+ A
A -
في مواجهة انهيار الطلبات من العلامات التجارية الغربية في ظل جائحة «كوفيد - 19»، منحت العديد من مصانع الملابس في بنغلادش حياة جديدة بعدما طلب منها إنتاج أقنعة واقية وقفازات وأثوابا طبية للتصدير. ومع ذلك، لا يزال مئات الآلاف من العمال الذين كانوا يعملون في مصانع الملابس الموجهة للتصدير عاطلين عن العمل رغم الطلبات الجديدة وبعض الانتعاش في الأسواق الغربية. وفي مصانع مدينة سافار الصناعية في شمال دكا، يعمل الآلاف من العمال في مناوبات مدتها ثماني ساعات ستة أيام في الأسبوع لصناعة معدات الوقاية الشخصية.
وقال سيد نافيد حسين الرئيس التنفيذي لمصنع «بيكسيمكو»، وهي مورد رئيسي لعلامات تجارية عالمية مثل «زارا» و«كالفين كلاين» و«تومي هيلفيغر»، «رأينا الفرصة في فبراير، وعلى الفور تحولنا إلى تصنيع معدات الوقاية الشخصية».
وقامت شركة «بيكسيمكو» الشهر الماضي بتصدير 6,5 ملايين رداء طبي إلى العلامة التجارية الأميركية «هينز»، وتتوقع تصدير معدات وقاية بقيمة 250 مليون دولار هذا العام.
وأوضح حسين لوكالة فرانس برس «حوالي 70 % من عمّالنا البالغ عددهم 40 ألفا يعملون الآن في صناعة معدات الوقاية الشخصية. فيروس كورونا غيّر العالم».
وكانت سمية أكتر وروبيل ميا اللتان فقدتا وظيفتهما في صناعة الملابس لتجار التجزئة الغربيين، من بين العمال الذين قاموا بتعديلات نهائية على الأردية.
وتابعت أكتر الوالدة التي تبلغ من العمر 34 عاما لوكالة فرانس برس: «أشعر بأنني محظوظة بالحصول على عمل في هذا المصنع في الوقت الذي فقد فيه كـــثــر آخــرون وظائفهــم ويواجهون الآن صعوبات». وأضافت: «على الأقل ما زلت أستطيع إطعام عائلتي وأهلي».
إنتاج ضخم
أصبحت بنغلادش خلال العقدين الماضيين ثاني أكبر مصدر للملابس الجاهزة في العالم بعد الصين وهي تصنع ملابس لأمثال «بريمارك» و«إتش أند إم».
وقبل تنفشي الوباء، كانت هذه الصناعة تمثل حوالي 80 % من صادرات البلاد السنوية البالغة 40 مليار دولار وكان يعمل فيها أكثر من أربعة ملايين شخص معظمهم من النساء من القرى الريفية الفقيرة. لكن عندما بدأت دول العالم فرض تدابير الإغلاق، شهد 4500 مصنع في البلاد انخفاضا في الشحنات بنسبة بلغت 84 % في أبريل.
وقد تم إلغاء أو تعليق طلبيات بقيمة حوالي 3,2 مليون دولار وفقا لاتحاد مصنعي ومصدري الملابس في بنغلادش، وأغلقت معظم المصانع ما أدى إلى خسارة مئات الآلاف من العمال وظائفهم الأمر الذي تسبب في إثارة العديد من الاحتجاجات.
وبعد تخفيف الإجراءات في بعض البلدان، بدأت الطلبات تنتعش لكن خان منير العلم شوفو الناطق باسم الاتحاد قال لفرانس برس «الكمية أقل بكثير مقارنة بالعام الماضي».
وفي يونيو، عملت مصانعنا بطاقة 55 % من طاقتها الإجمالية. ويعني استئناف العمل في بنغلادش التي تعاني جراء «كوفيد - 19»، فرض إجراءات أمان إضافية مثل التباعد الاجتماعي ووضع الأقنعة.
وأقر أحد أصحاب المصانع لفرانس برس بأن «التباعد الجسدي يكاد يكون مستحيلا في المصانع بسبب طبيعة العمل». وأشار الاتحاد إلى أن العديد من المصانع أصبحت متفائلة مجددا لأنها تتجه نحو تصنيع الملابس الطبية.
وقال شوفو إن ما لا يقل عن 30 مصنعا بدأت تصنيع معدات الوقاية الشخصية منذ تفشي الوباء و«العدد يتزايد».
وسرعان ما قامت شركات أخرى بدأت صناعة ملابس واقية قبل فترة على نطاق محدود بتوسيع مصانعها لتلبية الطلب عندما يأتي الزبائن الغربيون إليهم.
وأوضح مدير «ملابس فكير» مشهور رحمن شومو: قبل ثلاثة أيام، حصلنا على طلبية لتصنيع 20 مليون ثوب جراحي، كل مصانعنا أصبحت محجوزة بالكامل حتى نهاية العام.
وحوّلت هذه الشركة خمسة من مصانعها إلى مصانع معدات الوقاية الشخصية ووظفت 400 عامل إضافي وتتوقع الآن تصدير طلبيات بقيمة 200 مليون دولار هذا العام.
copy short url   نسخ
11/08/2020
464