+ A
A -
تعمل جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، إحدى الجامعات الشريكة بمؤسسة قطر، على أن تتناسب العملية التعليمية مع متطلبات المستقبل، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تواجه التعليم بجميع دول العالم من انتشار جائحة كورونا «كوفيد - 19».
وتنظر جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris حاليًا في القيود المفروضة على الحركة الحالية -من عمليات الإغلاق إلى السفر الجوي- كفرصة للتحول وابتكار طرق التدريس بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي.
وفي هذا الإطار، يعلق الدكتور بابلو مارتن دي هولان، عميد جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، بقوله: «لا يتلخص التدريس عبر الإنترنت فقط في مجرد وضع كاميرا في فصل دراسي، ولكنه يقتضي أيضًا إشراك الطلاب بطريقة مختلفة». ويضيف: «نحن ننشر شبكة الخريجين لدينا حتى يتمكن الأشخاص من الاتصال والتعلم من بعضهم البعض؛ حيث يحافظون على هذا الاتصال من خلال المنصات الرقمية، عندما تتغير البيئة، تحتاج إلى تغيير الإجراءات والقرارات التي تتخذها، وإلا فإنها تتعارض مع الواقع».
ويدرك الدكتور مارتن دي هولان المزايا التي يتمتع بها المشاركين في برنامجه للتعلم الرقمي، مقارنةً بالمزايا في المجالات الأخرى، وتُعد المحاسبة أحد المجالات التي يستفيد فيها المشاركين من وتيرة التعلم الذاتي. ويمكن تدريس مقررات مثل الإدارة وتحليل الاستراتيجية، وكلاهما من أساسيات برنامج الماجستير التنفيذي الدولي في إدارة الأعمال، بسهولة نسبية من خلال الوسائل الافتراضية، لافتاً إلى أن هذه الأنواع من التحديات هي التي تتطلع المدارس إلى معالجتها بينما تدفع الجائحة المعلمين إلى إحداث ثورة في التدريس.
ويقول إن الاتجاه الحالي نحو البيانات الضخمة والرقمنة لن يصبح أقوى إلا في المستقبل. ويضيف: «لكل برنامج سلسلة من أهداف التعلم، ونحن نعمل على ضمان تحقيق الأشكال الجديدة للوصول إلى هذه الأهداف، وسوف نتعلم ونعلم الأشياء نفسها ولكن من خلال وسائل مختلفة».
وفي المقابل، قد يعاني الطلاب الذي يدرسون تلك المقررات المتخصصة في الطب والهندسة والعلوم التي تعتمد غالبًا على العمل المخبري والخبرة العملية بالإضافة إلى المعرفة النظرية، ولا يمكن تقديمها باستخدام التكنولوجيا الافتراضية حتى الآن.
ونتيجة لذلك، أصبح دور التطبيب عن بعد واضحًا بشكل متزايد، وتستخدم جامعات مثل وايل كورنيل للطب - قطر، وهي أيضًا جامعة شريكة لمؤسسة قطر، تطبيقات عقد المؤتمرات عبر الإنترنت حتى يتمكن الطلاب من تقديم العروض الشفوية وكذلك تقييم حالات الصور السريرية والتشخيصية، كما ساعدت مجموعة متنوعة من النماذج التعليمية القائمة على المحاكاة الأساتذة على مواصلة تدريس المهارات السريرية.
ويُعزى جزء من جاذبية الدراسة في المدينة التعليمية بمؤسسة قطر في ذلك الارتباط الذي توفره مع كبريات المؤسسات في جميع أنحاء العالم والتبادل الثقافي الذي يصاحب هذا الارتباط، وفي جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر يكون لدى المشاركين الذين ينضمون إلى برنامج إدارة الأعمال التنفيذي الدولي لمدة 18 شهرًا خيار الدراسة إما في مسار فرنسا أو قطر، مع توفر خيار السفر بين الدولتين من أجل الدراسة الأكاديمية.
وقد واجهت ماليكا ماثور ليريتير الطالبة في برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي خلال مسيرتها المهنية الدولية التي امتدت لعشرين عامًا عبر أربع قارات تحديات في بلدان مختلفة ووسط سياقات ثقافية متباينة بالإضافة إلى مجموعة من المسؤوليات المنوطة بها. وفي هذا الإطار، قالت الطالبة ماثور التي تعمل في قسم الاستشارات الاستراتيجية لدى إرنست ويونغ الكويت: «لم يكن دوري في كثير من الأحيان أن أحافظ على الوضع الراهن، بل تمثل في تغيير المسار والابتكار والتحويل وتضمين وتحسين الأداء بطريقة تشمل الاستراتيجية والتحول وأنشطة العمليات».
لكنها تواجه الآن في خضم جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) تحديات جديدة وغير متوقعة في عملية التعلم. وباعتبارها إحدى المشاركات في برنامج الماجستير التنفيذي الدولي في إدارة الأعمال بجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر -إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر- اضطرت ماثور ليريتير جنبًا إلى جنب مع زملائها المشاركين إلى التعديل والابتكار في تجربة التعلم الخاصة بهم، وهي ليست وحدها في هذا الشأن، إذ يعمل الطلاب وأساتذة التعليم العالي في جميع أنحاء العالم معًا بطرق جديدة من أجل متابعة مسيرة التعلم في عصر الجائحة، وقد اتخذت هذه الجهود شكل الفصول الدراسية عبر الإنترنت، وجلسات الواجبات المنزلية عبر تطبيقي الفيديو Zoom أو Webex، واستحداث طرق جديدة للأساتذة وأعضاء هيئة التدريس للمحافظة على الاتصال المستمر مع الطلاب، ولكن بالنسبة لبرامج مثل الماجستير التنفيذي الدولي في إدارة الأعمال بجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris، حيث يمكن للمشاركين فيه تقسيم وقتهم الدراسي بين حرمَي الجامعة في باريس وقطر، تصبح التحديات أكثر حدةً عندما يتعين على هؤلاء المشاركين البقاء في منازلهم. ويَضحى من الصعب تكرار المكون الثقافي -الذي يعتبره البرنامج أحد أكثر جوانبه جاذبية- بدون خبرات السفر الفعلي.
وتقول ماثور ليريتير إن الكلية كانت سباقة من حيث التأكد من استمرار انخراط المشاركين حول العالم في الدراسة الأكاديمية والمحافظة على اتصالهم مع بعضهم البعض رغم بُعد المسافات، وقد شجعت جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris المشاركين على مواصلة التبادل ضمن مجموعات العمل الخاصة بهم.
وتقول ماثور ليريتير: «كانت هناك روح داعمة حقًا داخل الفصل طوال هذه الفترة»، وتضيف: «ننتمي جميعًا إلى قطاعات مختلفة ولكننا نتشارك المعرفة ونقدم الملاحظات. لقد كنا مثل عائلة كبيرة».محمد الجعبري
copy short url   نسخ
07/08/2020
540