+ A
A -
غادة حلاوي كاتبة لبنانية
لن يكون أمر الحكومة اللبنانية بالسهولة التي يتصورها البعض. مسار التشكيل الذي انطلق سيكون طويلاً، بالمقابل لا يمكن التنبؤ بما سيكون عليه واقع المفاوضات قبل جلاء الصورة ومعرفة قوة الدفع الخارجي لتشكيل الحكومة وموقع المبادرة الفرنسية، وعما إذا كانت فرنسا ستتمكن من السير قدماً في تحويل اقتراحاتها إلى وقائع أم أنها ستصطدم بجملة تعقيدات بات متعارفاً عليها. المشاورات السياسية المتعلقة بتشكيل الحكومة انطلقت عملياً من اجتماع عين التينة الذي ضم إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل والمعاون السياسي في «حزب الله» الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل. شهد هذا اللقاء قراءة للمرحلة الماضية والإخراج السيئ لاستقالة حكومة حسان دياب الذي لم يكن مرضيا عنه من قبل «حزب الله»، وتداعياتها على أكثر من مستوى. كان «حزب الله» يفضل لو تم الاتفاق على المرحلة المقبلة في ظل استمرار عمل حكومة دياب لكان التفاوض أقوى وأفعل، لكن حساباته لم تتوافق والحسابات التي رافقت استقالة رئيس الحكومة، والتي أعادت الجميع إلى المربع الأول الذي شهدناه عشية استقالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يوم وضعت استقالته المسؤولين في حيرة من أمرهم. أهم ما خرج به اجتماع عين التينة هو التنسيق المشترك والمتماسك وضمن رؤية تحالفية في التعاطي مع موضوع تشكيل الحكومة. ومع توقع تأخير دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى استشارات نيابية ملزمة إلى الأسبوع المقبل أو الذي يليه، زُخمت المشاورات الجانبية وسط أجواء تنذر بكباش سترتفع وتيرته بين المطالبين بتشكيل حكومة حيادية ومؤيدي تشكيل حكومة وحدة وطنية، فقد عاد الحديث بقوة عن تشكيل حكومة محايدة برئاسة نواف سلام خالية من تمثيل «حزب الله». ويرى المؤيدون أن مثل هذه الحكومة ترضي الأميركي والسعودي ولا يعارضها «التيار الوطني الحر» وسيقبل بها حكماً «حزب الله» نتيجة سوء الأوضاع وحاجة البلد إلى تشكيل حكومة بأسرع ما يمكن، لكن هذا الرهان ليس في محله بدليل أن «حزب الله» يرفض بالمطلق طرحاً كهذا، وهو الذي رفع الراية الحمراء ضد تكليف نواف سلام قبل نحو تسعة أشهر لا يزال موقفه هو ذاته، لناحية رفض الصيغة المقترحة من أساسها أن من ناحية الاسم المقترح أو صيغة الحكومة الحيادية من دون تمثيله.
{ «نداء الوطن»
copy short url   نسخ
15/08/2020
255