+ A
A -
كتب - محمد الجعبري
اشتكى عدد من أولياء أمور طلاب المرحلة الثانوية من إلغاء وزارة التعليم والتعليم العالي نظام البكالوريا الدولية والثانوية البريطانية «I G»، وقالوا إن إلغاء نظام التعليم الدولي من المدارس الحكومية يضع مستقبل أكثر من 200 طالب يدرسون تلك الأنظمة في مهب الريح، وذلك بسبب عدم إمكانية هؤلاء الطلاب لاستكمال دراستهم.
وقالوا إن وزارة التعليم قامت بإبلاغ 7 مدارس حكومية ثانوية كانت تقوم بتدريس هذه الأنظمة الدولية، وأنه بداية من العام الأكاديمي المقبل سيتم إلغاء تدريس الثانوية البريطانية والدولية بتلك المدارس، وأنه بإمكان الطلاب الاكتفاء بدراسة الثانوية العامة القطرية أو الانتقال إلى مدارس دولية لاستكمال دراستهم على هذا النظام، مشيرين إلى أن هذا القرار يضع على كاهل أولياء الأمور أعباء مادية مرتفعة، حيث تبلغ تكلفة الطالب لدراسة إحدى هذه الأنظمة في المدارس الخاصة أكثر من 40 ألف ريال في العام الدراسي الواحد.
وطالب أولياء أمور الطلاب بأن تقوم وزارة التعليم بمد فترة دراسة البكالوريا الدولية والثانوية البريطانية، حتى إنتهاء الطلاب الذين يدرسون حاليا بجميع صفوف المرحلة الثانوية من دراستهم والحصول على شهادة الثانوية والالتحاق بالجامعة، مشيرين إلى ان هناك أكثر من 200 طالب سيتعرضون لمشاكل كبيرة فور إنهاء الدراسة بهذين النظامين في مدارس الدولة، ولن يكون بإمكانهم ولا بإمكان أولياء أمورهم أن ينقلوهم إلى مدارس أخرى.
من جهة أخرى، حاولت الوطن التواصل مع وزارة التعليم من خلال إدارة الإتصال والعلاقات العامة، للتعرف على وجهة نظر الوزارة فيما يثار من مواضيع مختلفة حول القضايا التي تمثل مشاكل امام المواطنين وأولياء الأمور، ولكن الوزارة أعرضت عن مد جسور التواصل مع الإعلاميين والصحفيين منذ فترة كبيرة، واكتفت بعدم الرد على اتصالات أو رسائل الصحف. وإذ تقدر الوطن ضغوط العمل على الوزارة خلال هذه الظروف الراهنة، فإنها تهيب بالوزارة ضرورة فتح خطوط تواصل مع الصحف والإعلام لتوضيح وجهة نظرها في قراراتها المختلفة الفترة الحالية، وإبراز الجهود المبذولة خلال الوقت الراهن لانتظام العملية التعليمية.
وبيّن عدد من التربويين أن تدريس هذه الأنظمة الدولية في مدارس الدولة هو نظام إثرائي في غاية الأهمية، ويعطي زخما كبيرا للمدارس الحكومية والمناهج الوطنية على المستوى الدولي، كما أنه يرفع من التقييم الدولي للنظام التعليمي لدولة قطر، ويجعله يرتقي لأعلى التقييمات الدولية، وهو ما يحدث كل عام في التقييمات الدولية لأنظمة التعليم بجميع دول العالم «بيزا - تيمز - بيرلز»، لافتين إلى أن وزارة التعليم كانت تعتمد بشكل أساسي على طلاب البكالوريا الدولية والبريطانية في اختبار «بيزا» الدولي، وهو ما كان يرفع تقييم النظام التعليمي بدولة قطر في هذا الاختبار، مشيرين إلى أن الاعتماد على هؤلاء الطلاب نظراً لتفوقهم وتدريبهم على تلك النوعية من الأسئلة الدولية الصعبة، كما أن نجاح الدول في اختبار «بيزا» يرفع من تقييمها الدولي.
