+ A
A -
حسن شكري فلفل كاتب عربي
ستحتفظ الذاكرة العربية بيوم الثلاثاء الموافق للخامس عشر من سبتمبر 2020 على أنه يوم من أيام العرب، ليس في باب العزة والشموخ والأنفة والإباء، بل في باب الانصياع لإرادات آخرين عملوا ضد ما في بلدان العرب من وشائج وروابط تحفظ لهم وحدتهم، وعزتهم وإباءهم.
ونبتعد عن العبارات الإنشائية والخطابية، ونتكلم موضوعيا، فنقول: إن معاهدتي أو اتفاقي السلام بين الكيان الصهيوني وكل من البحرين والإمارات العربية، اللذين عقدا في واشنطن، وبرعاية أميركية، لم تكونا بين دول متحاربة، فلم نعرف، على مدى الحرب العربية الإسرائيلية، أي دور قتالي للدولتين العربيتين الخليجيتين في هذه الحرب، ولسنا نعتب عليهما ذلك، فلينعما بمزيد من الأمن والاستقرار، والبعد عن آفات وعواقب الحروب، ولَم نعلم عن أي تورط لكل من البحرين والإمارات، إلا التورط العسكري للأخيرة في حربها المهلكة مع إخوانهم العرب في اليمن ! إزاء ذلك، فإن المنطق يستدعينا التساؤل عن شكل السلام الذي سعت إليه الدولتان مع الكيان الصهيوني، الذي يمارس كل أشكال الحروب مع الشعب العربي الفلسطيني ليس غير، ومع ذلك فإن غالبية الشعب العربي الفلسطيني تعاني آثار وتبعات أنفاق أوسلو المشؤوم، وهو اتفاق السلام الوحيد المعقود بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني العنصري الإحلالي، وكان له ما يبرره، وهو حالة الحرب المعلنة بين الجانبين، أما في الحالة البحرينية الإماراتية، فأين هي الحرب التي كانت معلنة ؟
ومن المفيد التوكيد على أن الصلح البحريني الإماراتي مع الكيان الصهيوني،هو مناقض للمبادرة العربية المعلنة في قمة بيروت 2002، ولا نرى في هذا الصلح إلا الدخول في تحالف- أقرب إلى التحالف العسكري- بين الأطراف الثلاثة، خدمة لأجندات خارجية.
والليالي من الزمان حبالى، مثقلات، يلدن كل عجيبة.
copy short url   نسخ
19/09/2020
156