+ A
A -
حوار سهام جاسم
الإعلامي والناقد والمسرحي والأديب كلها ألقاب يمتلكها باقتدار الدكتور حسن رشيد، فهو حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الفنون من أكاديمية الفنون بالمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر، كما أنه ناقد مسرحي وكاتب وقاص، وأول من قال عبر ميكروفون الإذاعة «هنا قطر»، كما أنه أول من قرأ نشرة الأخبار على شاشة تليفزيون قطر، وأول من أذاع نبأ استقلال دولة قطر 3 سبتمبر عام 1971م، حسن رشيد حصل مؤخراً على جائزة درع الأديب من مؤسسة الحي الثقافي كتارا في 11 مارس من العام الجاري، وتحدث لـ«الوطن» في هذا الحوار الشيق عن بداياته وحكاياته وكواليس رحلته الإعلامية والفنية والشخصية أيضاً، ثم تطرق إلى العديد من الاتجاهات الهامة من بينها غياب النص المسرحي، كما تحدث أيضًا عن العمل الإذاعي وأهميته وأسرار نجاح البرامج الإذاعية بشكل عام، وغيرها من الأسرار والحكايات والآراء المهمة التي يمكن أن تستفيد بها ومنها الأجيال الجديدة التي تبحث عن تحقيق ذاتها وموهبتها في مجال الفن والإعلام.
{ في البداية.. هل نتحدث عن د.حسن رشيد صاحب البدايات الجميلة في التاريخ الإعلامي أم الناقد المسرحي أم الكاتب أم القاص، أيهما أقرب إلى نفسك ؟
-هذا السؤال هام جداً.. أيّ بداية لدى الإنسان ترتبط بالمدرسة وما يجده من دعم وتحفيز من خلالها، ففي فترة الستينيات كانت البدايات الأولى لي حيث ارتبطت حينذاك بالثقافة السائدة في المجتمع، وكان هناك دور هام لكلّ من المدرسة والمكتبة والمعلم تأثرت كثيراً بما يكتبه ويطرحه معلمي من أدب وفكر وبما يقترحه علينا من أعمال أدبية عربية وعالمية، كنت أهتم بالحصول عليها وقراءتها وكذلك بفروض الإنشاء، تفوقت في مراحلي الدراسية الأولى على مستوى الدولة وهذا الأمر علمني أنْ أكون محباً للتفوق والصدارة.
بعدها التحقت بالإذاعة ذلك العالم الأرحب استفدت كثيراً من الخبرات الإعلامية العربية من خلال علاقاتي مع كوكبة منهم كما استفدت من قراءاتي وثقافتي التي عكفت على تنميتها في ذاك الحين، ثم تحولت بعدها للكتابة مستعيناً بتلك الثقافة التي كونتها، وكانت البدايات مع مجلة الدوحة فور صدورها، وكانت تلك الممارسة من باب الهواية ومازلت أعتبر نفسي هاويا، فقدمت مجموعة من القصص القصيرة مثل (الحضن البارد) (الموتى يرتادون القبور)، ولكن الكتابة للمسرح أخذتني من كلّ ذلك لأكتب الكثير من الأعمال فيه وخصوصاً في المونودراما.
{ تحدثتم عن غياب النص المسرحي ثمّ عن تغييب النصوص الجيدة هل تتشابه أسباب الغياب لكليهما ؟
-عندما نتكلم عن المسرح لابد لنا من الحديث عن غياب رموز الكتابة، فهناك من يكتب الدراما التليفزيونية الأكثر ثراءً والأكثر حضوراً لدى المتلقي، أما فيما يتعلق بالمسرح نجد أنّ بعض الرموز توقفوا عن الكتابة، فغياب الكتّاب الكبار في قمة عطائهم في قطر، وعربياً غياب آخرين برحيلهم عن الدنيا مثل يوسف إدريس من مصر والأخوان رحباني من لبنان وسعدالله ونوس من سوريا ومحمد الماغوط وفواز الساجر وعشرات الأسماء التي شكلت لنا عوالم المسرح، مع الأسف الشديد، خلق فجوة كبيرة وبالتالي أصبح الجمهور الآن مرتبطا بأعمال من وجهة نظري أرى أنّها للضحك والابتسامة ومن ثمّ بعد انتهاء العرض لا يكاد يذكر شيئاً من تلك المسرحية عدا تلك الضحكات.
{ حدثنا عن الإعداد الناجح للبرامج الإذاعية التي تُعنى بالأدب وتُسهم في إثراء المُتلقي وترتقي بذائقته الأدبية..
-الإبداع يجب أن يكون في الإعداد بشكل يثري ويفيد المتلقي، ولذلك أتمنى أن تكون هنالك عودة ثانية لإذاعة قطر للإعداد في هذا الإطار وليس النقل الحرفي من الكمبيوتر أو من الكتاب ثم يدعي الإعداد، بينما الإعداد إعادة صياغة لما قرأته وبعدها تتخذ الأسلوب المناسب لإيصاله لذهن المتلقي.
{ الملتقيات الثقافية بأنواعها هل تدعم المؤلف وما هو نوع الدعم الذي تأملون أن تقدمه ؟ أم أنّ الكاتب هو من يدعم في الواقع مثل هذه الملتقيات ؟
-بلا شك الملتقيات في بلدي تدعم الكاتب، ولكنني أتوقف كثيراً كثيراً كثيراً عند إحدى الإشكاليات، وهي أنّ العمل فيها معتمد على الكم لا الكيف أنا مع دعم كلّ اسم صغير مغمور حتى يتحول لاسم كبير مشهور لكنني وجدت مع الأسف الشديد إقحام الأسماء المغمورة في الندوات بكثافة لتتصدر الساحة الثقافية على الرغم من أنّ قطر لديها مفكرون ومبدعون، ولو عملنا على تقديم ندوة واحدة في الشهر لأحد المبدعين الذين أسهموا في الحراك الثقافي، خير من تقديم ثلاثين ندوة في الشهر بهذه الأسماء وبهذه المواضيع.
{ ما الأسماء التي ألهمتكم في عالم الأدب وأثّرت فيكم ؟
-المدرسة الحقيقية بالنسبة لي هي الإذاعة وهي التي قامت بهذا الدور، وهنالك الكثير من الأسماء المؤثرة..
{ نود أن ننهي لقاءنا معكم بكلمة توجهونها للكُتّاب اليوم ؟
-في هذا العمر أتمنى أن أجد من يوجهني، القراءة أمرٌ تضمنته الرسالة المحمدية تمثل في الآية الكريمة: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»، وأتمنى أن يكون رفيق الناقد، الكاتب، الإعلامي، من يرتبط بالكيان الإبداعي ومن يريد أن يرتبط بالثقافة كذلك من يريد أن يرتمي في حضن الإبداع أن يكون طريقه الحقيقي الاستزادة سواء من القصة أو الرواية أو الأدب أو الشعر أو المسرح وكلّ الفنون الإبداعية لأنّ ذلك هو الكنز الحقيقي للإنسان المبدع.
copy short url   نسخ
09/08/2020
918