+ A
A -
تشارك مؤسسة حمد الطبية في الاحتفال بالشهر العالمي للزهايمر وهو شهر سبتمبر من كل عام، وتقام الفعاليات التوعوية هذا العام تحت شعار موضوع الحملة العالمية «لنتحدث عن الخرف» بهدف زيادة الوعي المجتمعي حول مرض الخرف. وتتواصل جهود تطوير خدمات رعاية المسنين ورفع الوعي بمرض الزهايمر في دولة قطر، وفي هذا الإطار أشارت الدكتورة هنادي الحمد- قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل إلى أنه قد تم إطلاق خدمة «راحة» وهي خط مساعدة وطني لتقديم الدعم والاستشارات لمرضى الزهايمر وأفراد أسرهم مع ضمان المحافظة على السرية والخصوصية.
ويطلق مصطلح مرض الخرف بشكل عام على تدني القدرات العقلية بشكل حاد لدرجة تؤثر على الحياة اليومية للمريض. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يبلغ عدد المصابين بالخرف نحو 50 مليون شخص حول العالم، حيث تصاب حالة جديدة بالمرض كل ثلاث ثوانٍ في العالم، ويقدر عدد حالات الإصابة الجديدة بهذا المرض بنحو 10 ملايين حالة كل عام.
وقد أجرت الرابطة العالمية للزهايمر العام الماضي إحدى أكبر الدراسات العالمية على الإطلاق حول مواقف وانطباعات الجمهور عن مرض الخرف، وذلك في إطار الجهود المستمرة للمساعدة في التوعية بمرض الزهايمر والحد من الوصمة الاجتماعية المرتبطة به. وقد شارك نحو 70 ألف شخص من 155 دولة حول العالم– بما فيها دولة قطر– في هذه الدراسة عن طريق إكمال الاستبيانات الخاصة بها. وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة في التقرير العالمي عن الزهايمر لعام 2019 تحت عنوان: «المواقف والانطباعات عن مرض الزهايمر». وقد تضمنت أبرز النتائج أن نحو 80 % من أفراد الجمهور يشعرون بالقلق من احتمالية الإصابة بالخرف في مرحلة ما من حياتهم، وأن واحداً من كل أربعة أشخاص يعتقدون أنه لا يوجد أي شيء يمكن القيام به لتجنب الإصابة بالخرف.
كما أفاد التقرير بأن 35 % من الأشخاص الذين يقومون برعاية أحد الأشخاص المصابين بالخرف من أفراد أسرهم حول العالم قد أخفوا تشخيص إصابة المريض بالخرف عن الآخرين. وذكر أكثر من 50 % من القائمين على رعاية مرضى الخرف حول العالم أن صحتهم قد تأثرت نتيجة مسؤوليات الرعاية الملقاة على عاتقهم وذلك على الرغم من تعبيرهم بشكل إيجابي عن مشاعرهم تجاه الدور الذي يقومون به من رعاية أقربائهم من مرضى الخرف. وأشار التقرير كذلك إلى أن نحو 62 % من كوادر الرعاية الصحية حول العالم يعتقدون أن مرض الخرف هو جزء طبيعي من عملية التقدم في العمر، كما أن 40 % من أفراد الجمهور يعتقدون أن الأطباء وكوادر التمريض يتجاهلون الأشخاص المصابين بالخرف.
وكشف تقرير الرابطة العالمية للزهايمر أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص حول العالم يعتقدون أنه لا يوجد وعي كاف في بلدهم حول مرض الخرف. وعلى الرغم من تنامي الآثار الإيجابية لحملة الشهر العالمي للزهايمر، إلا أن ضعف الوعي حول مرض الخرف والوصمة الاجتماعية المرتبطة به لا يزالان يمثلان تحدياً عالمياً.
من جانبها قالت الدكتورة هنادي الحمد- ممثل منظمة الصحة العالمية لرعاية كبار السن بدولة قطر، ومسؤول اتصال المرصد العالمي لمرض الخرف، وعضو تنفيذي بالرابطة الأوروبية لطب الشيخوخة: «على الرغم من تزايد مستوى الوعي بمرض الخرف حول العالم، وخاصةً في الدول ذات الدخل المرتفع، إلا أن مستوى فهم مختلف الجوانب المرتبطة بمرض الزهايمر تظل منخفضة، وهو ما يتسبب في كثير من الأحيان في تأثيرات سلبية على المرضى المصابين بالزهايمر، وأفراد أسرهم ومجتمعاتهم».
وأضافت الدكتورة هنادي: «غالباً ما يكون الأشخاص كبار السن من المصابين بالزهايمر يعانون من أمراض ومشاكل صحية أخرى تتطلب رعاية طبية، ولكن قد تتسبب أعراض الزهايمر في أن تكون عملية تقديم أبسط خدمات الرعاية لهؤلاء المرضى أكثر صعوبة. كما يحدث في كثير من الحالات أن تتأخر الأسرة في طلب الرعاية الطبية لقريبهم المصاب بالزهايمر أو تتأخر الأسرة في السعي لتشخيص المرض بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة به. وعلى الرغم من عدم وجود علاج شاف لمرض الزهايمر، إلا أن التشخيص المبكر قد يساعد أفراد الأسرة على الاستعداد بشكل أفضل للتعامل مع المرض والتأقلم مع تقدم مراحله. كما أن الكشف المبكر قد يساعدهم على التعامل بشكل فعال مع المشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها المريض». وأردفت الدكتورة هنادي الحمد بقولها: «قد يشعر القائمون على رعاية مرضى الزهايمر، والذين غالباً ما يكونون من أفراد أسرة المريض، ببعض الصعوبات بسبب التحديات المرتبطة برعاية مريض مصاب بمراحل متقدمة من أعراض الخرف الناتجة عن مرض الزهايمر، حيث إنهم غالباً ما يخجلون من طلب المساعدة أو المشورة في رعاية المريض إذا كان المريض هو أحد والديهم أو أحد أقربائهم المسنين. لقد قمنا بإطلاق خدمة راحة وهي خط مساعدة وطني لتقديم الدعم والاستشارات لمرضى الزهايمر وأفراد أسرهم مع ضمان المحافظة على السرية والخصوصية. ويمكن للراغبين الاتصال بخط المساعدة الوطني لمرضى الزهايمر وفقدان الذاكرة (راحة) على الرقم 40262222 من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 3 عصراً من الأحد إلى الخميس لتقديم استفساراتهم حول مرض الزهايمر أو فقدان الذاكرة».
ونظراً للقيود والتدابير الاحترازية المرتبطة بالتجمعات الجماهيرية بسبب فيروس كورونا (كوفيد 19) فسوف تتضمن الفعاليات للاحتفال بالشهر العالمي للزهايمرتنظيم ندوة علمية عبر الإنترنت لطلاب الجامعات وأعضاء الهيئات التدريسية.
والجدير بالذكر أنه قد تم اختيار اللون الأرجواني كشعار للحملة حول العالم تعبيراً على التضامن مع مرضى الزهايمر في مختلف أنحاء العالم، وسيتم في يوم 21 من شهر سبتمبر الجاري إضاءة عدد من المباني والمعالم الرئيسية في الدوحة وبالقرب من كورنيش الدوحة بهذا اللون.
copy short url   نسخ
20/09/2020
2281