أسوأ أمراض الإنسان هو عيبٌ ورثه بالولادة، عيبٌ يغفره لنفسه كلٌّ منّا ولا يحاول التخلص منه: إنّه الاعتزاز بالنفس أو الأنانية..
copy short url   نسخ
21/09/2020
2321