+ A
A -
ناقشت ندوة إلكترونية بـ«مؤسسة قطر» حوارا لمجموعة من الخبراء والنشطاء من جميع أنحاء العالم، حول مستقبل التعليم وسُبل حمايته والنهوض به، وضرورة إتاحة الفرص التعليمية المتكافئة في ظل جائحة كوفيد -19.
تم تنظيم هذه الفعالية بالشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز» التابع لمؤسسة قطر. وفي حديثه خلال الجلسة النقاشية، قال الدكتور خايمي سافيدرا، المدير العام لقطاع الممارسات العالمية للتعليم بمجموعة البنك الدولي: «إننا نعيش فترةً لم نشهد مثلها في السابق، فهذه أسوأ أزمة واجهها قطاع التعليم خلال القرن الماضي. ومع ذلك، فقد أتاحت لنا فرصًا لا يُمكننا أن نُفرط بها».
تابع: «نحن بحاجة إلى أن نتحلى بالمرونة والتفاؤل والقدرة على مواجهة الأزمات، وأن نشعر بالحاجة الملّحة لاتخاذ إجراءات عاجلة. اليوم، حان وقت الابتكار، وإذا استفدنا من هذه التجربة التي مررنا بها، سنكون قادرين على تأسيس مدارس المستقبل، والتي اعتقدنا سابقًا أنها قد تستغرق 10 سنوات».
أكّد الدكتور سافيدرا على ضرورة حماية ميزانيات التعليم، موضحًا: «التمويل أمر بالغ الأهمية، وكذلك هو الحال بالنسبة لوضع السياسات والتصاميم المناسبة. هذه المسائل تبقى سهلة».
أضاف: «نحن بحاجة إلى التزام سياسي بالتعليم لضمان مواصلة العمليات الإصلاحية، إلى جانب البيروقراطية الصحيحة لكي تُنفذ السياسات، يجب علينا أن نضع السياسة بعيدًا عن التعليم، وهذا قرار سياسي بحد ذاته. إننا ندرك ما ينبغي القيام به، وكلّ ما علينا فعله هو أن نطبّق ذلك بالمقياس الملائم».
من جهته، ذكر الدكتور حسن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، أن الآثار المالية التي خلّفتها الجائحة، قد تُسفر عن إغلاق بعض الجامعات في العالم، وتحوّل الطلاب إلى مجالات أخرى مثل الطب والاقتصاد.
وعلّق قائلاً: هذا يلفت انتباهنا إلى ضرورة تصميم مناهجنا الدراسية بطريقة تضمن الاستجابة لاحتياجات السوق، إذ يجب أن تتمتع جامعات المستقبل بالمرونة والرشاقة لتتعامل مع كل هذه التغيرات، قد نشهد موجات من التغيير خلال فترات زمنية قصيرة، وينبغي على الجامعات أن تتكيّف بسرعة لتتمكن من التعامل معها.
تضمّنت المناقشة أيضًا أصواتًا شبابية، حيث قام أوباكينج ليسيان، ناشط شبابي في مجال التعليم من جنوب أفريقيا، ومؤسس مبادرة «إد كونكت» لتعزيز الوصول إلى التعليم في المجتمعات المحرومة في بلده، بتسليط الضوء على أهمية منح الشباب إمكانية الوصول إلى التعليم، وكذلك ضمان مواصلة مسيرتهم التعليمية. وقال: لقد أدركت أنه عندما يكون لديك أنظمة غير مجديّة، فإن شخصًا واحدًا قد يمتلك القوّة الكافية ويختار أن يكون نشطًا ويحقق النجاح داخل تلك الأنظمة. وأن أؤمن بقوّة الأنظمة المبنية على الأفراد.
أضاف: قد نحصل على التمويل من الجهات العليا، لكن التأثير يحدث على مستوى القاعدة الشعبية، حيث يقول الشباب: لا يكفي أن أحصل على تعليم ذي جودة؛ بل أريد أن يحصل المجتمع الذي أنتمي إليه على الأمر ذاته، من خلال السياسات والشراكات المتينة والبرامج الشعبية، يمكننا ضمان وصول الشباب إلى التعليم ومواصلة رحلتهم التعليمية.
وحسبما قالت ندى الناشف، نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فقد بذلت الحكومات والجهات التعليمية الفاعلة جهودًا عديدة لمحاولة إيجاد حلول مبتكرة كنا نعتقد سابقًا أنها صعبة للغاية أو حتى مستحيلة، لقد أصبحنا الآن ندرك أنه من غير الممكن أن نفكر بنفس الطريقة حو التدخلات في مجال التعليم، وأنه يتعين علينا إعادة التفكير فيها وصياغتها من جديد.
تابعت: لكي نضمن عدّم تخلّف أي شخص عن الركب، لا ينبغي علينا التفكير في التعليم وحسب، ولكن كذلك في المهارات وفرص التوظيف على المدى البعيد؛ ومدى امتلاك المعلّمين للمهارات اللازمة واستعدادهم لمواجهة الأزمات، وتوافر شبكات الاتصال، وتحديد الأدوات المناسبة التي تتيح الوصول للتعّلم عن بُعد بسهولة، علينا كذلك أن نشرف على عملية التعلّم، ونقيمها، لا أن نركز فقط على اكتساب المعرفة كما فعلنا سابقًا. أدار الجلسة النقاشية دومينيك ريجستر، مدير برنامج ندوة سالزبورغ العالمية. وكان من بين المشاركين في النقاش الدكتور مامادو ديان بالدي، نائب رئيس إدارة الحلول والقدرة على مواجهة الأزمات بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتحّدث قائلاً: في ظل جائحة كوفيد- 19، باتت كل الإنجازات التي حققناها في توفير فرص التعليم للاجئين مهددة.
أضاف: لكي نحدث الفرق الإيجابي، يجب أن تشتمل التدابير التي نتخذها على سياسات حكومية تمكينية وذكية وشاملة، وأن يُقدم المجتمع الدولي الدعم للمجتمعات التي تضم أعدادًا كبيرة من اللاجئين، لا ينبغي أن نعزل التعليم، بل يجب أن يكون مرتبطًا بحياة الأسر والمعلّمين والمجتمعات، وأن نضمن عدم استمرار مظاهر اللامساواة والاستبعاد التي كنا نشهدها قبل جائحة كوفيد- 19.
copy short url   نسخ
17/09/2020
613