+ A
A -
سـلـطـان بـن مـحـمـد
{ الأمل هو النبراس المضيء
الحياة دمعة وابتسامة آمال وطموح، فتجف الدمعة وتزول الابتسامة ولا تبقى سوى الذكرى الصادقة الخالدة على مر الزمان، فالحياة كالورد تذبل ويبقى شذاها يبعث الأمل والتفاؤل، فبالإرادة القوية والعزم الأكيد نستطيع أن نحقق كل ما ترنو إليه نفوسنا لتعيش في النهاية الحياة السعـيدة المتكاملة، ومن المهم أن تكون أسس الأعمال التي تقوم بها صحيحة لتستمر وتبقى خالدة، ولتكون لكم ذكرى طيبة في قلوب الناس، فالذكرى الطيبة عـن الإنسان حياة أخرى له، لذا يجب عليكم عـدم التسرع بأي عـمل تقومون به، لئلا تندموا، ولكن إن أخطأتم فلا تيأسوا لأن اليأس يقضي عـلى النفوس ويحطمها، بل حاولوا أن تطووا صفحة الماضي لتبدأوا بأعـمال جديدة وصحيحة، وحاولوا أن تستفيدوا من تجارب الآخرين، واعملوا بنصائح من هم أكبر سنا منكم، فهؤلاء قـد أعـطتهم الحياة من معارفها كثيرا، احرصوا على أن يكون لكم أصدقاء تعـتزون بهم ويعـتزون بكم، وليكن الأمل هـو النبراس المضيء الذي ننظر إليه دائما، فـبه يستطيع الإنسان أن يتخطى كل الصعاب التي تواجهه، ولتكن القلوب مليئة بمحبة الخالق أولا، وبمحبة الناس ثانيا، لنحيا في هـناء وسعادة مع إشراقة أمل.
{ ونسيت أنها أنثى!
نـعـم.. هـناك مساواة وهـناك ندية وإن كانـت مقننة، وهـناك لون وشكل وطعم جديد للحياة الأسرية داخل البيت الحديث، ولكن أن تنسى المرأة الأسس التي تحدد دورها داخل البيت «كأنثـى» تشع شخصيتها بالحب والحنان، والجمال والرقة من أجل خلق أحاسيس ومعان كثيرة نشعـرها ولا نفهمها، نراها ولا نستطيع تفسيرها، ولكن بعـض النساء يحـرمن بيوتهن هـذا الإحساس الرائع المميز، فإذا ما احتلت المرأة مكانة عـلمية أو إدارية، انقلبت شخصيتها ونسيت أنوثتها لتنافس الرجال، وعادة ما تبدأ بقص شعرها وحلقه من الخلف ليسهل عـليها تسريحه، كما تـغـير من طبيعة ملابسها لتكتسب شكلاً عملياً.. إلى هـنا والأمر يبدو طبيعـيا، ولكن أن تنقل شخصية الأستاذ أو المدير العام إلى البيت بكل ما يتطلبه المنصب من حزم وجبروت أحيانا، فهذه هي الطامة الكبرى، لأن دواعي المنصب تفرض أن تكون الابتسامة بحساب وأن تتواءم نبرات الصوت صعودا وهبوطا مع متطلبات الموقف وخطورة الوضع، وعـلى الزوج هـنا توقع أن يستمع إلى صوت زوجته عـبر «استريو» غاضب عـندما لا يلبي مطالبها، لكي تحسم أمرها طالما ضايقها، كما تفعل في عـملها، كما أنها تعمل بمبدأ الثواب والعقاب داخل بيتها في حزم وصرامة وتكون الابتسامة هي وسيلتها إلى ذلك، وقـد يحـرم الزوج منها إلى الأبد نتيجة أخطائه المتكررة، أما الثواب فيكون بتحفظ شديد خوفا من أن يرفع الزوج الكلفة (وتسيح) الأمور وتتداخل في بعـضها.
{ وهـنا يفتش الزوج المسكين عـن «الأنـثى» خلف النظارة السميكة فلا يجدها، وتختفي تماما من حياته المرأة الزوجة «الأنثى»، ولا يجد أمامه سوى «زميل» جاف الطباع أو رئيس معـقد، وتكون النتيجة الطبيعـية الهروب من المنزل وتركه السيدة المديرة تجتر سلطاتها وتعايش مشاغـلها ومشاكلها.
copy short url   نسخ
12/08/2020
655