+ A
A -
عاد مرفأ بيروت، أمس، للعمل تدريجياً بهدف تأمين السلع للأسواق المحلية، وذلك بعد أسبوع من تفجير هائل تعرض له وخلّف مئات القتلى والمشرّدين وآلاف الجرحى وسط مخاوف من نفاد المواد الأساسية، إذ أبدى المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، قلقه من نفاد الخبز من بيروت خلال أسبوعين ونصف.
وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، راؤول نعمة، أعلن عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر أن «هناك 12 رافعة تعمل من أصل 16 في مرفأ بيروت».
كما ذكر نعمة أن «المرفأ يعمل الآن كي تفرغ البواخر حمولتها، ويأتي التجار لأخذ بضاعتهم من المرفأ».
الأسبوع الماضي قدّر وزير الاقتصاد خسائر انفجار مرفأ بيروت بمليارات الدولارات، مشدداً على أن «لبنان ليس لديه قدرة مالية لمواجهة تداعياته».
ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصاديّة قاسية، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليميّة ودوليّة.
كان نعمة قال، أمس، إن مخزونات القمح المتوفرة في بلاده تكفي حاجة السوق المحلية، لمدة 4 شهور قادمة.. «مخزون المطاحن في لبنان من الطحين هو 32 ألف طن، إضافة إلى 110 آلاف طن تصل تباعاً خلال أسبوعين».
وجاء الانفجار ليزيد من أزمة اللبنانيين المعيشية، إذ تعاني البلاد من أسوأ انهيار اقتصادي في تاريخها فاقمته تدابير الاغلاق العام جراء وباء كوفيد - 19 الذي سجّلت الإصابات به معدلاً قياسياً الثلاثاء.
وعلى وقع الاحتجاجات التي عمت الشارع منذ الانفجار، قدّمت الحكومة استقالتها الإثنين.
ولم يحدّد رئيس الجمهورية ميشال عون بعد موعد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديد، فيما تتمحور الاتصالات على التوافق على هويته.
وأفاد مسؤول سياسي رافضاً الكشف عن اسمه، فرانس برس عن توجّه عام «لتشكيل حكومة جامعة»، لافتاً إلى «توافق بين رئيس البرلمان نبيه بري والنائب وليد جنبلاط على تسمية سعد الحريري». وقال إن حزب الله الذي يعد اللاعب السياسي الأبرز، «لا يمانع في عودة الحريري» الذي كان قد استقال تحت ضغط الشارع في نهاية أكتوبر.
وتؤشر هذه التسريبات والتقارير إلى انفصال تام عن الواقع من جانب السياسيين، إذ إن عودة الحريري مرفوضة على نطاق واسع في الشارع.
وكان تمّ التداول باسم نواف سلام كرئيس حكومة محتمل. وهو سفير سابق في الأمم المتحدة ويشغل حاليا منصب قاض في محكمة العدل الدولية.
وكتبت صحيفة «الأخبار» المقربة من حزب الله الأربعاء أن الحزب لن يقبل بـ«حكومة حيادية» ولا «بأسماء مستفزة» بينها سلام.
وتطالب جهات شعبية وسياسية عدة منذ فترة بـ«حياد لبنان»، في رسالة واضحة إلى حزب الله بضرورة التخلي عن سياسته الموالية لإيران وسوريا.
ودعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش إلى التعجيل في تشكيل حكومة جديدة «تلبي تطلعات الشعب وتحظى بدعمه، وتجنِّب البلاد فترة طويلة من الفراغ الحكومي».
ويعقد مجلس النواب اليوم اجتماعه الأول منذ الانفجار، وعلى جدول أعماله إقرار مرسوم إعلان حالة الطوارئ في بيروت لمدة 18 يوماً قابلة للتجديد، ما يثير خشية منظمات حقوقية.
وقالت المفكرة القانونية، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بدرس القوانين وتقييمها، في بيان الأربعاء «إعلان الطوارئ تبعاً للكارثة ولو جزئياً في بيروت يؤدي عملياً إلى تسليم مقاليد السلطة في المدينة إلى الجيش والمسّ بحريات التجمع والتظاهر».
وأضافت «هذا الأمر غير مبرر طالما أن الكارثة لم تترافق أقله حتى الآن مع أيّ خطر أمني».
copy short url   نسخ
13/08/2020
586