وأوضحوا أن تدريس هذين النظامين الدوليين بمدارس الدولة ليس له أي تأثير سلبي على وزارة التعليم أو المدارس الحكومية أو حتى الأطقم التدريسية والإدارية بالمدرسة، كما أنه غير مكلف مادياً للوزارة، مشيرين إلى ان الطالب الذي يتلقى تعليم هذين النظامين، يدرس المناهج الوطنية خلال الفترة الصباحية وفق مناهج دولة قطر بالمدارس الحكومية، ثم يتلقى دراسة البكالوريا الدولية أو البريطانية بعد انتهاء الدراسة فترة بعد الظهر، كما أن الطلاب تقوم بتسديد رسوم الاختبارات.
صدمة لأولياء الأمور
وقالوا إنهم تفاجأوا بالقرار الذي أصدرته وزارة التعليم الذي صدر قبل نحو أسبوعين، كمان أن القرار صدم الطلاب وأولياء الأمور، حيث حاول أولياء الأمور التواصل مع مسؤولين الوزارة بشتى الطرق، ولكن لم يجدوا إجابة أو ردا كافيا لهذه المعضلة التي تهدد مستقبل أبنائهم الدراسي، مطالبين وزارة التعليم بضرورة الاجتماع مع أولياء اأمور الطلاب لشرح الموقف لإيجاد صيغة تفاهم تحافظ على مصلحة الجميع وعلى رأسهم الطلاب، مؤكدين أن أولياء الأمور أبدوا رغبتهم في تحمل تكاليف الاختبارات والدراسة بما يتوافق مع مصلحة ابنائهم وأوضاعهم، على ألا يتركوهم فريسة للمدارس الخاصة التي تستغل هذه الظروف في مغالاتها لرسوم الدراسة لهذين النظاميين «البكالوريا الدولية - الثانوية البريطانية».
ومن المعلوم أن المدارس التي تقوم بتدريس هذا النظام من شهادات الثانوية للطلاب البنين هي: مدرسة مصعب ابن عمير الثانوية، مدرسة الدوحة الثانوية، مدرسة طارق بن زياد الثانوية، الوكرة الثانوية بنين. وبالنسبة لمدارس البنات في: مدرسة آمنة بنت وهب الثانوية، مدرسة البيان الثانوية بنات، حيث يصل مجموع عدد الطلاب الذين يدرسون في تلك المدارس أكثر من 200 طالب وطالبة.
الشهادة الثانوية البريطانية IGCSE هي اختصار لـ«International General Certificate for Secondary Education» وهي الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي وهي شهادة باللغة الإنجليزية للدارسين من أعمار 14 حتى 16 عاما، وتتميز بالاعتراف بها من كبار الجامعات والمؤسسات حول العالم.
حيث بدأ النظام وطُوّر في جامعة كامبردج وهي من أكثر الجامعات شهرة حول العالم عام 1988، ويبدأ النظام من المواد على المستوى الأساسي، وهي مواد هدفها الإعداد لمواد المستوى المتقدم، على عكس النظام المدرسي المعتاد فنظام الثانوية البريطانية يقوم على دراسة مواد منفصلة والامتحان بها لقياس معرفة الطالب في نهاية العام الدراسي، كما توفر كامبردج مجموعة واسعة ومتنوعة من البرامج والمواد الدراسية التي تغطي مجالات متعددة مثل اللغات، والإنسانيات، والعلوم، والرياضيات، والفنون، ويمكن دراسة مواد الثانوية البريطانية على مدار 2-3 أعوام ويقسمون إلى 4-5 فصول دراسية، حيث يتم التقييم من خلال امتحانات نهاية الفصل الدراسي كتابية، وشفهية، وعملية وأبحاث.
وبالنسبة لبرنامج الدبلوما في البكالوريا الدولية IB، فهو برنامج أكاديمي متوازن وينطوي على تحد به برنامج الدبلوما في البكالوريا الدولي وهو مخصص للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عاماً للنجاح في اختبارات نهائية، وهو برنامج البرنامج ليتناول الرفاهة والسلامة الفكرية والاجتماعية والعاطفية والبدنية للطلاب، ويحظى البرنامج بالاعتراف والتقدير من جامعات رائدة عالمياً.
يوفر نظام البكالوريا الدولية للطلبة ما هو أكثر من التعليم، فهو يطور ملكة البحث والشغف بالمعرفة لدى الطلاب.
وهناك كثير من المدارس البريطانية التي توفر لطلبتها خيار البكالوريا بدل النظام الإنجليزي.
copy short url   نسخ
20/09/2020
4605