+ A
A -
عواصم - وكالات - حثَّت الحكومة الفرنسية اللبنانيين على سرعة تشكيل حكومة جديدة بعد إعلان رئيس الوزراء حسان دياب استقالة حكومته عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي وتسبب بغضب عام.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، قال في بيان: «من الضروري، من الآن فصاعداً، الاستماع لطموحات الشعب في الإصلاح والحكم».
كان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قبِل الإثنين استقالة حكومة حسان دياب، وكلَّفها بتصريف الأعمال في البلد الذي يشهد تطورات سياسية ساخنة ومتسارعة منذ كارثة تفجير مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي.
وقال المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، في مؤتمر صحفي، إن الرئيس عون شكر دياب والوزراء، و«طلب منهم الاستمرار بتصريف الأعمال ريثما تُشكل الحكومة الجديدة». وزار دياب قصر الرئاسة في بعبدا بالعاصمة بيروت، وتقدّم باستقالته خطياً للرئيس عون.
دياب قال في تصريح صحفي، أثناء مغادرته قصر بعبدا: «الله يحمي لبنان.. هيدا إلى بقدر قولو».
دياب قال في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الاستقالة إن «منظومة الفساد متجذرة بكل مفاصل لبنان، وهي أكبر من الدولة». وأضاف: «قاتلنا بشراسة وشرف، لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ؛ لقد استعملوا كل الأسلحة ضدنا وكذبوا على اللبنانيين».
وبعد أقل من ساعة على عقد المؤتمر، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، قبول استقالة الحكومة، وطلب منها الاستمرار في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة. رئيس الوزراء المستقيل قال في المؤتمر إن «لبنان أمام مأساة كبرى ويُفترض التعاون من أجل تجاوز المحنة».
وأضاف دياب أن «خطراً كبيراً يحيط بلبنان، ولكن البعض لا يهمُّه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة».
وأشار كذلك إلى أن فساد بعض الأطراف في لبنان أنتج هذه المصيبة المخبأة منذ 7 سنوات، مؤكداً أن المطلوب تغيير من كانوا هُم المأساة الحقيقية للشعب اللبناني.
وتحدَّث رئيس الوزراء المستقيل عن دور الحكومة قائلاً: «قاتلنا بشراسة وشرف، لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ، بعض الأطراف حاولت تحميل الحكومة مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي، ولكننا رفضنا استدراجنا إلى سِجالات عقيمة، لأننا أردنا العمل في الحكومة وحملنا مطالب اللبنانيين بالتغيير».
وأضاف دياب: «همُّنا الأول العمل على تجاوز تداعيات الزلزال الذي ضرب البلد، والوصول إلى تحقيق عادل وشفاف».
من جانب آخر، قالت وكالة رويترز، في تقرير لها نقلاً عن مسؤول أمني رفيع -رفض الكشف عن اسمه- إن الرئيس اللبناني ورئيس حكومته المستقيل تلقيا الشهر الماضي، في 20 يوليو 2020، رسالة خاصة تحذر من أن 2750 طناً من نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت تشكل خطراً أمنياً، وقد تدمر العاصمة إذا انفجرت.
المسؤول الأمني قال إن «الرسالة لخصت نتائج تحقيق قضائي بدأ في يناير وخلص إلى ضرورة تأمين المواد الكيميائية على الفور».
وأضاف قائلاً، وفقاً لما أفادت به وكالة رويترز: «كان هناك خطر من أن هذه المواد في حالة سرقتها يمكن أن تستخدم في هجوم إرهابي»، موضحاً أنه «في نهاية التحقيق أعد النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات تقريراً نهائياً تم إرساله بشكل عاجل إلى السلطات»، في إشارة إلى الخطاب الذي أرسلته المديرية العامة لأمن الدولة إلى رئيس مجلس الوزراء حسان دياب وإلى رئاسة أمن الدولة التي تشرف على أمن الموانئ.
كما أكد المسؤول الذي شارك في كتابة الرسالة الخاصة، وامتنع عن ذكر اسمه: «حذرتهم من أن هذا قد يدمر بيروت إذا انفجرت».
copy short url   نسخ
12/08/2020
636