+ A
A -
العلاج بالأكسجين عالي الضغط من بين عدد من الطرق العلاجية غير التقليدية التي أثبتت فاعليتها في حالات وأمراض معينة بدرجات متفاوتة، وتعتمد هذه التقنية على تعريض المريض لاستنشاق الأكسجين النقي بنسبة 100 %، بالتزامن مع وضعه تحت ضغط جوي يعادل ثلاثة أضعاف الضغط الجوي الطبيعي، مما يساعد في علاج عدد من الأمراض وتحسين الحالة العلاجية لأمراض أخرى.
فهذه التقنية العلاجية القديمة التي تم استحداثها كان أول من بادر إلى الاستنجاد بها طبيب بريطاني يسمي Henshaw عام 1662، إذ أخضع مرضاه لجلسات استنشاق الهواء المضغوط بوضعهم داخل حجرة خاصة كانت تُسمّى Domicilium، إلا أن هذه التقنية بقيت في الظل لحين عودة الاهتمام بها من قِبل الطبيبين الفرنسيين Junod عام 1834 وTabarie عام 1840، لذلك انتشرت الأنباء منذ القرن التاسع عشر حول منافع «حمامات استنشاق الأكسجين المضغوط»، في حل مشكلات سوء التغذية وانتفاخ الرئة والتهاب القصبات الهوائية ولين العظام.
حديثاً بدأ العالَم الالتفات إلى هذه التقنية كعلاج فعال للإصابات الشائعة لدى الغواصين كعلاج داء تخفيف الضغط decompression sickness والانصمام الغازي الشرياني، وكذلك في علاج التسمم بأحادي أكسيد الكربون.
ثم تطوَّر الأمر إلى أن أثبتت غرف العلاج بالأكسجين عالي الضغط فاعليتها في عدة حالات لا علاقة لها بالغوص، فقد أقرَّته الجمعية الطبية الأميركية للعلاج بالأكسجين تحت الضغط في اجتماعها سنة 1976 كعلاج أساسي ووحيد للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض الفقاقيع الهوائية داخل الدورة الدموية والتي تحدث أثناء عمليات القلب المفتوح والمناظير الجراحية، وأمراض الغطس، وعلاج تسوس العظام.
وكذلك أقرته علاجاً مساعداً ومكملاً في الحالات التالية للجروح والقرح المزمنة وغير الملتئمة.
copy short url   نسخ
19/09/2020
919