+ A
A -
في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، ينظم مركز صحة المرأة والأبحاث التابع لمؤسسة حمد الطبية جلسات تدريب افتراضية حول أساليب الرضاعة الطبيعية واستشارات هاتفية للنساء الحوامل والأمهات المرضعات بدءا من اليوم الثلاثاء 11 أغسطس وحتى بعد غد الخميس 13 أغسطس الجاري.
ويحرص مركز صحة المرأة والأبحاث، وهو مركز يعمل على تعزيز الرضاعة الطبيعية ومستشفى صديق للطفل معتمد دوليًا، على رفع مستوى الوعي بالرضاعة الطبيعية وتعزيز أهميتها لدى الأطفال والأمهات من خلال مبادرات مثل الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية وغيرها من حملات التوعية.
وسيتم تنظيم هذه الأنشطة من قبل فريق مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال التابع لمركز صحة المرأة والأبحاث بقيادة الدكتورة آمال أبو بكر أرباب، وبدعم من الدكتورة مي القبيسي استشاري أول ومدير وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة ورئيسة برنامج مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال. وعلى مدى ثلاثة أيام، سيتواجد الفريق الذي يضم استشاريي رضاعة وممرضات متخصصات بموارد الرضاعة الطبيعية ومثقفي الأسرة والمرضى للرد افتراضيًا على استفسارات النساء الحوامل والأمهات حول الرضاعة الطبيعية، كما سيقومون بتعليم الأمهات المتواجدات داخل المستشفى المهارات التي ستدعمهن وستساعدهن على الرضاعة الطبيعية حصريًا لمدة ستة أشهر.
ويحتفي المجتمع العالمي بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية 2020 تحت شعار: «دعم الرضاعة الطبيعية من أجل عالم أكثر صحة»، وتقول الدكتورة آمال أرباب استشاري الرضاعة الطبيعية بمركز صحة المرأة والأبحاث إن الهدف من الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لهذا العام لا يقتصر فقط على تسليط الضوء على الصلات والروابط بين الرضاعة الطبيعية والبيئة، ولكن يسعى أيضًا لتحفيز العمل على تحسين صحة المجتمع من خلال الرضاعة الطبيعية.
وتضيف الدكتورة أرباب: «تُعدّ الرضاعة الطبيعية أفضل طريقة لتزويد المواليد الجدد والأطفال الصغار بالعناصر الغذائية والأجسام المضادة والإنزيمات والمواد التي يحتاجونها للنمو الصحي. ووفقًا للتحالف العالمي للعمل من أجل الرضاعة الطبيعية، فإن حليب الأم هو غذاء طبيعي متجدد وآمن وصديق للبيئة إذ يتم إنتاجه وتسليمه للمستهلك دون تلوث أو تغليف أو نفايات». وتشدد د. آمال على أنه نظرًا لأن حليب الأم قابل للنقل ومتاح بسهولة للأطفال الرضع، يمكن لجميع الأمهات تقريبًا أن يمارسن الرضاعة الطبيعية في أي وقت ووفقًا لاحتياجات ومتطلبات أطفالهن.
ولتسليط الضوء على أهمية الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، تؤكد الدكتورة مي القبيسي على أهمية العمل بتوصيات منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) التي تشدد على ضرورة تغذية الأطفال فقط من حليب أمهاتهم منذ لحظة الولادة وحتى الأشهر الستة الأولى من حياتهم، والاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة عامين وما فوق بالإضافة إلى تناول أغذية مكملة (صلبة) مناسبة وآمنة من الناحية الغذائية.
وتقول الدكتورة القبيسي: «الرضاعة الطبيعية هي أفضل انطلاقة للأم والطفل على حد سواء، إذ توفر لحظات من التفاعل والترابط المليئة بالسعادة بين الأم والطفل مما يثري حياتهما معًا. حليب الأم هو الغذاء الطبيعي الأول للأطفال، ويوفر كل احتياجات الطفل من طعام وشراب بكمية ونوعية مناسبتين للأشهر الستة الأولى من حياته».
كما تشرح الدكتورة القبيسي الفوائد الصحية والاقتصادية والاجتماعية العديدة للرضاعة الطبيعية على الأطفال والأمهات والأسر والمجتمعات، قائلة: «تفيد الرضاعة الطبيعية البيئة لأنها صديقة للبيئة وتنقذ حياة الأطفال والأمهات لأنها تحتوي على الأجسام المضادة والإنزيمات والهرمونات والمواد اللازمة للنمو والنماء الصحي. وأثبتت الأدلة العلمية على مستوى العالم أن الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر قد تمنع وفاة 1.3 مليون طفل وأن الرضاعة الطبيعية المثلى يمكن أن تحد من وفاة أكثر من 800,000 طفل و20,000 أم كل عام».
وتوضح أن العديد من الدراسات قد أظهرت أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يسجلون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء والسلوك في مرحلة البلوغ مقارنة مع الأطفال الذين يتغذون على الحليب الاصطناعي. وتقول الدكتورة القبيسي: «الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل عرضة من الأطفال الذين يتغذون بالحليب الاصطناعي لأمراض الطفولة الشائعة، وخاصة الالتهابات الحادة مثل التهاب المعدة والأمعاء الحاد، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتهابات الأذن والتهابات أخرى مثل التهاب القولون المعوي عند الأطفال الخدج. كما أنها تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة في وقت لاحق من الحياة، مثل السمنة، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والربو في مرحلة الطفولة، وسرطان الدم لدى الأطفال وغيرها».
وتضيف د. القبيسي: «الرضاعة الطبيعية لا تفيد الأطفال فحسب، بل يمكن أن تكون مفيدة لصحة الأمهات أيضًا، إذ تساعد الرضاعة الطبيعية على الحد من مخاطر النزيف بعد الولادة مباشرة، وفقر الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وسرطان الثدي والمبيض، والقلق والاكتئاب بعد الولادة، وهشاشة العظام لدى النساء في سن اليأس. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن الرضاعة الطبيعية طريقة طبيعية للمباعدة بين الولادات».
ووفقًا للدكتورة القبيسي، لتحقيق الهدف المتمثل في مساعدة الأمهات على الرضاعة الطبيعية حصريًا، يتعين على مستشفيات الولادة العالمية تنفيذ مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية / اليونيسف في عام 1991. وفي عام 2012، قام مركز صحة المرأة والأبحاث بدعم مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال في مؤسسة حمد الطبية بهدف تعزيز ممارسات الأمومة التي من شأنها دعم الأم وتشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية أثناء الإقامة في المستشفى. ويلتزم صانعو السياسات والمدراء والموظفون في مركز صحة المرأة والأبحاث بتبني ودعم مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال.
ونظرًا لأن مجموعة واسعة من الأبحاث أظهرت أن الأمهات ومقدمي الرعاية الآخرين يحتاجون إلى دعم نشط وفعال لتبني ممارسات الرضاعة الطبيعية المناسبة والحفاظ عليها، فإن الأطباء والممرضات الذين يشرفون على صحة الأم والمولود مدربون على تنفيذ مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال وتقديم أفضل الممارسات السريرية للرضاعة الطبيعية، ويشمل ذلك تمكين الأمهات بالمعرفة والمهارات اللازمة التي ستساعدهم على ممارسة الرضاعة الطبيعية حصريًا لمدة ستة أشهر.
وخصص المركز ثلاثة أرقام هاتفية للاستفسارات المتعلقة بالرضاعة الطبيعية، حيث يمكن للأمهات الاتصال على الأرقام التالية: 40263867/55348026/55481739.
copy short url   نسخ
11/08/2020
1020