+ A
A -
كتب محمد مطر
بلغت حصيلة تبرعات أهل قطر أمس لحملة «لبنان في قلوبنا»، (94) مليونا و52 ألفا و940 ريالا، وهي الحملة التي أطلقتها هيئة تنظيم الأعمال الخيرية بالتعاون مع قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، وتتواصل الحملة في استقبال التبرعات من أهل قطر والمقيمين على أرضها الطيبة، من أجل مساندة الشعب اللبناني فيما حلت به من كارثة تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، وشهدت الحملة التي بثت عبر تليفزيون قطر والشاشات والإذاعات المحلية تفاعلاً كبيراً من جميع فئات المجتمع، من الكبار والصغار، وضربوا المثل في التكاتف والتلاحم والمساندة في وقت الأزمات كما أمرنا ديننا الحنيف وأوصانا رسولنا الكريم.
وحول مشاركة الجميع في هذه الحملة من كبار وصغار ورجال ونساء من الشعب القطري والمقيمين، قال الداعية الإسلامي ثابت سعد القحطاني: نشعر جميعاً بالسعادة لما رأيناه ولمسناه من محبة الجميع لعمل الخير والمبادرة، وأشيد بالأخوة الذين تبرعوا وتصدقوا، ونحن نقول دائماً يا محب لا تتأخر فإذا هبت رياحك فاغتنمها، فالنبي «صلى الله عليه وسلم» كان دائماً يرغب الصحابة في التبرع والمبادرة بعمل الخير، ولذلك على الجميع المبادرة والتصدق ولو بشيء قليل.
وتابع: أقول للشعب اللبناني نحن وإياكم كالبنيان، فالناس للناس ما دام الوفا بينهم، فالأيام دول وهذه حقيقة، فكم من دولة كانت غنية وأضحت فقيرة، ونحن نسأل الله أن يرفع المحنة ونعوذ به من زوال النعم، وأقول للشعب القطري والمقيمين لابد علينا أن نبادر لإخواننا، ونقدم الصدقات، فالجود والعطاء من صفات المسلم.
وحول الدور الذي يجب على العلماء القيام به في مثل هذه الأزمات قال الداعية عبد الله السادة: الدور الحقيقي للعلماء في مثل هذه الأزمات الأليمة التي تجتاح الشعوب، ومنها أزمة لبنان الحالية: مما لاشك فيه ان دور العلماء في هذه الأزمات كبير جداً، فدورهم لمن لديهم أزمات أن يغرسوا في نفوسهم الإيمان بالقضاء والقدر. وأضاف: على العلماء والدعاة والمشايخ أن يصبروا الناس ويقووا الإيمان لديهم، وينشروا قضية التواد والتراحم والتعاطف بين المسلمين، ويذكروا الناس بقضية فضل الصدقة والدعاء والتكاتف والتلاحم في مثل هذه الأزمات، وكما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكون كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له كامل الجسد.
وقال الداعية موافي عزب: كل من تبرع بعد سمو الأمير فهو في ميزان حسنات سموه؛ لأنه سن سنة البدء، ونسأل الله أن يبارك فيه ويتقبل منه، ويعز هذه البلاد ويرفع من شأنه. وأضاف: العطاء جزء لا يتجزأ من صفات أهل القرآن وأهل الإحسان، فأمة الإسلام أمة معطاءه، والتعاون والتكاتف كانا من أهم صفات الأمة، وبهما انتصرت أمتنا على أعتى الأمم والأعداء، فهي أمة مساهمة، ولفت إلى ان الأمة ضعف دورها عندما قل عطاؤها، ولذلك ندعو الجميع بأن يتصدق ويتبرع وينوي ويبادر ونقول اللهم أعط منفقاً خلفاً، فأنت تعطي القليل فيعطيك الله الكثير، لأن عطاء الرب غير عطاء العبد.
وتابع: يظل الجرح النفسي كبيرا عند لبنان وأهلها، فلابد من أصحاب الأموال والمؤسسات الكبرى أن يبادروا ويتقدموا بدورهم المنتظر لإحداث نهضة اقتصادية، فما قيمة المال إن لم يكن له دوره في هذه الأزمات وإسعاد الناس.
من جانبه قال إبراهيم عبد الله المالكي المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري: دائما الحملات المشتركة التي تجمع الجهات تكون أصداؤها ومخرجاتها أكبر، وهو شيء مميز بالنسبة لنا في قطر وتعاون مثمر ولدينا مع قطر الخيرية اتفاقية، ونعمل في كثير من المشاريع ونتعاون في حب الوطن والخير.
وأضاف: جاءت هذه الأزمة للأسف في ظل انتشار وباء كورونا في العالم، وهذا ما سيعيق وصول المساعدات وامتلاء المستشفيات، وأدعو الله أن يسهل عليهم هذه المعوقات، ونحن في الهلال الأحمر نتهيأ دائماً للكوارث ولدينا خططنا لهذه الكوارث، وهذا من بين أهم ما يميز الهلال الأحمر بشكل عام.
وأوضح: منذ أن بدأت هذه الكارثة بلبنان بدأنا في التحرك على الأرض من خلال شركائنا والجهات التي نتعامل معها في لبنان فلدينا مكتب دائم في لبنان، وتواصلنا معهم وبالتعاون معهم بدأنا في مهامنا وأعمالنا، فالبنية التحتية تضررت والمدارس ووحدات رعاية صحية وأطفال مشردين وأكثر من 500 ألف أسرة متضررة، والآلام عميقة، ولقد سيرنا أمس الأول طائرة بها تقريباً 15 طنا من المساعدات الطبية لصالح هذه الأزمة.
copy short url   نسخ
09/08/2020
863