+ A
A -
سارة رشيدي كاتبة جزائرية
ما من مؤسسة ربحية أو غير ربحية إلا وَسَعَتْ إلى رفع إنتاجها وزيادة مردوديتها، فما هي المعايير اللازمة لتقوم بذلك؟
نتحدث اليوم في هذا المقال عن معادلة صعبة وعلاقة طالما اتسمت بالمد والجزر «المدير والموظف، الرئيس والمرؤوس» ماذا لو كانت علاقة سلبية يشوبها التوتر وانعدام الثقة بين الطرفين؟ موضوع شائك لا بد من الاعتراف بأثره البالغ على نفسية الموظف وعلى مردودية المؤسسة.
دعونا نقف على حجم الأضرار والخسائر التي يسببها هذا التنافر بين الطرفين داخل المؤسسة، فنُركز على الموضوع بشقيه.
قد يتبادر إلى الأذهان أن إتقان فن الإدارة هو المطلب الرئيسي لنجاح المؤسسة وما دون ذلك فهو مجرد تُرَّهات، فما من ضرورة تستدعي من المدير إتقان فن التعامل حتى تنجح الشركة وتُحقق الربح المطلوب!
صحيح، لتنجح الشركة وتُصب في رصيدها الأرباح يكفي أن يكون المدير متمكنا من فن الإدارة مع طاقم متقن لعمله، لكن لتتميز شركته وتحقق طفرة واستقرارا دائمين، لا بد لهذا المدير من إتقان فن التعامل.
وحتى لا نخلط بين المدير وبين القائد رغم بعض نقاط التداخل بينهما، دعوني أُقرب الصورة إلى أذهانكم بمثال بسيط، يتردد على أسماعنا بعض الأحيان شكاوى وتذمر من ذاك المدير الذي يعكس روحه المتسلطة على الموظفين، فيحبطهم ويضعف من معنوياتهم، لينعكس ذلك مباشرة على مردودية العمل! نعم إن أَحبط المدير موظفه فإن الإنتاج سيقل والأرباح ستتراجع، حتى لو لم تكن المؤسسة ربحية فإنها سوف تتأثر! هذا ليس كلام الكاتب أو وجهة نظر الصحفي، إنما دراسات أثبتها العلم وبإمكانك سيدي المدير البحث والتأكد من صحتها.
إن ممارسة القتل المعنوي والحسي للموظف من خلال إعدام موهبته وتقزيم مهاراته يقتل فيه روح الإبداع والرغبة في التطور والنمو بعمله، فهو يجعل منه مجرد آلة، يقوم بالمهام المُوكلة إليه وما إن ينتهي الدوام حتى يفر بجلده بعيدا عن المؤسسة، فهو لم يُحس بالانتماء إلى تلك المؤسسة حتى يُخلص لها، عكس المدير أو المسؤول الذي يغرس في موظفيه حب العمل والإتقان، فيُشجعهم على إبراز مواهبهم وصقلها، ويُتيح لهم الالتحاق بدورات تكوينية، يُشِيد بخبراتهم ويُثني على الاقتراحات التي يتقدمون بها، وبهذا فهو يقدم لهم ذاك الدعم النفسي الذي يدفعهم نحو الإبداع والتميز، وقد يصرف لهم مكافآت تحفزهم على تقديم الأحسن والأفضل دائما.
إن المدير الذي يحرص على سيادة جو من الاستقرار والمنافسة الشريفة بين موظفيه لن يجد نفس النتيجة المُثمرة مع ذاك الذي يغرس بكلامه وتصرفاته الخاطئة جو عمل مشحونا بالخلافات والتوتر.
copy short url   نسخ
19/09/2020
2043